يعد المنتدى الاقتصادي العالمي تجمعا شتويا يعقد سنويا لنخبة حول العالم من السياسيين والاقتصاديين وصناع قرار وقادة قطاع الأعمال والشخصيات البارزة في المجالات الأكاديمية والأعمال الخيرية، ويعتبر منظمة دولية غير ربحية مستقلة يهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص للتباحث في القضايا السياسية والاقتصادية، كما يطلق عليه منتدى "دافوس" نسبة إلى البلدة السويسرية الصغيرة التي تحتوي على منتجع للتزلج والذي يعقد فيه دورات المنتدى المتكررة منذ تأسيسه عام 1971م على يد الأكاديمي ورجل الاعمال الألماني كلاوس شواب، ويناط المنتدى بتطوير العالم عبر تشجيع الأعمال والسياسات والنواحي العلمية والعمل على تشكيل الأجندة العالمية والإقليمية والاقتصادية التي تقدم حلولا لصناع القرار لمواضيع استشرافية عن المستقبل والقضايا العالقة الحالية وطرق دعم الدول النامية ومواضيع الاستدامة وكيفية حل الأزمات الاقتصادية. في يومي 28 و29 أبريل خرج المنتدى الاقتصادي العالمي من دافوس ونُظم في الرياض تحت شعار "التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية" وحضره أكثر من ألف شخص من قادة العالم وممثلي الحكومات ومجتمع الأعمال من 92 دولة للمشاركة في اجتماعات المنتدى ومناقشة مختلف القضايا والتطورات الاقتصادية العالمية الذي كان برعاية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مما عكس أهمية الحدث على المستوى الدولي. ناقش المنتدى في الرياض ثلاثة محاور رئيسة: التعاون الدولي والنمو والطاقة، وتضمن برنامج اجتماعاته مجموعة متنوعة من القضايا العالمية تهدف لدعم الحوار العالمي وإيجاد حلول وتعاون دولي للتحديات المشتركة عالميا في ظل الاضطرابات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية التي تزعزع استقرار العالم. استضافة الرياض لهذا الحدث العالمي يؤكد مكانتها البارزة كعاصمة لأحد أكبر اقتصادات العالم، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث قارات والذي يتيح لها العمل بفعالية وعن قرب مع الأسواق المتقدمة والناشئة بغرض تعظيم التعاون بين الدول والمساعدة على تحقيق أهدافهم طويلة المدى في مجالات التجارة والطاقة والاستدامة. هذا المنتدى والعديد غيره من المؤتمرات والمنتديات والمعارض العالمية الكثيرة التي تحتضنها المملكة لها دور كبير في التسويق للسعودية وتعزيز صورتها على المستوى العالمي كوجهة استثمارية جذابة، يتم فيها عرض إنجازات المملكة في النقاشات التي تتناول مواضيع الابتكار، التكنولوجيا، الطاقة المستدامة والاقتصاد الرقمي إضافة الى تقديم فرصة مهمة لتسليط الضوء على التطورات الاقتصادية التي تجريها المملكة ضمن رؤيتها الطموحة 2030. كما يوفر المنتدى فرصة للمملكة لعرض الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها، مثل تحسين جودة الحياة وتعزيز دور المرأة في الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وتسليط الضوء على المبادرات البيئية والاستدامة، كما يمكنها من بناء شبكات تواصل قوية مع قادة الأعمال والسياسة على مستوى العالم وترويج الثقافة والتراث السعودي وإبراز إمكانيات المملكة في تنظيم للفعاليات والمؤتمرات وتعزيز مكانتها كلاعب عالمي رئيس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.