أكملت رؤية سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عامها الثامن، تسير على خطى ثابتة، مرنة، ديناميكية، تجاوزت العديد من العقبات، وحققت معظم المستهدفات، بل وفاجأتنا بأن جعلتنا نرفع السقف أكثر مما كنا نتخيّل، ورغم حملات التشويه التي يحاول المغرضون النيل بها من طموح هذه البلاد، إلا أن إيماننا بأنفسنا لا يجعلنا نلتفت بأي شكل لهذه الحملات، وأصبح لا يعنينا رأي المثبطين، ولا يُلهينا الرد عليهم، فرؤية المملكة 2030 أشمل من مشروع ترفيهي أو تنظيم سياحي، وأكبر من بناء معلم أو تسويق دعائي، رغم محاولة تصويرها بهذا الشكل ممن لا يتمنون نجاحها، بل هي إصلاحات شاملة متكاملة تتعلق بالأنظمة والاقتصاد وجودة الحياة، وتسارع في نهوض الدولة على المستوى الحكومي والشعبي، وانفتاح على العالم وتوسع في الشراكات الاستراتيجية، وهيمنة على المستوى السياسي والاقتصادي الداخلي والخارجي في كافة الجوانب. تحقيق طموح الرؤية كان أشبه بالمستحيل، وكنا نراها حلماً لو تحقق نصفه لاعتبرناه إنجاز تاريخي لضخامته، ولكن لأن سمو سيدي ولي العهد "قول وفعل" فها نحن نرى مستهدفاتنا عين اليقين، مستهدفات تجاوزناها، وأخرى اقتربنا منها، رغم تبقي المزيد من الوقت. نجاح الرؤية ليس حديث عابر أو كلمات منمقة، فمؤشراتها عامة شفافة تُحدث باستمرار، فيكفيك أن 87 % هي نسبة مبادرات الرؤية المكتملة والتي تسير على المسار الصحيح، و 81 % من مؤشرات أداء الرؤية الرئيسية للمستوى الثالث حققت مستهدفاتها السنوية، و 197 مؤشر حقق مستهدفة السنوي بشكل كامل، وتخطى 176 مؤشر مستهدفة لعام 2023. يحق لنا أن نتفاخر بهذه المؤشرات التي عملنا عليها وأنتجت التقدم المذهل في القطاع غير النفطي ومساهمته بنسبة 50 %في الناتج المحلي، وتضاعف أصول صندوق الاستثمارات العامة ثلاث مرات لتتجاوز 2.8 تريليون ريال، والتدفق الكبير للاستثمارات الأجنبية وانتقال المقار الإقليمية لأكثر من 200 شركة عالمية للرياض، وانخفاض تاريخي في معدلات البطالة إلى 7.7 % مقترباً من مستهدف 2030، وأكثر من 2.3 مليون سعودي يعمل في القطاع الخاص بمشاركة تاريخية للمرأة السعودية، ورفع نسبة تملك المواطنين لمساكنهم لتتجاوز 63 %، وتجاوز عدد السياح 100 مليون سائح في 2023، وأرقام تاريخية للمعتمرين الأجانب ب13 مليون معتمر، بالإضافة إلى التقدم على المستوى الصناعي و الثقافي والرياضي وحتى تسجيل المواقع الأثرية، والحفاظ على البيئة وزيادة الغطاء النباتي، والتقدم في عشرات المؤشرات العالمية. ورغم الأحداث العالمية واضطرابات الاقتصاد العالمي إلا أن المملكة حافظت على نسبة تضخم متدنية، وخرجت من أزمة جائحة كورونا بنجاح، رغم تزامنها مع حرب ضروس في أسواق النفط العالمية، قبل أن تقود العالم إلى تحالف أوبك+ التاريخي. اليوم أصبح نهوض العملاق السعودي مضرب مثل بين الدول والمنظمات العالمية، وقفزات المملكة العربية السعودية في العديد من المجالات أصبح محل إعجاب، وسيشهد التاريخ أن السعوديين فعلاً قد تبوأوا "عنان السماء".