بعد ثماني سنوات من انطلاقة رؤية المملكة 2030 بخطى حثيثة تسير بنا القيادة السعودية نحو مستقبل مشرق ومزدهر، رؤية المملكة 2030 في عامها الثامن تمضي قدمًا إلى الأمام، مضيئة طريقًا جديدًا ينمو فيها الوطن والمواطن، ويُسهم في توفير فرص النجاح للأجيال القادمة. رؤية المملكة 2030 غيرت الكثير من المفاهيم، وفي أقل تقدير وسعت المدارك، وفتحت آفاقاً جديدة، ورفعت سقف المعرفة والطموح، وكشفت الفرق بين السماع والمشاهدة، وبين الأقوال والأفعال. نعم، عزيزي القارئ.. قبل رؤية المملكة 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن الفساد يمكن أن يجفف من منابعه إذا وجدت الإرادة الصادقة والأدوات الفاعلة التي لا تخاف في الحق لومة لائم، وتقدم الوطن والمصلحة العامة على كل فاسد مهما بلغ مقامه ونفوذه، وذلك تحت شعار "لنكن يدًا واحدة ضد الفساد". قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن الاستثمار في الإنسان وتصميم البرامج المتخصصة في مجال التفوق الذهني والإبداع -كما يحدث في مشروع موهبة الرائد- سيضعنا في قلب المنافسة، وفي مقاعد الصدارة بين الدول المتقدمة على الصعيد العالمي. قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن العمل خارج إطار المؤشرات العالمية على الصعيد الاقتصادي والسياسي يشتت الجهود ويهدر الأموال، ويضعنا في مواقع متأخرة بين دول العالم، وهذا الجانب بالذات قد يكون من أبرز خصائص رؤية 2030. قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن السعودية يمكن أن تتخطى مرحلة المساهمة في التحول إلى قيادة التحول على صعيد أهم الملفات الساخنة في منظمة الأممالمتحدة، وفي مقدمتها التنمية المستدامة وأمن الطاقة وجودة الحياة والعدالة الاجتماعية، فالعالم اليوم يسير وفق تقويم المملكة العربية السعودية وعلى خطاها الواثقة. قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن التخطيط الاستراتيجي يتطلب ربط الحزام وتوجيه الموارد نحو تطوير الموارد؛ لخلق فرص تحقيق العدل عبر أجيال ممتدة من أبناء وأحفاد. قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن الحكومات -مهما كانت قدرتها ومواردها كبيرة- لن تستطيع تحقيق التنمية المستدامة دون مساهمة القطاع الخاص واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية؛ لخلق الفرص الاستثمارية والوظيفية. قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن التشريعات والقوانين المتوافقة مع الأنظمة العالمية تعد بمثابة القواعد الخرسانية عندما يتعلق الأمر ببناء سوق عمل منافسة وجاذبة للأموال على صعيد المستثمرين من الداخل والخارج. قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن التنمية لا تتجزأ أو تأتي فرادى على صعيد المشاريع، وإنما ككتلة واحدة لتحقيق التكامل، وأقرب ما يمكن أن يصف ذلك، السيل في الوادي العظيم الذي لا يمكن أن يجري بكامل طاقته إلا إذا صبت جميع روافده في الوقت ذاته. قبل رؤية 2030 لم ندرك حق الإدراك بأن النهضة الحضارية ومواكبة متطلبات العصر الوفاء بالتزاماته في زمن يتسم بالاستقطاب والديناميكيات العالمية المتغيرة تحتاج إلى روح الشباب وطموحهم وإقدامهم، وإلى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قائد الرؤية ومصدر إلهامها. رؤية 2030 تجسد المعنى الحقيقي للحكمة المشهورة "عندما توجد الإرادة توجد الحلول"، نعم، عزيزي القارئ، في عامها الثامن نشاهد إنجازات الإرادة الصادقة كواقع ملموس على كل الصعد حتى أصبحت السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان محور حديث العالم على اعتبارها تجربة استثنائية يحتذى بها ويسير وفق تقويمها، يصادق على ذلك تقرير صندوق النقد الدولي الأخير الذي أشاد بالإنجازات التي وضعت المملكة العربية السعودية في مقدمة دول مجموعة العشرين من حيث النمو الاقتصادي، ونظراً لتجربة المملكة الرائدة خلال ال8 أعوام الماضية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، البنك الدولي يختار السعودية مركزاً لنشر ثقافة الإصلاحات الاقتصادية عالمياً.