صدر عن "دار الحضارة للنشر والتوزيع" بالرياض، كتاب بعنوان "نور من الحجاز"، لمؤلفه الكاتب السعودي والباحث في السيرة النبوية الشريفة الأستاذ حامد العلياني. وهو كتاب واقع في ثلاثة أجزاء، يتجاوز مجموع صفحاتها ال300 صفحة من القطع العادي. ومن الواضح أن المؤلف قد اعتمد من خلال كتابه هذا وفي تطرقه لحياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- منذ بداية بعثته (عصر النبوة) حتى (عصر الرسالة) على الأسلوب المبسط في العرض والشرح لجميع المراحل التي مرت بها حياة النبي المصطفى، وبلغة عصرية حديثة روعي فيها السهولة والبساطة والمباشرة لتكون مناسبة لأهل العصر الحالي، خاصة الأجيال الحديثة منهم. أنه (نور من الحجاز) انبثق فجره الأول من مكةالمكرمة وامتد شعاعه إلى المدينةالمنورة ليعم ما حوله بضياء الهداية والرشاد، بعد ظلام وضلال عانت منهما البشرية زمناً طويلاً. وفي العنوان الفرعي للكتاب (رحلة مع النبي)، مدلول واضح وجميل على وجوب ترسمنا لخطى الرسول -صلى الله عليه وسلم- والسير على نهجه وما جاء في سنته من فعل أو قول أو تقرير. ومن يتصفح الكتاب سيجد أنه جاء ليركز في جزئه الأول على بعثة الرسول عندما أنزل عليه الوحي من الله تعالى لأول مرة، وما كان من أمر زوجته السيدة خديجة -رضي الله عنها- تجاهه كما جاء ذكره في القرآن الكريم، ثم ذيوع خبر نبوته بين الناس وموقف مشركي قريش من هذه النبوة، وما لقيه منذ بزوغ فجر النبوة من أذى المشركين والكفار له ولأصحابه في مكة حتى هاجر إلى المدينة هو ومن معه من أصحابه -رضي الله عنهم- وفي الجزء الأوسط منه والأخير ينتقل الكاتب بالقارئ إلى حيث انطلق عصر الرسالة من هناك بالمدينة، وارتفعت راية الإسلام، وبدأ ينتشر في كافة أرجاء بلاد العرب وخارجها. كما تمثل لنا بالغزوات والسرايا المعروفة التي بعثها الرسول لأماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية لدعوة أهلها وسكانها والمقيمين فيها للدخول في الإسلام، وتوحيد الله -عز وجل- وترك الشرك والبدع والخرافات، كما ورد ذكره في كتب السيرة النبوية ومؤرخي الإسلام الأوائل الذين تطرقوا بالتفصيل لجميع المراحل التي مرت بها الدعوة المحمدية. وقد اختار (الناشر) كلمة مقتبسة من أحد المواضع في الكتاب لتكون على غلافه الأخير، وهي أشبه ما تكون بتوطئة مناسبة لمحتواه والتعبير المختصر الموجز لمادته، وهي في الأصل عبارة عن حديث نبوي ورد كالتالي: "إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعاً ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحساناً، وبالسوء سوءاً، وإنها للجنة أبداً، والنار أبداً".