أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في إسلام أباد الاثنين، حيث وصف خبراء زيارته بأنها «هامة» وتهدف إلى إصلاح العلاقات بين البلدين بعد تبادلهما ضربات عبر الحدود في وقت سابق هذا العام. وقال مكتب شهباز إن الزعيمين أجريا «مناقشة حيوية» تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجالي التجارة والاتصالات، كما «اتفقا على ضرورة بذل جهود مشتركة من قبل البلدين لمكافحة الإرهاب». وتعهد مسؤولو باكستانوإيران الاثنين بتعزيز العلاقات بين الدولتين وزيادة التجارة الثنائية لتصل إلى 10 مليارات دولار سنويا، حيث تجاهلا الهجمات الجوية التي تبادلتها الدولتان. والتقى رئيسي أيضا وزير الخارجية الباكستاني إسلام دار، وفق بيان للخارجية الباكستانية أفاد أنهما «ناقشا التطورات الإقليمية والعالمية وأكدا الالتزام بالسلام والحوار البناء». وكان رئيسي قبل مغادرته طهران قد قال إن «المناقشات مع الحكومة الباكستانية ستدور حول قضايا الحدود بين البلدين». وتأتي الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام في أعقاب هجمات صاروخية متبادلة بين البلدين في يناير في منطقة بلوشستان الحدودية. ورأت الدبلوماسية الباكستانية السابقة والخبيرة في مجال العلاقات الدولية مليحة لودهي، أن هذه الزيارة «تمثل فرصة لإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح وإصلاح الضرر الذي حدث في يناير». وقالت لودهي «إن التحدي الرئيسي هو إدارة الحدود، حيث يوجد مسلحون على جانبي الحدود الباكستانيةالإيرانية، لذا فإن الزيارة قد تسفر عن بعض الاتفاق حول هذا الأمر». وأدت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى إسلام أباد أواخر يناير إلى تعهد الجانبين بتحسين الحوار وتعيين ضباط اتصال. وتسبب القصف الإيراني والضربات الباكستانية في يناير بمقتل 11 شخصا من الجانبين، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات. وغالباً ما تتبادل إيرانوباكستان الاتهامات بشأن السماح للجماعات المتمرّدة باستخدام أراضي البلد الآخر لشن هجمات. واعتبر الخبير في القضايا الأمنية قمر شيما أنّ الزيارة الجديدة تهدف إلى «تقليل انعدام الثقة» بين الطرفين. وأضاف «لكنها مهمة أيضا من الناحية التجارية»، متوقعا «تحسينات في إدارة الحدود والانتقال إلى ممارسات تجارية أكثر توحيدًا، ما سيقلل من التجارة غير الرسمية والتهريب». وشدّد على أنّ «علاقاتنا الاقتصادية ليست على مستوى علاقاتنا السياسية». وتعول باكستان على مشروع غاز مشترك مع إيران لحل أزمة الكهرباء المستمرة منذ فترة طويلة والتي أدت إلى استنزاف نموها الاقتصادي. وقد قامت طهران ببناء الجزء الخاص بها من خط أنابيب يبلغ طوله 1800 كيلومتر ويهدف إلى ربط حقول غاز جنوب بارس بمنطقة نوابشاه في باكستان، بالقرب من كراتشي. وحذرت واشنطن من أن خط الأنابيب قد ينتهك العقوبات المفروضة على إيران، وأن باكستان قد تواجه عقوبات بنفسها إذا مضى المشروع قدما.