لأول مرة في الكرة السعودية نعيش نهائي سهل ممتنع، لدرجة أن الإعلام الرياضي والجماهير الرياضية عرفوا أن الأمور محسومة تماماً فور وصول الهلال والاتحاد إلى مباراة نهائي كأس سوبر الدرعية التي أقيمت هذه المرة على الملاعب الإماراتية. نهائي من ليونته وسهولته شعرنا أنه تمرين لصالح الهلال على حساب ضعف وهوان الاتحاد، والأربعة أهداف التي سجلها الهلال مع الرأفة والرحمة، أما هدف الاتحاد الوحيد أتى لحفظ ماء الوجه لا أقل ولا أكثر. وزمن الكلاسيكو قاسي لا يرحم، كيف حوَّل فريق مهلهل ضعيف، وآخر لا زال بكامل عافيته وقوته، وكُنَّا من سنوات إذا أتى موعد القمة بينهما نستمتع بالتنافس القوي وبالمستوى المتكافئ، والآن الفارق أصبح للهلال وحدة. بالنسبة لأوضاع الفريقين المختلفة من كافة النواحي الفنية والفوارق الإدارية والعمل الاحترافي المنظم؛ فنتيجة المباراة طبيعية جدًا أن تنتهي لصالح الهلال. الاتحاد أوضاعه سيئة من بداية الموسم، ولم يسع مُسيرو النادي الجداوي العتيق على إصلاح ما يمكن إصلاحه فتركوا مشاكلهم تتراكم وتتدحرج مثل كرة الثلج. تحقيق البطولات ليس مَحض صدفة ولا ضربة حظ ولا فارق دعم كما يعتقد من يعتقد هذا الاعتقاد، إنما نتيجة ذلك الخطط المدروسة، واختيار العناصر المناسبة لمقياس فريقك، مع وجود مدرب مميز يقود المنظومة بامتياز ويسير بها نحو منصات التتويج . كل ما ذكرناه آنفا يتميز فيه الهلال منذ أن عرفنا كرة القدم، وهذا سر من أسرار تفوقه الدائم واستمراره في تحقيق البطولات. أعتقد وقت الرهان انتهى مع لاعبي الاتحاد وأصبحنا لا نثق في لاعبين ليس لديهم القدرة على التحدي في أحلك الظروف، لاعبين يخسرون سبع مباريات في موسم من فريق واحد، هذا دليل أن فاقد الشيء لا يعطيه. والخسارة الثامنة من الهلال في كأس الملك قد تكون في الطريق لأنه لا يوجد بوادر أن الأوضاع الاتحادية ستتغير للأفضل. موسم الاتحاد لا نقول عنه للنسيان بل نقول للدروس، لأننا لو نسينا التعلم من الأوضاع. حسين البراهيم - الدمام