لا يخفى على أي متابع بسيط للرياضة السعودية ما تعرض له نادي الشباب من ظروف استثنائية وغير طبيعية هذا الموسم، وكون الشباب أحد أركان الكرة السعودية فقد حظي ومازال يحظى بدائرة اهتمام ومتابعة واسعة جداً وتفاعل كبير مع ظروف النادي العاصمي الكبير، الذي تراجع بشكل مخيف هذا الموسم في المنافسات المحلية كافة. الشباب الذي كان ومازال ضحية نظام انتخابات جديد لمجلس إدارته بعد أن اعتلت الإدارة السابقة هرم النادي وما صاحب الانتخابات من لغط وأحداث علاوة على التفريط بعدد من لاعبي الفريق وضعف الإعداد للموسم الرياضي الجاري، وتلا ذلك حل مجلس الإدارة بقرار من وزارة الرياضة، وانتخابات جديدة لمجلس إدارة ثانٍ في غضون فترة وجيزة. وقبل هذه الظروف الصعبة أصبح الشباب بين ليلة وضحاها في مربع مختلف عن بقية منافسيه، إذ جاءت المرحلة الأولى للخصخصة التي استحوذ فيها صندوق الاستثمارات العامة على أربعة أندية من الأندية السعودية دون الشباب مما جعله لا يحظى بذات الميزانيات الضخمة التي حظيت بها أندية الصندوق، وهذا الأمر زاد الأحداث صعوبة داخل البيت الشبابي. كل هذه الظروف كانت كفيلة بعصف الشباب بعيداً ووصوله إلى مرحلة يصعب معها العودة أو حتى الوقوف ثانية على القدمين، لكن من حظ الشباب والشبابيين أن هناك رجلاً وفي وعاشق للنادي أدار المشهد باحترافية كبيرة وعقل وحكمة داعماً النادي بالمال والفكر حتى يستطيع الكبير الخروج من موسمه بأقل الأضرار الممكنة. تدخل العضو الذهبي الأمير عبدالرحمن بن تركي في الوقت الحاسم وقال كلمته عندما اشتدت الصعاب داخل أروقة النادي العاصمي، وبذل الغالي والنفيس من أجل إنقاذ الشباب، وهذا ما حدث في مرحلة الانتخابات الثانية التي شهدت فوز إدارة محمد المنجم برئاسة النادي بفضل من الله سبحانه ثم الدعم المالي السخي لسمو الأمير عبدالرحمن بن تركي. لم يتوقف الأمير العاشق للشباب عند هذا الحد بل رسم الخطوط الحمراء والمنهجية العامة لأي إدارة ستتولى زمام الأمور في النادي، وهذا ما سهل كثيراً في اتفاق الشبابيين ووقوفهم مع ناديهم بعد انتخابات مجلس الإدارة. ولأن الوقت لم يكن مع الشبابيين حيث انتهت الانتخابات بعد إغلاق فترة الانتقالات الصيفية ولم يكن بالإمكان أكثر مما كان خاصة في ظل صرف المخصص للتعاقدات مسبقاً، فكان لا بد أن يحظى الشباب بالجانب الآخر من الدعم وهو الدعم المعنوي، وهذا ما قدمه الأمير عبدالرحمن بن تركي لإدارة النادي واللاعبين وحتى الجماهير لكي يبقى الشباب متماسكاً ويتجاوز أزمته الكبيرة والصعبة. بقي العضو الذهبي والمنقذ بنادي الشباب داعماً طوال الدور الأول بحضوره المستمر لمباريات الفريق ومتابعته الدقيقة لكافة التفاصيل وتقديم المشورة والنصح والدعم لإدارة النادي المنتخبه. وفي فترة الانتقالات الشتوية وعلى الرغم من صعوبة الظروف وعدم وجود ميزانية كافية لتغيير ما يمكن تغييره أو تحسين الفريق إلا أن الشباب استطاع التعاقد مع لاعب عالمي كبير بمكانه واسم الكرواتي إيفان راكيتيتش قادماً من إشبيلية الإسباني بعد تجربة احترافية كبيرة في الدوري الإسباني خاصة مرحلته في نادي برشلونة الإسباني، إذ كان أحد أبرز لاعبي منتصف ميدان برشلونة في سنوات أمجاده وسطوته الكروية. انتهت الفترة الشتوية بظروفها الصعبة جداً وشح وقلة مواردها المالية وما صاحبها من تعقيدات واشتراطات كثيرة لترميم الفريق وتقويته خاصة في الجانب الأصعب جانب المهاجم السنغالي حبيب ديالو الذي كلف خزانة الشباب مبالغ كبيرة وطائلة ولم يقدم أمامها ما يوازيها من إضافة أو فائدة فنية بل على العكس تماماً كان ومازال عبئاً كبيراً على الفريق العاصمي. واستمر الأمير عبدالرحمن بن تركي في دعمه الذي لم يقل من بداية الموسم في كل مناسبة وحدث ومباراة وتدريب، حتى بات الشباب على مقربة من إنهاء موسمه الكارثي بأقل الخسائر الممكنة. والدرس المستفاد من هذا الموسم أنه لا خوف على الشباب وهو في ظل العضو الذهبي الداعم الأمير عبدالرحمن بن تركي. يقدمها -عماد الصائغ