مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تزدهر مبيعات الملابس بشكل ملحوظ، مسجلة إيرادات موسمية كبيرة، لتنضم بذلك إلى جملة الإيرادات السنوية، مما يرفع توقعات النمو خلال الربع الثاني من العام الجاري، وعموماً، فإن سوق الملابس العالمية تشهد توسعاً في الإيرادات، وهي تبلغ حالياً 1.3 تريليون دولار، ومع نمو بمعدل سنوي مركب 4.6 %، فقد يلامس السوق الصاعدة مستوى قياسي يبلغ 1.7 تريليون دولار بحلول 2030، مستفيدة من التوجه المتزايد نحو التسوق عبر الإنترنت، حيث يقوم مصنعو الملابس العالميون ببيع منتجاتهم، وتوسيع قاعدة عملائهم مستغلين المواقع الإلكترونية، مما يعزز نمو الصناعة ككل. ازدهرت التجارة الإلكترونية بشكل كبير منذ جائحة 2020، مما أفاد سوق الملابس التقليدية في العديد من دول العالم، ووفر للمصنعين قدراً أكبر من الانتشار، بعدما كانوا في السابق يقتصرون على منطقة جغرافية محددة، وعلى سبيل المثال، فقد شهد عام 2023، قيام شركة أمازون الأميركية بإطلاق عروض للملابس الفاخرة المصدرة إلى أوروبا، والتي كانت مقيدة في السابق بسوق أمريكا الشمالية، وبهذا تم توسيع صادرات الأزياء الأميركية الراقية إلى القارة العجوز من خلال علامات تجارية فاخرة تتيح الشراء عبر الإنترنت في دول أوروبية في مقدمتها المملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا. من جهة أخرى، يؤدي ارتفاع دخل الفرد، وارتفاع أعداد الطبقة المتوسطة في كل العالم، وتفضيل المستهلكين للمنتجات ذات العلامات التجارية الرائدة إلى زيادة الطلب على الملابس الفاخرة، بالإضافة إلى ذلك، يظهر قطاع الملابس النسائية اتجاهًا سريعاً للنمو، مدفوعاً بقوة بمشتريات نساء الطبقة العاملة، وعلى الرغم من كون الملابس سوقاً ناضجة، إلا أن اتجاهات الموضة المتغيرة، ومشهد البيع بالتجزئة المتطور عبر العلامات التجارية تعد عوامل حاسمة في سوق الملابس المزدهر، ولذلك، فإن المنافسة شديدة، تدفع شركات الملابس العالمية إلى تكوين تحالفات وشراكات لتقديم جبهات أقوى، بينما تساعد استراتيجيات الإعلان الناجحة والتركيز على الاحتياجات المتخصصة شركات الملابس على تحقيق إيرادات قوية عاماً بعد آخر. تعد التصميمات المبتكرة، واتجاهات الموضة السريعة، واستراتيجيات التسويق الإبداعية عوامل رئيسية لنمو الصناعة، وقد أدى التعرض المتزايد للإنترنت والتجارة الإلكترونية إلى زيادة وعي المستهلكين بالموضة، وتوافر العلامات التجارية الراقية، وعزز ترويج المؤثرين للأزياء عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مبيعات شركات الأزياء، وعلى سبيل المثال، فقد أدى إعلان مجموعة الأزياء الأميركية الشهيرة "ستيف مادن"، وهي شركة تجارية تقوم بتصميم وتسويق الملابس والأحذية والإكسسوارات، ومقرها في نيويورك، عن أول تعاون أفريقي لها على الإطلاق مع إحدى الشخصيات الإعلامية الجنوب أفريقية الشهيرة، وهو بونانج ماثيبا، إلى طفرة في مبيعات الملابس والأحذية والإكسسوارات، وكان هذا التعاون جزء من احتفال مجموعة الأزياء الأميركية بمرور 10 سنوات على العمل في القارة الإفريقية. تكتسب شركات الملابس الناشئة المحلية، اهتمام العملاء في شتى أنحاء العالم، لأنها تقدم أنماطًا مختلفة، مثل الملابس الرسمية وغير الرسمية والتقليدية، والتي يفضلها السكان المحليون، مع تصميمات فريدة تجذب العملاء، ويتصدر عملاء جيل الألفية، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، اتجاه شراء الملابس عبر الإنترنت، حيث يقوم 47 % منهم بعملية شراء أسبوعية واحدة على الأقل عبر الإنترنت، وتساعد هذه العوامل في تعزيز تجارة الملابس، ويعزى نمو مبيعات الإنترنت بشكل رئيسي إلى الشركات الناشئة على الشبكة العنكبوتية، حيث تحاول هذه الشركات ترسيخ أقدامها في السوق. تعتبر سوق الملابس العالمية مجزأة بطبيعتها، مع وجود العديد من اللاعبين الأساسيين والصغار، لكن، السوق في المناطق النامية لا زال غير منظم، لكن باستطاعته تقديم منتجات متعددة، من جهة أخرى، تؤثر شبكة التوزيع الواسعة للعلامات التجارية العالمية على الأسواق الدولية، بالرغم من أنها تواجه منافسة شديدة من الشركات المصنعة المحلية، خاصة فيما يتعلق بتفضيلات وأسعار الأزياء الإقليمية، وخلال السنوات الماضية، نفذ اللاعبون الكبار في السوق استراتيجيات أعمال مبتكرة، ودخلوا في شراكات استراتيجية، وعززوا حملات التسويق عبر الإنترنت، وأبرموا صفقات الاندماج والاستحواذ لتوسيع نطاق ظهورهم ومجموعة العروض، ونظرًا لطبيعة السوق سريعة التطور، أصبحت الابتكارات هي الاستراتيجية المفضلة الأكثر شيوعًا بين الجميع، ولذلك، دأبت الشركات على تقديم منتجات جديدة ومبتكرة ذات أقمشة مستدامة لجعل منتجاتها فريدة عن منافسيها في السوق. تحظى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحصة بارزة في سوق الملابس العالمية، بسبب المبادرات الحكومية الداعمة لصناعة النسيج، وعلى سبيل المثال، أصدرت هيئة صناعة المنسوجات والملابس في الصين، خطة خمسية في 2020، تتضمن تفاصيل أهداف واستراتيجيات النمو ذات الأولوية في قطاع المنسوجات والملابس في الصين، وتنتهي هذه الخطة في عام 2025، وتعد الصين أحد المصدرين الرئيسيين للملابس في شتى أنحاء العالم، ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية، فإن الصين صدرت ملابس وإكسسوارات بقيمة 170.2 مليار دولار في عام 2023، وعلاوة على ذلك، تخطط الشركات الكبرى للتوسع في الدول الآسيوية للحصول على قاعدة استهلاكية أوسع، على سبيل المثال، وقد أعلنت مجموعة "جوزيف عبود"، وهي علامة تجارية شهيرة للأزياء تقدم ملابس رجالية متطورة وأنيقة، وتشمل مجموعتهم بدلات وقمصان وسراويل وأحذية وإكسسوارات مصممة بمواد فاخرة وخياطة، أعلنت عن خططها للتوسع في الصين من خلال الشراكة مع مجموعة أزياء فاخرة في الصين. في المقابل، تبرز الهند، والتي تتميز سوقها بارتفاع عدد السكان (1.4 مليار نسمة)، ونمو الدخل المتاح، وتطور اتجاهات الموضة مما يعزز سوق الملابس في الهند، والتي تعد مصدرًا مهمًا للمنسوجات، مما يعزز نمو السوق العالمية ككل، وقد بلغ حجم سوق الملابس الهندية 165 مليار دولار في عام 2023، حيث يشكل السوق المحلي 125 مليار دولار، فيما تساهم الصادرات بنحو 40 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو حجم السوق هناك بمعدل سنوي مركب 10 ٪ ليصل إلى 350 مليار دولار بحلول عام 2030، مستفيداً من المبادرات الحكومية التي تعمل على تطوير الصناعة، وعلى سبيل المثال، تركز خطة تطوير التكنولوجيا الهندية على زيادة إنتاج المنسوجات والملابس، كما وافقت الحكومة الهندية على مشروع خصم الضرائب وخفض رسوم تصدير الملابس والمكياج حتى مارس 2024، لتعزيز القدرة التنافسية التصديرية لسوق الملابس الهندية. في المقابل، بلغت قيمة سوق الملابس في أوروبا 482 مليار دولار في عام 2023، ومن اللافت، أن قيمة سوق الملابس الأوروبية المباعة عبر الإنترنت بلغت 86.1 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن تسجل مبيعات الإنترنت معدل نمو سنوي مركب قدره 8 ٪ حتى نهاية 2030، ويفتح التسوق عبر الإنترنت عالمًا من الخيارات أمام العميل حيث يمكن للأشخاص التسوق باستخدام منصات عالمية، وهذا يجعل الأمر أكثر ملاءمة للمستهلكين للعثور على الملابس المتخصصة التي قد لا تكون متاحة بسهولة في المتاجر المحلية، وعلاوة على ذلك، يتيح تسوق الملابس عبر الإنترنت للأفراد الاستمتاع بالخصوصية أثناء التسوق، من جهة أخرى، فإن التسوق عبر الإنترنت يرحم العملاء من إزعاج التسوق في متاجر مزدحمة، أو الوقوف في طوابير طويلة سواء عند غرف تغيير الملابس، أو أمام كاشير المحاسبة خلال موسم الأعياد، أو عندما تكون هناك تخفيضات. وفي أميركا الشمالية، تصل الإيرادات السنوية لسوق الملابس إلى 419.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل سنوي قدره 2.25 ٪ حتى عام 2030، والجزء الأكبر من هذا النمو تقوده الملابس النسائية، التي تستحوذ على إيرادات بحجم 221.2 مليار دولار، من جهة أخرى، تصل إيرادات مبيعات الملابس عبر الإنترنت إلى 84.8 مليار دولار، وهي مرشحة للوصول إلى ذروة جديدة بنحو 246.8 مليار دولار في عام 2030، ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع دخل الفرد، والتركيبة السكانية المواتية، والتحول في تفضيل المنتجات ذات العلامات التجارية الرائدة إلى زيادة الطلب في السوق، وتعتبر اتجاهات الموضة المتغيرة، ومشهد التجارة الإلكترونية المتطور، عاملان رئيسيان في مبيعات سوق الملابس المزدهرة عبر التجارة الإلكترونية. أما في السعودية، فإن المبيعات السنوية لسوق الملابس تبلغ 19.99 مليار دولار (75 مليار ريال)، ومن المتوقع نمو هذا السوق بنسبة 3 % حتى عام 2030، وتشكل الملابس النسائية الجزء الأكبر من مبيعات هذه السوق المزدهرة، حيث يتوقع وصول مبيعات الملابس النسائية إلى 8 مليارات دولار في عام 2024، أي ما يعادل حوالي 40 % من القيمة الإجمالية للصناعة، ويوظف سوق الملابس في السعودية 230 ألف شخص منهم 66 % من السيدات، وبالنظر إلى المستقبل، فقد يصل حجم سوق الملابس في المملكة إلى 1.5 مليار قطعة بحلول عام 2030. في سياق ذا صلة، تستورد السعودية ملابس مستعملة سنوياً بنحو 604 مليون دولار، وهي بذلك الدولة رقم 27 بين أكبر مستوردي الملابس المستعملة في العالم، وهي تحتل المرتبة 52 بين أكثر المنتجات المستوردة في المملكة، وتأتي هذه الواردات بشكل أساسي من: الصين (366 مليون دولار)، والإمارات (69.2 مليون دولار)، وباكستان (46.5 مليون دولار)، والهند (37.2 مليون دولار)، وإسبانيا (9.6 ملايين دولار)، في المقابل، تصدر السعودية ملابس مستعملة سنوياً بنحو 50.7 مليون دولار، مما يجعلها في المرتبة 69 بين أكبر مصدري القطاع في العالم، وتعتبر الملابس المستعملة المنتج رقم 53 بين المنتجات الأكثر تصديراً في المملكة، والوجهة الرئيسية للصادرات السعودية هي: الولاياتالمتحدة (25.6 مليون دولار)، والإمارات (5.2 مليون دولار)، والكويت (4.7 مليون دولار)، والمكسيك (4.6 ملايين دولار)، والأردن (1.4 مليون دولار).