دخلت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة يومها ال 184، واصل خلالها الاحتلال قصف المدنيين في مناطق متفرقة من القطاع، ما أدى لارتقاء المزيد من الشهداء والجرحى. ومنذ ساعات فجر السبت، يواصل الاحتلال شنّ غارات جوية عنيفة على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى. واستهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية من مدينة خان يونس، كما كثفت المدفعية من استهداف المناطق الشرقية والجنوبية من مدينة غزة. وقصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته بالتزامن مناطق المغراقة والزهراء وشمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، واستهدفت المدفعية شمال النصيرات وشرق البريج. واستهدف طيران الاحتلال منزلًا في شارع المنصورة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأطلقت زوارق الاحتلال قذائفها بشكل متقطع على شواطىء دير البلح وسط القطاع. وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء اكثر من 34 ألف شهيد، وإصابة 75 ألفا و800 شخص، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية. تداعيات مقتل موظفي المطبخ العالمي عقد مجلس الأمن الدولي جلسة أمس لبحث الوضع في غزة، في أعقاب مقتل 7 من عاملي الإغاثة مع منظمة المطبخ المركزي العالمي في عدة غارات جوية شنها الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بطلب من الجزائر. استئناف محادثات الهدنة نهاية الأسبوع واستمع المجلس خلال الاجتماع إلى إحاطتين من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ورئيسة منظمة أنقذوا الطفولة بالولاياتالمتحدة. وقال مدير التنسيق بمكتب (أوتشا) راميش راجاسينغهام: إن أحداث الأسبوع الماضي وحدها هي دليل على الوحشية غير المعقولة للصراع في غزة. وأضاف المسؤول الأممي "من المؤسف أننا لا نستطيع القول إن الهجوم المأساوي كان حادثة منفردة في هذا الصراع، مشيرًا إلى أن القتلى ينضمون إلى أكثر من 220 من زملائنا في المجال الإنساني الذين قتلوا- 179 منهم من موظفي الأممالمتحدة". وقال السفير الجزائري لدى الأممالمتحدة عمار بن جامع: إن الجريمة التي اقترفت بحق موظفي المطبخ المركزي العالمي "لم تكن مفاجأة وليست استثناء". واقتبس ما قاله مؤسس المطبخ المركزي العالمي، خوسيه أندرس إن الهجوم استهدف الموظفين "بصورة منهجية، عربة تلو أخرى". ووصف السفير الجزائري الحادثة بأنها "فصل جديد في كتاب الجرائم المرتكبة"، مشيرًا إلى أن الضحايا ليسوا فلسطينيين وأن قتلهم الوحشي يستحق الإدانة، على قدم المساواة. من جانبه، قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور إن الآباء والأمهات في غزة يحسبون أمد هذه الحرب "بالدقائق والثواني المؤلمة"، حيث دمرت إسرائيل المنازل، وقتلت عائلات بأكملها، وشردت جميع السكان، وهدمت المستشفيات، "وبذلت كل جهد لضمان عدم وصول أي مساعدة إلى شعبنا". وأضاف السفير الفلسطيني أن مقتل عمال الإغاثة من المطبخ المركزي العالمي ليس حادثة معزولة، مبينًا أنه من المؤسف أن الأمر احتاج إلى مقتل أجانب حتى يعترف البعض بالمصير الذي كان مخصصًا للفلسطينيين لمدة 180 يومًا حتى الآن. وقال: "لم يكن هذا هجومًا على المطبخ المركزي العالمي فحسب، بل هجوم على المنظمات الإنسانية العاملة في أسوأ الأوضاع، حيث يُستخدم الغذاء سلاح حرب. هذا أمر لا يغتفر". واستمع مجلس الأمن كذلك إلى إحاطة من رئيسة منظمة أنقذوا الأطفال جانتي سويربتو التي قالت إن 14,000 طفل قتلوا في هذا الصراع "دون داع وبعنف، وفُقِد آلاف آخرون، ويفترض أنهم مدفونون تحت الأنقاض". وأكدت أن عدد الأطفال الذين قتلوا في هذا الصراع أكبر من عدد الأطفال الذين قُتلوا في جميع النزاعات المسلحة على مستوى العالم خلال السنوات ال4 الماضية. استئناف محادثات الهدنة في القاهرة تُستأنف المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع في القاهرة سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة . وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس إن الرئيس الأميركي جو بايدن "كتب للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به". وفيما تشهد المحادثات تعثرا منذ أسابيع وسط تبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل "بالمراوغة" و"التشدد"، يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات المرتقبة، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بيرنز سيجتمع مع رئيس الموساد ديفيد برنيع بالإضافة إلى مسؤولين من مصر وقطر. وقال موقع أكسيوس إنه سيلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وجاء الإعلان عن هذه المساعي الأميركية الجديدة بعدما حضت الولاياتالمتحدة الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على التوصل "بدون إبطاء" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط ضغوط متزايدة من الأسرة الدولية حيال الكارثة الإنسانية في غزة. الجيش الإسرائيلي يستعيد جثة رهينة أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه استعاد جثة رهينة في خان يونس بجنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أنه قتل أثناء احتجازه. وأفاد الجيش في بيان بأن إلعاد كتسير الذي كان عمره 47 عاما عند خطفه من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس، "قتل بحسب معلومات خلال أسره. وأطلق سراح والدته هانا التي خطفت معه، في 24 نوفمبر خلال الهدنة الوحيدة. وقُتل والده أفرام خلال الهجوم على الكيبوتس، وفق الجيش. وأضاف الجيش "مهمتنا تحديد مكان الرهائن وإعادتهم إلى الديار". ووجهت شقيقة كتسير انتقادات الى المسؤولين الإسرائيليين، معتبرة أن إبرام اتفاق هدنة مع حماس كان ليتيح عودة شقيقها على قيد الحياة. وكتبت كارميت بالتي كتسير عبر حسابها على منصة فيسبوك، إن إلعاد كان ليعود إلى عائلته "فيما لو تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في الوقت المناسب. قيادتنا جبانة وتدفعها الاعتبارات السياسية، ولذلك لم يتم التوصل الى هذه الصفقة". إدخال مساعدات "مؤقتاً تحت الضغوط الدولية، أعلنت إسرائيل السماح بنقل المساعدات "مؤقتا" عبر ميناء أسدود الواقع على بعد حوالى 40 كيلومترا إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بين إسرائيل وشمال القطاع الفلسطيني. كما ستسمح "بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم" بين إسرائيل وجنوب القطاع. وأعلن بايدن أن إسرائيل تقوم بما طلبته الولاياتالمتحدة على صعيد إيصال المساعدات إلى غزة، وذلك غداة تحذير وجهه الى نتانياهو، فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تنتظر "نتائج" سريعة بهذا الشأن، مشددا على أن "مئة بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات" في غزة. وحذرت رئيسة منظمة "سايف ذا تشيلدرن" غير الحكومية في الولاياتالمتحدة جانتي سوريبتو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن "الموجة المقبلة من الوفيات الجماعية بين الأطفال في غزة لن تأتي بسبب الرصاص والقنابل، بل بسبب الجوع وسوء التغذية". استراتيجية نتنياهو في غزة فشلت سلطت صحف ومواقع إخبارية عالمية الضوء على تصاعد الخلافات الأميركية الإسرائيلية على خلفية الحرب المستمرة التي تشنها تل أبيب ضد قطاع غزة، وتداعيات مقتل عمال الإغاثة الأجانب في غارة إسرائيلية. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، إن رفض الاحتلال الانخراط في المسار الدبلوماسي سيقود إلى مستقبل يتسم بانعدام الأمن والحرب الدائمة وجعل إسرائيل منبوذة. وأوضحت الصحيفة -في مقال للكاتبة كورين ميلول- أن الفوائد الإجمالية للحرب بالنسبة لإسرائيل حتى الآن تظل مخيبة للآمال، كما أن "إستراتيجيةَ حكومة بنيامين نتنياهو في استخدام الضغط العسكري لإطلاق سراح الرهائن مُنيت بفشل ذريع". ونشرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية مقالا بقلم دانييل بايمان مدير برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون قال فيه، إن إسرائيل عالقة في غزة وتظل بعيدة كل البعد عن هدفها المتمثل في تدمير حركة حماس . وأوضح أن الاحتلال يبدو أنه متورط في حملة عسكرية من غير المرجح أن تحقق سوى تقدم تدريجي وبتكاليف باهظة، مطالبا الإدارة الأميركية بأن تتحلى بالصدق عبر دفع إسرائيل بقوة في الاتجاه الذي ينبغي أن تسلُكَه. بدورها رأت الكاتبة روث ماركوس رأت في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن إسرائيل تواجه حاليا ما سمتها عزلة حزينة بعد 6 أشهر من هجوم السابع من أكتوبر الماضي. وأضافت الكاتبة، أنها زارت إسرائيل في الآونة الأخيرة وشعرت أن البلد في حالة صدمة، كما يشعر الإسرائيليون على اختلاف انتماءاتهم السياسية بأنهم محاصرون. من جانبها ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الرئيس الأميركي جو بايدن غير راغب حتى الآن في فرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل رغم انتقاداته الحادة لها، وفق محللين. ونقلت عن آرون ديفيد ميلر، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قوله "إن التوتراتِ المتزايدة على حدود إسرائيل مع لبنان تجعل بايدن حذرا للغاية من إرسال أي إشارات تفيد بأن أميركا تبتعد عن حليفتها إسرائيل". أما صحيفة "الغارديان" البريطانية فقد نقلت عن عمدة لندن صادق خان قوله إنه يجب إيقاف مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل. ووفق الصحيفة فإن صادق خان أصبح أبرز الشخصيات السياسية من حزب العمال الداعية إلى وقف فوري لمبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، حيث تتصاعد الانتقادات داخل بريطانيا بشكل كبير ضد إسرائيل عقب مقتل 7 من عمال الإغاثة الدوليين. توضيحات إسرائيلية "غير كافية" قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن الهجوم الصاروخي على قافلة عمال الإغاثة كشف بجلاء عن أوجه القصور والأخطاء القاتلة في إجراءات السلامة التي تطبقها القوات الإسرائيلية لحماية المدنيين. ويرى خبراء عسكريون -وفق تقرير الصحيفة- أن الاعتبارات الإنسانية تحظى باهتمام محدود بسبب عدم وضوح المهام للقوات الإسرائيلية في غزة. وطالبت "وورلد سنترال كيتشن" بتشكيل لجنة تحقيق "مستقلة"، فيما دعت بولندا التي قضى أحد مواطنيها في الضربة بإجراء "تحقيق جنائي" بتهمة "القتل". صحف عبرية ودولية: إسرائيل دولة منبوذة كما اعتبرت أستراليا السبت أن المعلومات التي أعطتها إسرائيل حول مقتل العاملة الإنسانية الأسترالية "غير كافية". معتكفو الأقصى واجهوا طائرات مسيرة وقنابل الغاز اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، على المعتكفين في باحات المسجد الأقصى المبارك، في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان. وأطلقت طائرات الاحتلال المسيرة قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه آلاف المصلين في الأقصى، بعد صلاة الفجر، فيما اعتدت بالضرب المبرح على عدد منهم. وتسببت اعتداءات الاحتلال في تدافع كبير في صفوف حشود المصلين، ما أدى إلى حدوث إصابات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وتمكن المعتكفون من إحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وقاموا بمسيرة بين قبة الصخرة والجامع القبلي، ورددوا هتافات للأقصى وغزة . واعتدت قوات الاحتلال على جموع المصلين في الأقصى، ما أدى إلى إصابات بالاختناق، تزامنا مع عمليات اعتقال للفلسطينيين أثناء مغادرتهم المسجد المبارك عبر البلدة القديمة. وأدى نحو 200 ألف مصل، صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، رغم عراقيل الاحتلال وتشديداته الأمنية. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 200 ألف مصل أدوا الصلاة في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم إجراءات الاحتلال المشددة ومنع فلسطينيالضفة الغربية من دخول القدسالمحتلة.