قفز حجم سوق زيوت الطعام والدهون العالمية إلى 481 مليار دولار، ارتفاعاً من 464.4 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يتوسع القطاع بقوة خلال السنوات المقبلة، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.5 ٪، وهذا يعني أن السوق مرشحة لتحقيق 831.1 مليار دولار بنهاية العقد الحالي، مستفيداً من زخم النمو في مبيعات الزيوت النباتية ذات الفوائد الصحية، والتي تقلل من خطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية واحتمالية الإصابة بسرطان الثدي، فيما تعزز شعبية الأحماض الدهنية "أوميجا 3" كمكون غذائي مضاد للالتهابات، من نمو مبيعات الزيوت المنتجة من فول الصويا والكانولا وبذور الكتان. خلال السنوات الماضية، زادت شركات تصنيع زيوت الطهي، إنفاقها على تطوير إنتاج الزيوت منخفضة الكوليسترول، وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن تؤدي أنماط النظام الغذائي المتقلبة، إلى جانب نمط الحياة المحموم بين المهنيين من الطبقة العاملة إلى تغيير تفضيلات المستهلكين وزيادة الطلب على زيت عباد الشمس وجوز الهند لأغراض الطهي، حيث يعتبر زيت جوز الهند مصدراً غنياً بالأحماض الدهنية، التي توفر مناعة ضد البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى، من ناحية أخرى، تنتعش مبيعات زيت الزيتون المعروف بدوره الوقائي من أمراض خطيرة مثل سرطان الأمعاء، والثدي، والجلد، وأمراض القلب، بالإضافة الى دوره في تأخير عوارض الشيخوخة، ولا شك أن هذه الفوائد الطبية للزيوت النباتية تعزز من نمو السوق العالمي. تمكنت صناعة الزيوت العالمية من التكيف في مواجهة العديد من العواصف السوقية، والتي كان من أبرزها تفشي وباء كورونا قبل 4 سنوات، والذي عرقل سلاسل الإمدادات الغذائية، وأغلق الكثير من المصانع الإنتاجية، وكان هناك قلة في الأيدي العاملة، ومع ذلك، فقد أدى زيادة الوعي لدى المستهلكين بالأضرار الصحية لاستهلاك الدهون المتحولة، وهي نوع من الدهون يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع، ويفاقم من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكر والسكتة الدماغية، مما زاد من شعبية الزيوت النباتية كبديل صحي للطهي. من جهة أخرى، تحظى الزيوت النباتية بقدرة فائقة على إعطاء نكهات محببة للمستهلكين، حيث يمكنها إضافة رائحة ومذاق فريد إلى الأطباق، مثل رائحة زيت الفول السوداني، ومن المتوقع أن يؤدي توسع قطاعي الفنادق والمطاعم في الدول التي تدعم تطوير البنية التحتية مثل الصينوالهند، إلى زيادة الطلب على زيوت الطعام، بينما يدعم ارتفاع أعداد الطبقة المتوسطة في دول مثل السعودية والإمارات، والذين يفضلون تناول الطعام خارج المنزل خلال عطلات نهاية الأسبوع، يدعم المزيد من الفرص الواعدة في سوق زيوت الطعام حنى نهاية عام 2030. حصدت زيوت الطعام إيرادات بحوالي 350 مليار دولار في عام 2023، حيث تنقسم فئة زيوت الطعام إلى زيوت فول الصويا وعباد الشمس والزيتون وجوز الهند، من جهة أخرى تمتع زيت النخيل بأعلى حصة من الإيرادات في العام الماضي، بسبب أهميته المتزايدة كمصدر رئيسي للعديد من المكونات الغذائية الصحية، وقدرته على تعويض نقص فيتامين أ، وتعزيز صحة الدماغ، والقلب، شريطة أن يتم استهلاكه بكميات معتدلة (12 جراماً)، لأن الإفراط فيه قد يشكل خطراً جسيماً على الصحة العامة. في المقابل، حققت الدهون الصالحة للأكل إيرادات بنحو 114.3 مليار دولار في عام 2023، وتنقسم فئة الدهون الصالحة للأكل إلى بدائل زبدة الكاكاو، ودهون الحشو، وبدائل دهون الحليب، والدهون القابلة للدهن، ودهون القلي، والسمن النباتي، وقد استحوذ قطاع الزبدة على أعلى حصة من الإيرادات بقيمة 60.1 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يؤدي ظهور السمن النباتي المشتق من الخضار كبديل رئيسي للزبدة في الأسواق المتقدمة، مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، إلى فتح أسواق جديدة، إلا أن المخاوف الصحية بشأن عدم تحمل اللاكتوز واضطرابات حمض الجلوتاميك قد تشجع المستهلكين على زيادة استخدام السمن النباتي كبديل دهني نباتي. على عكس الزيوت العضوية، تتعرض الزيوت التقليدية للكثير من المبيدات الحشرية والأسمدة، ولذلك، يجري تكرير الزيوت التقليدية ومعالجتها، ويتم إنتاجها إلى حد كبير من البذور التي خضعت للتعديل الوراثي، وعادة ما يتم طرد زيوت البذور التقليدية بالمذيبات، لكن، تظل تكلفة إنتاج الزيوت العضوية أعلى، كما أن شرائها أغلى على المستهلكين مقارنة بالزيوت التقليدية، وعادةً ما تكون تكلفة الزيوت التقليدية أقل بحوالي 20-70 % من تكلفة الزيوت العضوية، ولهذا، يفضل المستهلكون شراء الزيوت والدهون الصالحة للأكل التقليدية على العضوية بسبب عدم القدرة على تحمل التكاليف. من ناحية أخرى، يتوقع أن يسجل قطاع الزيوت العضوية معدل نمو سنوي مركب كبير بنسبة 8 ٪ من عام 2024 وحتى عام 2030، وتتم معالجة زيوت الطعام العضوية بشكل طفيف بدون مواد حافظة أو مكونات صناعية أو تشعيع، بمعنى عدم تعريضها للإشعاع أو المعالجة المؤينة، وبذلك، يتم إنتاج زيت الطعام العضوي باستخدام طرق صديقة للبيئة، من خلال تطبيق ممارسات زراعية تأخذ في الاعتبار جودة المنتج وعملية الإنتاج، ولا يتم استخدام البذور المعدلة وراثيا في إنتاج الزيوت العضوية، وأحد العوامل الرئيسية التي تدفع توسع السوق العضوي هو الطلب المتزايد على الزيوت الخالية من الدهون المتحولة، حيث تحتوي زيوت الطعام العضوية على نسبة دهون أقل من الزيوت التقليدية. حقق قطاع الزيوت الطبيعية إيرادات بقيمة 265.1 مليار دولار في عام 2023، مستفيداً في صناعته من المصادر النباتية والحيوانية والبحرية الصالحة للأكل، في المقابل، من المتوقع أن يسجل القطاع الصناعي معدل نمو سنوي مركب قدره 7 ٪، والمصادر الاصطناعية لزيت الطعام هي الزيوت التي يتم إنتاجها من خلال العمليات الكيميائية أو الصناعية بدلاً من استخلاصها من مصادر نباتية أو حيوانية طبيعية، وهذه الزيوت الصناعية تستخدم غالباً في الأطعمة المصنعة والمخبوزات، ولا تعتبر هذه الزيوت صحية مثل الزيوت النباتية الطبيعية، وقد ارتبط استهلاك الزيوت المهدرجة والدهون المتحولة بخطر الإصابة بأمراض القلب. تعد صناعة الأغذية والمشروبات أكبر مستهلك لزيوت الطعام والدهون، وتستخدم البذور الزيتية المستخرجة من النباتات في صناعة الزيوت النباتية، والتي تستعمل في إعداد الأطعمة المغذية والوجبات الخفيفة الصحية، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب من قبل ملايين العائلات حول العالم والتي تتناول الطعام بالخارج وتجرب مأكولات متنوعة بسبب تغير أنماط الحياة، وعموماً، فقد أصبح المستهلكون أكثر اهتماماً بجودة الزيوت والدهون الصالحة للأكل، أما أولئك الأشخاص الذين يعيشون في المدن والمناطق الحضرية فإن لديهم ولاء كبير للمنتجات ذات العلامات التجارية الموثوقة. قادت منطقة آسيا والمحيط الهادئ السوق في عام 2023، مستحوذة على 32.4 % من الإيرادات العالمية وحجم مبيعات بلغ 109.179.86 طناً بسبب ضخامة أعداد السكان، وارتفاع الدخل، إلى جانب التحضر في الاقتصادات الناشئة مثل الصينوالهند، فيما يعتبر زيادة ميل المستهلكين لاستعمال التحسينات الغذائية أحد العوامل الرئيسية التي تدفع نمو سوق زيت الطعام في آسيا والمحيط الهادئ، أما في أوروبا، فإن النظام الغذائي السائد بين دول البحر الأبيض المتوسط مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا يقود إلى زيادة الطلب على الزيوت المتخصصة كزيت الزيتون، فيما يعد الاستهلاك الكبير لزيوت الطهي الصحية الصالحة للطعام عاملاً رئيسياً في نمو السوق، وعلى سبيل المثال، فقد بلغت قيمة سوق زيت الطعام العضوي في أوروبا 95.7 مليار دولار في عام 2023، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب قدره 7.3 ٪، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة السوق 171.7 مليار دولار بحلول 2030، بالإضافة إلى الاستخدام المتزايد للزيوت والدهون في العديد من الصناعات الأوروبية، مثل الأغذية، والوقود الحيوي، والأعلاف الحيوانية، ومستحضرات التجميل. وفي السعودية، تزدهر سوق زيوت الطهي والدهون، مدفوعة بارتفاع إنفاق المستهلكين، وقوة الدخل المتاح، والاتجاه المتزايد لدى المستهلكين باعتماد الأطعمة الصحية، وتأتي السعودية في المرتبة العشرين بين أكبر الدول المستوردة للدهون الغذائية في العالم، حيث تمثل 1.2 % من واردات العالم، وذلك بقيمة 1.2 مليار ريال سنوياً (335 مليون دولار)، وتعد المملكة أكبر سوق للقطاع داخل منطقة الخليج، وذلك بنحو 970 ألف طن سنوياً، من إجمالي حجم السوق الخليجي الذي يصل إلى 1.6 مليون طن سنوياً، وتأتي واردات زيوت الطعام إلى السعودية بشكل أساسي من إندونيسيا (176.2 مليون دولار)، تليها ماليزيا (52.6 مليون دولار)، ثم روسيا (43 مليون دولار)، فأميركا (32 مليون دولار).