تتلهف القلوب والأرواح في الشهر الفضيل لصلاة التراويح والتهجد ففيهما تهدأ النفوس بعيدا عن صخب الحياة وتمتلئ الروح بالسكينة والطمأنينة، ويقف المصلون بثبات كجسد واحد، متراصي الأقدام والأكتاف، متآلفي الجِنان، مؤتمين خلف الإمام مرددين معه في كل ركعة آمين رجاء إجابة الدعوات، ضاربين أجمل الصور لتماسك المؤمنين وتراصهم كالبنيان المرصوص، تغفر في رمضان والعشر المباركات ذنوب أعوام وتتضاعف الحسنات أضعافا كثيرة، قال صلى الله عليه وسلم : "من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وفي شهر الخيرات يتزود المؤمنون بالطاعات والقربات ومنها إحياء الليل بالصلاة والدعاء وتلاوة آيات القرآن الكريم، ويشهد الحرم الشريف في ليالي العشر الأواخر تدفقا من الزوار والمصلين لتمتلئ الأروقة والأسطح والساحات بهم لأداء صلاة التهجد في أجواء روحانية إيمانية يسودها الخشوع والاطمئنان، وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الحكومة الرشيدة، ووفرت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي كامل العناية والاهتمام من خلال جميع المواقع في المسجد النبوي ومرافقه، بالتنسيق مع مختلف الإدارات والجهات ذات العلاقة لتقديم جميع الخدمات للزوار والمصلين بما يمكنهم من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة، مع اهتمام متواصل بأعمال الصيانة والنظافة والتشغيل والسقيا، ومضاعفة القوى العاملة والآليات لأداء جميع الأعمال على الوجهة الأكمل، إلى جانب نشر الموظفين لتنظيم الحشود وفتح الممرات.