حُنين واد من أودية مكةالمكرمة الشمالية الشرقية على بعد 26 كيًلا منها، اشتهر هذا الوادي لوقوع معركة حُنين به في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة، والتي وقعت بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهوزان ومن ناصرهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين بجيش يقدر باثنا عشر ألفًا، واصطف الفريقان للنزال، وبدأ القتال، وقرر مالك بن عوف أن يأخذ روح المبادرة، واستعجل بعضهم فدخلوا المعركة دون أن تكون معهم كامل عدة المحارب، فرشقتهم هوازن بالنبْل وقد تحصنت في الجبال، فسرعان ما نهزم القوم وهربوا من المعركة، وانحاز النبي -صلى الله عليه وسلم- جهة اليمين، ولم يبق معه إلا عدد قليل من المهاجرين وأهل بيته، وظهرت ثقته بربه وشجاعته صلى الله عليه وسلم الفائقة بالثبات، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم عمه العباس - وكان قوي الصوت - أن ينادي الناس بالثبات، فطاروا إليه قائلين: لبيك، لبيك. ودارت المعركة قوية ضد هوازن. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رأى المعركة تشتد: "هذا حين حمي الوطيس"، ثم أخذ حفنة من التراب فرمى به وجوه الكفار وهو يقول: "شاهت الوجوه"، فولوا مدبرين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "انهزموا ورب محمد". فلم تكن غزوة حنين مجرد معركة عابرة في حياة المسلمين، إنما كانت دروسًا مُلهِمة مُعلمة للمسلمين الأوائل الذين حضروا المعركة وشاركوا فيها، كما هي مُلهمة للمسلمين على مر التاريخ، وذكر هذا الوادي والمعركة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ). باحثة دكتوراه في التاريخ