ارتفع حجم سوق البقول العالمية إلى 21.7 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع وصوله إلى 22.7 مليار دولار في العام الجاري، ومن المنتظر نمو القطاع بمعدل سنوي مركب 3.1 ٪ خلال السنوات القادمة، وهذا يعني أن السوق مرشح لتحقيق إيرادات بقيمة 27.3 مليار دولار بحلول 2030، مدفوعاً بإعطاء المستهلكين الأولوية الكاملة الآن للخيارات المغذية في وجباتهم اليومية، حيث توفر المكونات القائمة على النبض حلاً مقنعاً نظراً لمحتواها الغذائي الغني، فهي تحتوي بشكل طبيعي على نسبة عالية من البروتين والألياف والفيتامينات والمعادن، مما يجعلها خياراً جذاباً للمستهلكين المهتمين بالصحة، والذين يتطلعون إلى تحسين نظامهم الغذائي بأطعمة صحية غنية بالعناصر الغذائية النظيفة، ذات المكونات الشفافة والتي بها أقل قدر ممكن من المعالجة. يتم تقسيم سوق دقيق النبض حسب الفئة (الدقيق العضوي والدقيق التقليدي)، ونوع المنتج (الفاصوليا، والحمص، والعدس، والبازلاء)، والتطبيق (المخبوزات، والوجبات الخفيفة، وأغذية الحيوانات الأليفة والأعلاف)، وتتوافق المكونات القائمة على سوق النبض بشكل جيد مع هذا الاتجاه، حيث يُنظر إليها على أنها نظيفة ومعالجة بأقل قدر ممكن، وتجذب البقوليات المستهلكين الذين يعطون الأولوية للشفافية والأصالة في خياراتهم الغذائية، ومع تغير تفضيلات المستهلكين، وانتشار حمى قيود الأنظمة الغذائية الخالية من الجلوتين والنباتية وغير المعدلة وراثياً، يتزايد الطلب على المنتجات الغذائية النظيفة التي تلبي هذه الاحتياجات، وتوفر خيارات تناسب مختلف التفضيلات الغذائية دون المساس بالطعم أو الجودة الغذائية. يمكن استخدام مكونات النبض كبدائل دقيق خالية من الجلوتين، أو مصدر بروتين نباتي، أو بديل للحوم، وتوفر البقول حلاً متعدد الاستخدامات لصياغة المنتجات التي تلبي مجموعة متنوعة من المتطلبات الغذائية، وعموماً، فإن التحول نحو الأنظمة الغذائية النباتية وتزايد شعبية البروتينات النباتية يؤدي إلى زيادة الطلب على هذه المنتجات، وبالنسبة للمستهلكين الذين يبحثون عن بدائل للبروتينات التقليدية المشتقة من الحيوانات لأسباب صحية وأخلاقية وبيئية، توفر البقول حلا جذاباً، باعتبارها مصدراً ممتازاً للبروتين النباتي، مما يمكن مصنعي المواد الغذائية من تطوير منتجات تلبي الطلب المتزايد على الأنظمة الغذائية التي تركز على النباتات مع توفير رغبة المستهلك في محتوى البروتين. يلعب الابتكار دوراً مهماً في سوق البقول، مما يدفع كبار اللاعبين في السوق لتحسين عمليات الإنتاج وتعزيز وظائف المنتج واستكشاف تطبيقات جديدة، ويُظهر التقدم التكنولوجي الراهن في طرق الاستخلاص، مدى الالتزام بإنتاج مكونات بقول معدلة بخصائص محددة، من جهة أخرى، يشهد القطاع العالمي أنشطة اندماج واستحواذ جديرة بالملاحظة، مما يعكس سعي الصناعة إلى إقامة شراكات استراتيجية وتوحيد السوق، وغالباً ما تكون عمليات الاندماج والاستحواذ مدفوعة بالرغبة في توسيع الوصول إلى الأسواق، أو التقنيات التكميلية، فيما يعد الالتزام بمعايير الجودة الصارمة والامتثال للوائح الصحة والسلامة أمراً ضرورياً للعاملين في السوق، ولهذا، يؤثر تغيير اللوائح البيئية على تحديد المصادر، وإدارة النفايات، وطرق المعالجة، ومع تزايد التركيز على الاستدامة، من المتوقع أن تؤثر الأطر التنظيمية التي تعزز الممارسات الصديقة للبيئة والمصادر المسؤولة على السوق، وهذا يتطلب من الشركات ضرورة التكيف والالتزام بالمعايير. سوق مكونات النبض عموماً، فقد تميز سوق مكونات النبض خلال العام المنصرم، بديناميكيات تنافسية كبيرة تشكلت من خلال مجموعة من العوامل، بما في ذلك ابتكار المنتجات، وقدرات الإنتاج الإقليمية، وتفضيلات المستهلكين المتطورة، ويشارك اللاعبون الرئيسيون باستمرار في أنشطة البحث والتطوير لتعزيز الخصائص الوظيفية لمكونات سوق البقول، وتلبية الاحتياجات المتنوعة للصناعة والمستهلكين، ولا شك أن التركيز على الابتكار يتيح لقادة السوق تمييز منتجاتهم، واكتساب ميزة تنافسية، والاستجابة بفعالية لمتطلبات السوق المتغيرة. واستحوذ الحمص على حصة سوقية قدرها 36.6 ٪ في عام 2023، ومن المتوقع أن يحتفظ الحمص بمكانته الرائدة طوال العقد الحالي، مستفيداً من تزايد شعبية الأنظمة الغذائية النباتية لأسباب صحية وأخلاقية وبيئية، ويوفر الحمص، كونه من البقوليات، مصدراً ممتازاً للبروتين النباتي، مما يجعله جذاباً للأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية أو نباتية أو مرنة، وعلى سبيل المثال، تقوم شركة جنرال ميلز الأميركية، وهي لاعب رئيسي في صناعة المكونات الغذائية، بتجربة تحويل البقوليات التي لا تحتوي على الصويا مثل الحمص إلى مادة أطلقت عليها مسمى "البقوليات المسالة"، وتهدف هذه المادة المبتكرة إلى أن تكون بمثابة بديل قائم على البقوليات لحليب الألبان في المنتجات، مثل الجبن أو الزبادي، ويمكن أن تعمل أيضاً كبديل للبيض في المايونيز والصلصات، واستجابة لهذا الطلب المنتعش، تطلق العديد من الشركات مكونات تعتمد على الحمص. في المقابل، من المنتظر أن تشهد البازلاء معدل نمو سنوي مركب قدره 4.1 % من عام 2024 وحتى عام 2030، حيث توفر المكونات القائمة على البازلاء خصائص وظيفية تعمل على تحسين نسيج المخبوزات والاحتفاظ بالرطوبة والجودة الشاملة، كما أن قدرة دقيق البازلاء وألياف البازلاء على تعزيز إنتاجية العجين واللزوجة والملمس يجعلها مكونات قيمة للمخابز، من جهة أخرى هيمن الدقيق على السوق عبر حصة بلغت 35.4 % في عام 2023، ويتم تسويق الدقيق كبديل صحي بسبب محتواه العالي من البروتين، ومستوياته الغنية من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، والنشا المقاوم، ومع زيادة وعي المستهلكين بالصحة والتغذية، هناك طلب متزايد على المنتجات التي تقدم هذه الفوائد الغذائية، بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الخبازون على الدقيق بسبب تركيبته الطبيعية وفعاليته من حيث التكلفة ومزاياه الغذائية مقارنة بالمواد الأخرى، ويتماشى هذا التفضيل مع طلبات المستهلكين للمنتجات الأنظف، والتي تحتوي على مكونات صحية يمكن التعرف عليها بسهولة. من المتوقع أن ينمو سوق بروتين النبض، مثل الفول والعدس، بمعدل سنوي مركب 5.9 ٪ حتى عام 2030، وتوفر بروتينات النبض خصائص وظيفية تساهم في جودة وأداء منتجات المخابز، حيث تساعد على الاحتفاظ بالمياه وتعزيز نسيج العجين وتحسين الاحتفاظ بالرطوبة وتقليل تكسر السلع المخبوزة، ولا شك أن هذا التنوع الوظيفي يجعل بروتينات النبض مكونات جذابة لتحقيق خصائص المنتج المرغوبة من المخابز، وتعتبر البقوليات، مثل البازلاء والعدس والحمص والفاصوليا، غنية بشكل طبيعي بالبروتين والألياف والفيتامينات والمعادن، مما يجعلها مكونات جذابة للتركيبات التي تركز على الصحة، وبشكل عام، تتوافق الفوائد الغذائية للبقول مع تفضيلات المستهلك للأطعمة التي تدعم الصحة العامة وتساهم في اتباع نظام غذائي متوازن، ومع تزايد الطلب على البروتين في الوجبات الغذائية الحيوانية، تبدو الحاجة إلى مصادر بروتين بديلة لتكملة أو استبدال مصادر البروتين التقليدية، مثل وجبة فول الصويا ووجبة السمك، وتوفر البقول بديلاً مستداماً وفعالاً للبروتين من حيث التكلفة. وتشير التوقعات إلى أن سوق البقول في أمريكا الشمالية قد يشهد معدل نمو سنوي مركب قدره 1.5 %، مستفيداً من الوعي المتزايد بالفوائد الصحية المرتبطة بالبقول، مثل العدس والحمص والفاصوليا الغنية بالبروتين والألياف، وفي ذات الوقت، تكتسب حركة الملصقات النظيفة، التي تؤكد على الشفافية والبساطة في قوائم المكونات، زخماً في أمريكا الشمالية، ويُنظر إلى البقول على أنها مكونات طبيعية تمت معالجتها بأقل قدر ممكن وتتوافق مع معايير العلامة النظيفة، وبينما يبحث المستهلكون عن الأطعمة ذات المكونات المعروفة، يتزايد الطلب على مكونات البقول كبدائل نظيفة للمضافات الاصطناعية والمثبتات. أما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ فقد استحوذ سوق المكونات البقولية على أكبر حصة من الإيرادات تزيد على 33.4 % في عام 2023، حيث تعمل العديد من دول المنطقة على تحقيق أهداف الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وتعتبر البقول محصولاً قيماً لتعزيز الأمن الغذائي، فهي مغذية، وقابلة للتكيف مع ظروف النمو المختلفة، ويمكن تخزينها لفترات طويلة، بينما تعمل الحكومات والمنظمات الزراعية على تشجيع زراعة البقول واستهلاكها لتحسين الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على المنتجات الغذائية المستوردة. وفي السعودية، تصل واردات البقول السنوية إلى 185 ألف طن، أي 140 مليون دولار، وقد ارتفع إجمالي قيمة الواردات بمعدل سنوي متوسط قدره 1 % خلال الفترة من 2019 إلى 2022، وتعتبر الإمارات أكبر مورد للبقوليات في السعودية، حيث تستحوذ على 49% من إجمالي الواردات وذلك بقيمة 68.1 مليون دولار، ثم استراليا بحصة 13 % أي 18.5 مليون دولار، فالهند (8.7 مليون دولار)، ثم كندا (7.5 مليون دولار)، وروسيا (5.1 مليون دولار)، وإسبانيا (2.9 مليون دولار)، وأميركا (2.6 مليون دولار)، في المقابل، تصدر المملكة بقوليات سنوية بحوالي 1.6 مليون دولار، وهذا الرقم يعني انكماشاً في الصادرات، بالمقارنة مع وتيرة النمو الأكثر وضوحاً في عام 2020، عندما زادت الصادرات السعودية من البقول بنسبة 14 ٪، محققة ذروة بلغت 2.2 مليون دولار، وتعتبر البحرين أكبر مستورد للبقول السعودية وذلك بقيمة 584 مليون دولار، تليها الكويت (479 مليون دولار)، فالإمارات (282 مليون دولار)، ثم سلطنة عمان (100 مليون دولار)، والأردن (56.4 مليون دولار)، ومصر (35.8 مليون دولار). د. خالد رمضان