قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، تحضر مثل هذه القيم النبيلة حين نستذكر ضرورة التعاون والتراحم فيما بيننا أفراد المجتمع، ومع يوم المسؤولية الاجتماعية الذي يوافق تاريخ 23 مارس تترسخ هذه القيم والمعاني ونحاول بتعاوننا تجسيد المسؤولية الاجتماعية التي ربانا عليها ديننا الحنيف هو حب الخير للآخرين ومشاركتهم ببعض ما أنعم الله به علينا من النعم والخيرات، فمن أسمى وأرقى وأجمل معاني الإحسان الذي أمرنا الله به هو أن نقوم بمد يد العطاء بمساعدة الناس في مجتمعنا من خلال دعم أو إنشاء المؤسسات والمبادرات التي تخدم المجتمع بشكل مستدام مثل الجمعيات الخيرية أو المساهمة في بناء المستشفيات أو علاج مرضى الأمراض المستعصية في الخارج أو المساهمة في إنشاء مراكز لمساعدة الناس في تعلم مهارات تدعمهم في إنشاء مشاريع صغيرة أو إنشاء صندوق لدعم ترميم المنازل القديمة لمن يشتكي من ضيق ذات اليد وغيرها الكثير من الأمثلة على المساهمات المجتمعية التي يجب على الجميع ممن وسع الله في رزقهم سواء أفراداً أو مؤسسات أو شركات بالمشاركة فيها كلاً على مقدرته، فإضافة الى الأجر العظيم الذي سوف نناله بإذن الله هنالك أمور أخرى لا يشعر بها إلا من قام فعلاً بالمساهمة في أحد المشاريع المجتمعية وهي الرضا عن الذات ونشوة الشعور بالإنجاز والسعادة الكبيرة التي يشعر بها كلما قام أحد المحتاجين أو المستفيدين بالدعاء له أو شاهد أحدهم يكتب قصة نجاح سواء شفاء من مرض أو نجاح مشروع صغير أو فرج من ضيق مالي لم يكن ليحدث بعد الله إلا بسبب هذا المساهم، وهذا ما تشجعنا عليه حكومتنا الرشيدة فقد قام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوضع دعم وتشجيع المسؤولية الاجتماعية من ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 وذلك من خلال تمكين الشركات من المساهمة الاجتماعية وتعزيز قيام الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية تحت محور «الوطن الطموح»، وقد قامت الجهات المختصة بتذليل جميع العقبات لتسهيل إجراءات تبرع الأفراد والشركات في دعم المشاريع المجتمعية، ولنا في الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر -رحمه الله- أسوة حسنة، حيث غمرت أياديه البيضاء قلوب الكثير من الناس وقام بالتبرع بمبالغ كبيرة لوجه الله في مشاريعه الخيرية الضخمة التي ما زال الناس يذكرونه بها، وختاماً أذكّر نفسي أولاً والجميع في مملكتنا الحبيبة ممن وسع الله في رزقهم سواء أفراداً أو أصحاب أعمال، إن استتشعارنا بالمسؤوية الاجتماعية تجاه إخواننا وقيامنا بواجبنا من الدعم في هذا المجال هو أقل ما نقدمه لهذا الوطن المعطاء الذي تربينا على تراب أرضه الطاهرة ونشأنا ببركات خيراته المتدفقة بعد الله سبحانه، وقد حان الوقت أن نرد له بعض الجميل من غير فضل ولا منة.