الكلام على لسان امرأة عمران، والأنثى الوليدة محور الآية هي مريم عليها السلام والقصة باختصار حتى نفهم المراد: هي أن حنة امرأة عمران قد تأخرت في الإنجاب بعد مضي سنوات على زواجها. فنذرت إن وهبها الله ولدا، أن تفرغه للعبادة وخدمة بيت المقدس، ولكن المولود كان أنثى، ولم يكن من عادتهم في ذاك الزمان أن تنقطع المرأة للعبادة في الأديرة، ولكنهم رحبوا بمريم لمكانة عمران بينهم! واختصموا كل يريد أن يرعاها، ولجأوا للقرعة وكانت القرعة أن يلقوا أقلامهم في الماء، فمن جاء قلمه واقفا، نال شرف رعاية مريم. وأعادوا القرعة ثلاث مرات، وفي كل مرة يأتي قلم زكريا عليه السلام واقفا، فكفلها! وزكريا هو زوج خالة مريم، والذي يعنينا من الآية(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى) شاع الاعتقاد عند الناس أن هذه الآية انتقاص من الإناث، وتفضيل الذكور عليهن مطلقا وهذا مفهوم خاطئ ولو كانت الآية: وليس الأنثى كالذكر، لا أريد به تفضيل الذكور على الإناث عموما أما والآية وليس الذكر كالأنثى والكاف للتشبيه، والأنثى مشبه به فقد أراد النص التمييز لا الانتقاص! هذا يعني أن المرأة أفضل من الرجال في مجالات وأن الرجال أفضل من النساء في مجالات أخرى والاعتقاد أن الرجل أفضل من المرأة في كل وجه فهم ذكوري للآية وتعصب للنوع لا مبرر له أبداً! وحين يخبرنا الله أن المرأة مخلوق مغاير للرجل في بنائها الجسمي وتركيبها النفسي فإنه يريد أن يميزها. كتاب رسائل من القران