إلى الخجولين في هذا العالم الجَريء، الذين لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم في أبسط الأمور والمواقف، إلى المنزويين على أنفسهم دون أن يتمكّنوا للحظة من الانفتاح على العالم الواسع ومشاركة آرائهم وأفكارهم البنّاءة، والظهور على سجيّتهم دون أن يختبئوا خلف رداء الخوف! إلى الذين مضَى بهم العُمر وهُم متردِّدون خلف الأبواب، يُفكّرون هلْ يطرقونها ثلاثًا ويرحلون؟ يتساءلون تُرى هل سيؤذن لهم بالدخول؟ أم ستؤصد في وجوههم؟ ثمّ بعد كلّ ماسبق لا تقوى أيديهم المُرتجفة على طرق الأبواب فتجدهم ينسحِبون ويذهبون! إلى الذين يُكرِّرون الكلام في خيالهم أكثر من مرّة قبل البوح به، ثمّ إذا ما أُتِيحت الفُرصة للبوحِ، تلعثمت أفواههم وتبعثرت أفكارهم وتلاشت كل مخططاتهم فيمضون ولا يُعبِّرون! إلى الذين يكتبون الرسائل فيشطبون جزءًا منها ويعدّلون الآخر ثمّ يحذفونها بأكملها وبعدئذٍ لا يتواصلون! عجبٌ لأمرهم وكأنّه ليس لديهم مايقولون! إلى الذين يمشون خطوات كثيرة، ويتجاوزون عقبات كبيرة، ويتحمّلون وعورة الطريق، لكنهم لا يستطيعون مواجهة العقبة الأخيرة فتعود أقدامهم متذبذبة إلى الخلفِ، ويتراجعون! إلى العاجزين عن مواجهة أمورهم، ويختارون دومًا من ينوب عنهم لمواجهتها، وينتظرون بقلقٍ هلْ سيوافق على أنْ يحلّ محلهم، أمْ سيتركهم يصارعون لتعود المُهمّة إليهم من جديد ويتورّطون! إلى الذين يختارون عمدًا الجلوس على المقاعد الأخيرة؛ بغية عدم التركيز عليهم، وتجدهم بأي طريقة يستخفِّون! إلى الذين يقفون في آخر الصفوف دومًا ثم إذا ما أتى أحد أعطوه دورهم وتراجعوا إلى الخلف واستمروا على ذلك حتى يأتي اليوم الذي يدركون به أنه لم يأت دورهم يومًا، وأنهم لا يتقدّمون! إلى الذين يفرِكُون أصابعهم عند إشادة أحدهم بهم ويحاولون قدر الإمكان التشتّت عن الإشادة، وكأنّهم لايستحقّون! إلى أصحاب النظرات التائهة هنا وهناك، الذين يرغبون بالتّواصل البصري الفعّال لكن دونَ جدوى، تجدهم يختارون أي شيء آخر يركزون عليه نظرهم حتى يطمئِنّون! نحنُ نُحبكم ونتقبّلكم بالذي أنتم عليه، فتقبّلوا أنفسكم، وتفهمّوا مكامِن ضعفكم، واسعوا جاهِدين لأنْ تحوّلوا أنفسكم إلى نسخة أقوى وأفضل، لا تتكوروا على ذواتكم وترضوا بأن تعيشوا بأنصاف حياة، في الوقت الذي فُتحت لكم الأبواب من كل اتجاه؛ لكنْ لمْ تكُن لديكم الجُرأة لأنْ تُعبِّروا عن أنفسكم بأريحية، ولمْ تكن لديكم الجرأة؛ كي تعيشوا.