الخاطرة إذا اعتبرناها فكرة طارئة فإن كل منا تمر به عشرات بل مئات الخواطر في وقت قصير، فمنها ما يصاد ومنها ما يفر إلى حيث أتى. خواطر عن هموم وعن أفراح وعن سلوك وازدحام ورياضة وعلاقات ودنيا وشباب وشيخوخة ومطر وربيع وسفر وسياحة وعن الماضي والأجداد.. إلخ. والكل يترجم بعضها بالتعبير الشفهي في المجالس، إما عن طريق سالفة أو طرحها موضوعاً للنقاش أو تكون خاطرته رافداً للمشاركة مع الآخرين. والشاعر لديه موهبة هي الترجمة عن شعوره أثناء تحليق طيور الخواطر فوقه، حيث يصطاد منها ما يتوافق مع اللحظة بالشعر، كما أن الكاتب يترجمها في مقال، وهكذا الرسام وغيرهم. ولو استعرضنا فكرة أي قصيدة من قصائد الشعراء كلها وجدناها ذات صلة بمعاناتهم وبيئتهم ومما جربوه ومن خبراتهم ومما يتطلعون إليه، مما خطر عليهم من أفكار، ولن يخطر على بال أحد إلا ما كان له معه تجربة سابقة أو معرفة مسبقة أو يكون قد عايشه، فالخاطرة عادة لا تكون من فراغ بحت ولا تكون مجردة من مكونات الواقع. وقد طرق الشعراء في عمومهم كل الجوانب الاجتماعية الماضية والحاضرة والعلاقات الإنسانية وهموم بيئتهم مما خبروه وفكروا فيه، وانفرد بعضهم بجوانب وتباينوا فيما يختارونه. يقول الشاعر علي بن عبدالرحمن أبو ماجد، يسند على ولده ماجد: يقول المزاول والزوال وكاد الأقدار تجري والطريق قصاد لا بد من يومٍ يزل إبه القدم والروح طير وكل طير يصاد نغالي بها الدنيا وحنا عمارنا عواري لمجناها القديم تعاد مثل لهبة شبت بليلة وجمرت والصبح يذراها الهبوب رماد أقوله وأنا اللي واطيٍ خطة الخطر مثل الذي ياطى السريح عناد تهاونت في ديني بدنياي بالجهل وأنا والله إني من عيال أجواد أرجي إله العرش ماخاب من رجا علام مايخفى بكل فواد ربٍ بسط سبعٍ بحكمه ودبرته وسبع معلقهن بغير عماد أرجيه ثم أرجيه يدمح زلتي ويمحى بنور الدين كل سواد من خلف ذا أوصيك ياسامع المثل وصاة يدرجها عليك استاد إن وافقت ترى ثمنها قبولها وإلا فعلى راع الوصاة رداد احسب حساب إنك مسافر عن الوطن غريب دار وللغريب بلاد لابد ماترحل على السرع والبطا لاركبت الدستة على العداد العود له ساعة وللطفل مثلها كبير وإلا بالمهاد ولاد إن طعتني دور عن الضيق بالسعة هذي خلاصة كيره الحداد عليك خمس فروض مفروض وقتها الله لعبده حدد الميعاد إلى دعا داع الفلاح اسمع الندا اغسل وصل بخاطرٍ منقاد ولا تهاون برمضان وصومه تقضي على دينك بلقمة زاد هن النفس عن نوهاتها وشهواتها ترى النفس تبي من اللزوم جهاد والحج مفروضٍ على اليسر والسعة على كل حيٍّ ينطح المسناد هني من حج الفريضة وزادها للبيت والبيت الشريف يعاد واحفظ لسانك لا تطول له المدى ترى اللسان أمضى من البولاد والصدق خله لك حصان على الطلب ترى الكذب خيبة لاتقول جواد ياسرع ما ياقع على الخد صاحبه لو هو مثل عنتر بن شداد ولا تصحب الخيبة ولا تضمر الردى وخذ عن دروب المشكلات حياد والجار له حق على الجار بالوفا لا خيب الله سيرة الأمجاد والمال زك المال ثم ادفع البلا من ما بقى وإلا عساه نفاد في ظل عاهلنا سعود الأول اللي بعهده كل شي ساد جزا الله راع الخير بالخير والثنا منا لمن له بالجميل آياد سهرٍ على شعبه وسهرٍ فيصل بالمصلحة وإحباط كل فساد المملكة تاهت ولبست مصاغها أعيذها بالله من الحساد إن قلت مصر أو شام ما أدركت وصفها ولبنان والأردن على بغداد وإن قلت واشنطن ولندن مع أسمرا والصين واللي من وراهن غاد أو موسكو والسند والهند والحبش أيضا وغلقهن بجنة عاد بالوصف والتمييز والقدر دونها جميع وإلا يعرضن أفراد الله فرض على العموم احترامها حيث إنها هي قبلة العباد وختامها بأزكى صلاة على النبي ماهل وبل وحلتم الرعاد والآل والأصحاب ما يجري النظر أو ما جرى خط القلم بمداد المملكة تاهت ولبست مصاغها