تتنوع مظاهر وعادات شهر رمضان المبارك من بلد إلى بلد آخر في العالم الإسلامي اليوم نستضيف السفير الدكتور محمد أيمن سوسان سفير الجمهورية العربية السورية لدى المملكة ليحدثنا عن رمضان في سورية قديماً وحديثاً وعن العادات والتقاليد السورية خلال هذا الشهر المبارك فإلى الحوار: * ماذا بقي من ذكريات سنواتكم الأولى في الصيام؟ وكيف كانت أجواء رمضان في سورية قديماً؟ * الاستيقاظ مبكراً جداً من أجل وجبة السحور مع أفراد العائلة وكما لو أننا في النهار، إضافة إلى أداء صلاة الفجر مقتدين بالوالد الذي كان هو الإمام، وما زلت أتذكر وأحفظ تلك الآية الكريمة التي يتلوها في الصلاة وهي الآيات الأخيرة من سورة البقرة، وبعد ذلك كنا نتشاور حول الوجبة الرئيسة للإفطار، إضافة لذلك ما أزال أذكر لعبة الريشة مع أبناء الحارة ما بين بعد العصر وأذان المغرب، كان هناك أُلفة حقيقية بين الجميع وكأننا عائلة واحدة. * متى كان أول رمضان تصومونه خارج البلاد؟ * أول رمضان لي خارج دمشق كان في باريس، حيث كنت أعمل في السفارة السورية هناك، طبعاً الأجواء مختلفة كلياً وفي مقدمتها الشعور بغياب العائلة والأجواء الرمضانية سيما أن فرنسا ليست بلداً إسلامياً، وحتى لو كنت في بلد إسلامي فإن عدم وجود العائلة الكبيرة ينقص الكثير من بهجة الشهر الكريم. * ما العادات والتقاليد السورية خلال شهر رمضان المبارك؟ * أبرز شيء هو اجتماع العائلة على مائدة الإفطار، وصلة الرحم عبر الزيارات للأقارب أو الدعوات إلى مآدب الإفطار وتبادل أطباق الإفطار بين الجيران وكان الكرم هو صفة ملازمة لهذا الشهر الفضيل، إضافة إلى اجتماع العائلة والأقارب بعد صلاة التراويح ومتابعة بعض المسلسلات، وأحياناً تمتد السهرة إلى ما قبل موعد السحور. * ما الأطباق المشهورة بها المائدة السورية؟ * المطبخ الدمشقي يتمتع بسمعة عالمية سواء من خلال تنوعه أو لذة الطعم، تتميز مائدة الإفطار بالمقبلات مثل الحساء وخاصة حساء العدس، والفول المدمس، وأنواع الفتّات (بالسمن أو بالمكدوس أو الدجاج أو اللحمة)، إضافة إلى المعكرونة بالجبن، أو اللحم، وشطائر الجبن أو اللحمة، أما الأطباق الرئيسة فهي الملوخية مع اللحم أو الدجاج، والمحاشي، والكبب بأنواعها والشيشبرك، والفريكة باللحمة، وهناك بعض المأكولات لا يتم إعدادها سوى في شهر رمضان مثل الناعم المعروك وكذلك عصير قمر الدين، في الواقع هي أطباق لا حصر لها ومما يجدر ذكره أنه ترحيباً بالشهر الكريم فقد درجت العادة أن يكون الطبق الرئيس في أول أيام رمضان مطبوخاً مع اللبن مثل الشاكرية، أو الكوسا باللبن، أو الشيشبرك، وذلك دلالة على الخير والترحيب بالشهر الكريم. * يحظى العُمّار والزوّار خلال شهر رمضان المبارك بمنظومة خدمات متكاملة لتسهيل أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، كيف يرى سعادتكم عناية حكومة المملكة بالحرمين الشريفين خصوصاً في هذا الشهر الكريم؟ * أعتقد أن الجميع يشعر بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية من أجل تمكين زوار بيت الله الحرام والحرم النبوي أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة، ونحن مع الكثيرين مدينون بالامتنان إلى قيادة وحكومة المملكة على هذه الجهود الجبارة.