أعلنت روسيا عن صدّ عدّة هجمات في الليل وساعات الصباح الأولى ضدّ مناطق حدودية، مؤكّدة أنها منعت أيّ اختراق لأراضيها. وقالت وزارة الدفاع بعيد إعلان وحدات من المتطوعين الروس الذين يقاتلون لصالح أوكرانيا عن هجمات استهدفت مناطق حدودية "هذا الصباح، أحبطت وحدات من القوات المسلحة الروسية وخدمة حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفدرالي محاولة لاختراق الحدود الروسية في منطقتي بلغورود وكورسك أطلقها نظام كييف". وأعلن المتطوعون الروس أنهم يقاتلون لصالح أوكرانيا، وشنوا هجومًا بريًا استهدف قرية روسية عند الحدود بين الدولتين المتحاربتين، وذلك بعد تعرّض روسيا لسلسلة هجمات بمسيّرات أوكرانية. وقالت منظمة "فيلق حرية روسيا" على تلغرام إن قواتها "عبرت الحدود" و"دمّرت" مركبة عسكرية روسية مدرّعة في قرية تيوتكينو في منطقة كورسك. وأكّد حاكم المنطقة الروسية من جهته وقوع الهجوم، نافيًا حدوث أي "اختراق". إلى ذلك تعرضت روسيا الثلاثاء لسلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة الأوكرانية، استهدفت على وجه الخصوص منطقة لينينغراد في شمال غرب البلاد، وتسبّبت باندلاع حرائق في مواقع للطاقة في منطقتين أخريين من البلاد. وتعدّ هذه الهجمات من الأبرز تستهدف الأراضي الروسية منذ بدء موسكو غزو أوكرانيا في فبراير 2022. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكّنت خلال ليل الإثنين الثلاثاء من تدمير 25 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينها اثنتان في أجواء منطقة موسكو، وواحدة في كل من بريانسك ولينينغراد، و11 في كل من بيلغورود وكورسك. وتقع بريانسك وبيلغورود وكورسك على مقربة من الحدود الروسية الأوكرانية. إلا أن هجمات كييف طالت الثلاثاء أيضا مناطق بعيدة عن الحدود، إذ أفادت السلطات المحلية عن تسجيل هجمات في مدينة أوريول الواقعة على مسافة 160 كلم من الحدود، وكستوفو الواقعة على مسافة 450 كلم شرق العاصمة الروسية. وأفادت السلطات المحلية في المنطقتين عن اندلاع حريق في مصفاة للنفط ومستودع للوقود جراء هذه الهجمات. وأفاد حاكم منطقة نيجني نوفغورود، غليب نيكيتين، بأن مجمعا للوقود والطاقة في منطقة كستوفو الصناعية تعرض لهجوم بطائرات بلا طيار. وكتب على تلغرام أن "الخدمات الخاصة تعمل في الموقع، مستخدمة كل القوات والوسائل اللازمة لتحديد مكان الحريق في إحدى منشآت تكرير النفط". وأكد أن الهجوم لم يتسبب بإصابات. من جهته كتب حاكم أوريول أندرييه كليتشكوف على تلغرام "تحطمت طائرة بلا طيار في أوريل. تعرض مجمع للوقود والطاقة لهجوم. الخدمات الخاصة تعمل في مكان الواقعة لاحتواء الحريق. لا يوجد ضحايا". وبحسب ما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مسؤول في خدمات الانقاذ، أدى الهجوم لاندلاع حريق في مستودع للمواد النفطية. كما هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية ليل الاثنين الثلاثاء منطقة بيلغورود الروسية القريبة من مدينة خاركيف الأوكرانية، دون وقوع إصابات، بحسب حاكم المنطقة الذي قال إن أحد خطوط نقل الكهرباء قد تضرر. وذكر الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف على تلغرام أن "منطقة بيلغورود تعرضت لهجوم شنته القوات المسلحة الأوكرانية باستخدام طائرات بلا طيار". وبحسب قوله، انقطعت الكهرباء عن سبع قرى بسبب هذا الهجوم. إلى ذلك، دُمّرت طائرة بلا طيار فوق منطقة تولا في جنوبموسكو، بحسب ما نقلت وكالة تاس عن وزارة الأمن الإقليمية. وأعلن حاكم منطقة كورسك، الواقعة أيضا قرب حدود أوكرانيا، أن الدفاعات الروسية أسقطت طائرتين بلا طيار. كما دمّرت الدفاعات الروسية طائرة مسيّرة صباح الثلاثاء في كيريشي بمنطقة لينينغراد الواقعة على مسافة مئات الكيلومترات من الحدود مع أوكرانيا، وفق الحاكم المحلي ألكسندر دروزدنكو. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس أن تقدّم القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية "توقّف" وأن الوضع على الجبهة حاليًا "أفضل بكثير" مما كان عليه في الأشهر الثلاثة الماضية. وقال زيلينسكي في مقابلة مع قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية وصحيفة لوموند "توقف التقدم الروسي". وأضاف أن هذا التقدم "كان يتواصل في شرق البلد قبل أن يوقفه اليوم جنودنا". وواجهت كييف ضغوطا متزايدة على جبهة القتال في الأشهر الأخيرة بحيث تقدمت قوات موسكو وسط عرقلة المساعدات لأوكرانيا من حليفها الأميركي. وتابع زيلينسكي "يمكنني أن أعطيكم هذه المعلومة الجديدة: الوضع الآن أفضل بكثير مما كان عليه خلال الأشهر الثلاثة الماضية". وأعلن كذلك أن كييف بدأت ببناء "أكثر من ألف كيلومتر" من التحصينات الدفاعية على جبهة القتال في أوكرانيا. وأوضح "يجب أن تعلموا أننا حين نتحدث عن تحصينات، فهي عملية متواصلة، فنحن لا نتحدث عن كيلومترات أو مئات الكيلومترات، بل أكثر من ألف كيلومتر من البناء". وأضاف "بالتالي إنها مهمّة معقّدة جدًا. يجب أن تكون هذه التحصينات قوية ومقاومة للتغيّرات المناخية (...) ومقاومة أيضًا لأي معدات عسكرية تستخدم ضد هذه الخطوط الدفاعية". وفي إشارة إلى تعليق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال الشهر الماضي إن إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا ليس مستبعدًا، قال زيلينسكي "ما دامت أوكرانيا صامدة، يمكن للجيش الفرنسي أن يبقى في الأراضي الفرنسية".