البشت السعودي رمز للأصالة والعراقة، في كل دولة في هذا العالم ولدى كل شعبٍ في هذه الأرض عاداتٌ وثقافات يُفخَر بها ويُعتزّ بالمحافظة عليها ولا يقبل التنازل عنها ولا التفريط بها.. هذه العادات والثقافات تبوأت مع تعاقب الأجيال منزلة الثابت المُحترم ومكانة المستحسن الجميل فاستعصت على الاندثار. وفي قلب جزيرة العرب حيث شعب المملكة العربية السعودية وقيادته الراشدة التي أسست بنيان حكمها على شرع الله وعلى أخلاق العرب الأصيلة المنسجمة مع الدين الخاتَم؛ كانت ثقافة المواطنين وعاداتهم مصدر رعاية واهتمام شديدين من القيادة المظفرة. ومن المعروف أن طبيعة الشعب السعودي وحكامه الاهتمام الشديد بأناقة اللباس وحرصهم على انسجامه مع معايير ذوقهم الرفيع. ويُعدُّ البشت السعودي اللباس الأكثر تعبيراً عن ذوق السعوديين وعن فخرهم بتقاليدهم الراسخة.. هذا اللباس الذي إن لبسه الوقور ازداد وقاراً، وإن لبسه الجميل ازداد جمالاً، وازداد المهيبُ إن لبسه هيبة وحُسنَ سمْت، اختلف الناس في تسميته كلٌ بحسب مرجعيته الاجتماعية والثقافية التي تحددها ظروف منطقته ولهجته فالبشت والمشلح والعباءة هي أسماءٌ مختلفة لرداء واحد، هذا الرداء اتفق الجميع على أنه لباس الملوك ولباس الأمراء ولباس العلماء وشيوخ القبائل ووجهاء المجتمع.. وأنه اللباس الخاص بالمناسبات الرسمية والاجتماعية والاحتفالات الوطنية والعائلية. واتفق الجميع أن للبشت تقاليد عريقةٌ يجب أن تُحترم، سواء أكانت في طريقة لبسه أو في اختيار ألوانه التي يجب أن تنسجم مع المكان والمناسبة. البشت السعودي ليس مجرد لباسٍ وحسب.. بل هو رمزٌ وطنيٌ ثقافي يعتز به السعوديون قادة وشعباً ويهتمون بشأنه أيما اهتمام حفظاً لرمزيته الشامخة وعراقته الراسخة؛ ولا أدل على ذلك من التوجيهات السامية من مجلس الوزراء الموقر القاضية بضرورة ارتداء البشت من قبل المسؤولين وبعض فئات المجتمع في المقرات الحكومية والدوائر الشرعية؛ لما في ذلك من تعزيز للهوية الوطنية لدى السعوديين، وترسيخ للتقاليد العريقة المحترمة لدى الشعب السعودي كباراً وصغاراً. شكراً لقيادتنا السعودية العربية الأصيلة التي لم يشغلها الاهتمام بأمن المواطن ورخاء عيشه عن الاهتمام بثقافته وتقاليده العريقة في أدق تفاصيلها.