ودعت الساحة الرياضية "صاروخ الكرة السعودية".. نجم المنتخب ونادي الشباب السابق محمد المغنم (1372 - 1445ه) رحمه الله، بعد رحله مع المرض في السنوات الست الماضية، وشيعت جنازته من جامع الأمير فهد بن محمد إلى مقبرة المنصورية عصر أول من أمس الأربعاء. وما إن يأتي اسم (الصاروخ)، واسمه الكامل: محمد غانم مغنم النجيدي، إلا ويتبادر إلى الأذهان إنجازه الخليجي المميز قبل 53 عاماً عندما أحرز أسرع هدف في تاريخ دورات الخليج العربي بالنسخة الثانية للبطولة التي جرت على إستاد الملز (الأمير فيصل بن فهد حالياً) في الرياض عام 1392ه - 1972م، وجاء الهدف بعد انطلاقة صافرة البداية لمباراة السعودية والإمارات ب17 ثانية فقط، وظل هذا الزمن القياسي والمذهل صامداً في وجه الزمن طوال تلك العقود الخمسة، ورحل (الصاروخ) وبقي إنجازه الخليجي خالداً في ذاكرة التاريخ الرياضي وشاهداً على روعة هذا المهاجم المميز بسرعته الفائقة ومهاراته العالية وخطورته المتناهية على دفاعات وحراس الخصوم. ماجد عبدالله: «المغنم» نجم باهر داخل الملعب ومميز خارجه الدويحي: ابن حارتنا (الصاروخ) اشتهر بسرعته ويجري من الرياض للخرج يتابع أول 17 ثانية وأذكر بالمناسبة في حديث سابق أجريته مع النجم الراحل (الصاروخ) قوله: «في كل دورة خليجية أتابع أول 17 ثانية من كل مباراة لأطمئن على صمود زمني القياسي وعدم تحطيمه وبعدها أترك متابعه المباراة». ثم داعبني بروحه المرحة -رحمه الله- وهو يشكي من ضيق ذات اليد، قائلاً: «إذا تخبر أحد يشتري مني هذا الإنجاز فلا مانع لدي من بيعه». ارتدى شعار المنتخبين الأهلي والعسكري الجانب الآخر المضيء في مسيرة هذا النجم الكبير على الساحة الدولية -كان أحد منسوبي وزارة الحرس الوطني- ارتداؤه شعار المنتخبين الأهلي والعسكري في أكثر من مناسبة خصوصاً في مسابقة دورة الخليج التي خاضها مع الصقور الخضر في ثلاث بطولات الثانية بالرياض 1392ه والثالثة بالكويت 1394ه والرابعة في قطر 1396ه، وسجل خلالها ثمانية أهداف منحته أفضلية بين أبرع المهاجمين السعوديين الهدافين في تاريخ هذه البطولة، إذ سجل أول أهدافه الثمانية في مرمى الكويت بافتتاح الدورة الثانية بمهارة عالية هز بها شباك عملاق الحراسة الكويتية أحمد الطرابلسي، ثم أضاف هدفه الثاني الخالد بعد 17 ثانية في مرمى الإمارات. تميز خليجي للصاروخ والغراب وأضاف إلى رصيده ثلاثة أهداف أخرى في الدورة الثالثة بالكويت في مرمى قطر والبحرين وعمان. وأكد تفوقه التهديفي في الدورة الرابعة بقطر محرزاً ثلاثة أهداف أخرى ليصبح هو والنجم الكبير سعيد غراب أكثر اللاعبين السعوديين تسجيلاً في دورات الخليج بتلك الحقبة، وجاء من بعدهما النجم (الفذ) ماجد عبدالله. ثلاثي شبابي لا يتكرر وحين نقلب أوراق تاريخ (الصاروخ) مع ناديه الشباب نلاحظ أن فريقه في تلك الفترة كان بعيداً عن منصات البطولات الكبرى على مستوى المملكة، في الفترة التي ارتدى فيها شعاره لأكثر من 10 سنوات في عقد التسعينات الهجرية، لكن (شيخ الأندية) تميز بامتلاكه قلة من النجوم الدوليين الموهوبين أمثال عملاق الدفاع وكابتن المنتخب في (خليجي 5) إبراهيم تحسين وعملاق الهجوم محمد المغنم (الصاروخ) -رحمهما الله- إلى جانب رفيق دربه المهاجم الخطير خالد سرور الذي كان وفياً مع رفيق دربه (الصاروخ) وشاهدناه يسير في جنازة محمد المغنم إلى مثواه الأخير بجانب مهاجم الهلال السابق منصور بشير. جمعية أصدقاء اللاعبين وقفت بجانبه جمعية أصدقاء اللاعبين القدامى برئاسة الكابتن الخلوق ماجد عبدالله ولإيمانها بالمسؤولية الاجتماعية كانت ممن وقف مع النجم الراحل (الصاروخ) في ظروفه المادية الصعبة التي مر بها في حياته قبل أن يقعده المرض، فمنحته الجمعية سكناً خاصاً وتابعت أحواله في كثير من الأمور التي تستحق الإشادة بها وبجودها الإنساني تجاه قدامى الرياضيين من اللاعبين والإداريين بمتابعة واهتمام الأمين العام للجمعية الأستاذ فهيد الدوسري. وقد أطلعني شخصياً على كثير من الأيادي البيضاء التي امتدت لعدد من قدامى الرياضيين ومن بينهم محمد المغنم، فجزاهم الله خير الجزاء بما قدموا من خدمات إنسانية ولمسات وفائية لهذا النجم الكبير -رحمه الله-. مبادرة شبابية في مباراة الفيحاء نادي الشباب بدورةه أعلن في مبادرة نبيلة من خلال موقعه الرسمي عن تخصيص دخل مباراته على ملعبه أمام الفيحاء ضمن دوري روشن لصالح أسرة لاعبه الراحل، وتمنيت لو أن المباراة كانت أمام أحد الأندية الكبيرة جماهيرياً لضمان دخل أعلى للمباراة. ماجد: (الصاروخ) نجم باهر رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الكابتن ماجد عبدالله نعى النجم الصاروخ بتغريده له في حسابه على منصه «إكس» قائلاً: «فُجعنا -اليوم- بوفاة النجم الدولي السابق محمد المغنم (الصاروخ) وأتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى أسرته والوسط الرياضي وزملائي وإخواني اللاعبين السابقين، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. لقد كان نجماً باهراً داخل الملعب وشخصاً مميزاً خارجه، وقد كنا نسعد بزياراته يوماً بعد آخر لجمعية أصدقاء بأحاديثه الشيقة وذكرياته الجميلة، وما نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه لراجعون.». عصام الدين: المغنم وناجي الأفضل أما الناقد الرياضي المعروف الزميل عادل عصام الدين فقال عن الصاروخ في تغريدة مماثلة: «رحم الله نجم فريق الشباب والمنتخب السابق محمد المغنم (الصاروخ)، الصاروخ الشبابي وناجي عبدالمطلوب الهلالي -رحمهما الله- من أفضل من رأيت في خانة الجناح الأيمن. الصاروخ وناجي مثلا المنتخب في نفس المركز، عُرف الصاروخ بالسرعة والمراوغة والتهديف، وبرع ناجي بمهارة المراوغة وإجادة الرفعات الجانبية والمرونة اللافتة.». د. العدواني: كرة (الصاروخ) غير واسترجع أستاذ النقد والنظرية بكلية الآداب – جامعة الملك سعود د. معجب العدواني ذكرياته مع (الصاروخ) قبل 53 عاماً في تغريدة على حسابه في منصه «إكس» قائلاً: «عندما كنا نتابع لأول مرة مباريات المنتخب السعودي في دورة الخليج الثانية –1392ه- على الإذاعة لم يكن محمد المغنم الشهير ب(الصاروخ) -رحمه الله- لاعبًا كغيره بل كان الملاذ الذي نثق بوصول الكرة إليه والركن الذي نطمئن ببناء حجر تسجيل الأهداف فيه. كلما لامس (الصاروخ) الكرة في مربع رقم ثمانية ارتفع صوت المعلق وارتفعت دقات قلوبنا الصغيرة وتحركت أقدامنا استعدادًا لسماع الهدف لنحاكي استلام الكرة ومن ثم التسجيل، لحظات قصيرة لكنها كانت كفيلة بالهيمنة على جزء كبير من أحاديثنا وألعابنا المؤطرة بلقبه الفضائي وبتفوقه اللانهائي.». الدويحي: الراحل يجري من الرياض للخرج أما الروائي والمحرر السابق في «الرياض» الزميل الأستاذ أحمد الدويحي فيقول عن (الصاروخ) في تغريدة له: «رحم الله (الصاروخ) وغفر له، ابن حارتنا (العود)، ولذلك كان أول لقاء صحفي رياضي لي به، وكان مشهوراً بسرعته، ويشاع أنه كان يجري من الرياض إلى الخرج ويعود كل يوم لفرط لياقته». رحم الله (الصاروخ) رحم الله نجمنا الراحل محمد المغنم (الصاروخ) وأسكنه فسيح جناته، اللهم اغفر له واعفو عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا، واجعل ما أصابه زياده له في الأجر. نجم المنتخب والشباب (الصاروخ) قبل تردي حالته الصحية مع المحرر (الصاروخ) -رحمه الله- «الثاني من اليسار جلوساً» مع المنتخب في دورة الخليج الثانية بالرياض 1392ه (أرشيف منصور الدوس) المغنم «الثاني من اليسار جلوساً» في أول صورة له مع المنتخب الأول عام 1391ه (أرشيف د. عبدالرزاق أبو داود) جانب من المشيعين الذين رافقوا جنازته إلى المقبرة -رحمه الله- (الصاروخ) في بداية مشواره 1389ه على السرير الأبيض محاطاً بإخوانه مغنم ووليد وابن عمه سعود المغنم الفقيد مع كابتن المنتخب والشباب إبراهيم تحسين -رحمهما الله- 1401ه النجم الراحل مع نجم القادسية سعود جاسم -رحمهما الله- في لقطة تذكارية 1398ه محمد المغنم بشعار الشباب 1400ه