تميزت العلاقات السعودية - الكويتية عن غيرها من العلاقات بخصوصية وترابط رسمي وشعبي وثيق عزز من شأنها ورسوخها حرص القيادة في البلدين الشقيقين على توطيد وتطوير أوجه التعاون المشرك، كما تميزت بعمقها التاريخي الأصيل.. وساعد على ذلك التّقارب الأخوي والمباشر بين قيادتي المملكة والكويت ناهيك عن الروح الواحدة بين شعبي الدولتين.. وكلاهما يجتمعان تحت مظلّة مجلس التعاون الخليجي ممّا قوّى وعزّز المواقف وتقاربها في المحافل بل إن المواقف التاريخية وكما ذكرها أهل السياسة في تعليقاتهم بأنها بفضل الله وحكمة القيادات أدّت إلى إرساء علاقات ثنائية متينة ومميزة. وكلّنا يعرف ويدرك بأن البلدين الشقيقين بما يملكانه من رؤية واضحة وجليّة كذلك من مقومات سياسية أو اقتصادية كبيرة وروابط اجتماعية كان له أكبر الأثر ليس فقط بين بلدينا وإنما خدم القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وقد برز ذلك جلياً من خلال تلك المواقف وما تبعها من تعاون مشترك في الحفاظ على أمن وسلامة منطقة الخليج. وفي ضوء ذلك نجد أن العلاقات السعودية - الكويتية بما تمتاز به من خصوصية تمكنت من إحداث نقلة نوعية في مسيرتها وكم أسعدنا وأثلج صدورنا بأن تكون أول زيارة رسمية خارجية منذ توليه الحكم لسمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ويعكس ذلك ما يمثل حرصاً من القيادة الكويتية على تعزيز التواصل والتشاور بين البلدين حول مستجدات الأحداث في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك. مهما تحدّثنا وتحدّثت وسائل الإعلام وقالت بصدق إنه بحمد الله فإنّ العلاقات السعودية - الكويتية تعتبر نموذجًا للتعاون الإقليمي الناجح الذي يستند إلى قواعد الاحترام المتبادل والمصالح والعمل المشترك لتحقيق الرخاء والتنمية للشعبين والبلدين الشقيقين ويتواصل الجهد بين القادة ومسؤولي الدولتين وبأعلى المستويات لفتح آفاق جديدة للشراكة لاسيما وأن الجامع بينهما رؤيتان تنمويتان: الرؤية السعودية 2030 والرؤية الكويتية 2035. وتبدو آفاق العلاقات السعودية - الكويتية واعدة وناجحة لتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا، الابتكار، والاقتصاد الرقمي. ومع التحديات العالمية الراهنة وبإذن الله سوف يستمر البلدان في تعزيز دوام التواصل لاستمرارية العمل المشترك لتحقيق الازدهار والتنمية للدولتين والشعبين الشقيقين ولمصلحة دول مجلس التعاون الخليجي بل وللمنطقة بأسرها. ختاماً ودولة الكويت الشقيقة تحتفل هذه الأيام بعيدها الوطني المجيد الثالث والستين ويوم التحرير الثالث والثلاثين وتعيش هذه الاحتفاليات الوطنية بعهد جديد مختلف، الكلّ متفائل به عهد يحتاج إلى تكاتف الجميع مع قيادته التي تواصل المسيرة وتبحث عن التَجديد لما فيه مصلحة الوطن. من القلب المحبّ تهنئة خاصة من الأشقاء وأهلكم وعزوتكم بالمملكة العربية السعودية ممثّلة بعاصمتها الرياض بل من كلّ الأنحاء والأرجاء إلى القيادة العليا لقائد مسيرتها أميرها سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح -حفظه الله- وإلى سمو الشيخ د. محمد صباح السالم الصباح رئيس مجلس الوزراء -وفقه الله- ولمعالي الأخ والصديق سفير دولة الكويتبالرياض الشيخ صباح ناصر صباح الصباح وللشعب الكويتي الشقيق، وندعو الله جلَت قدرته بأن يحفظ على جارتنا وشقيقتنا «دولة الكويت» أمنها واستقرارها وأن يُبْعد عنَا وعنها ودول خليجنا حسْد كل حاسد وحاقد، وأن يغفر الله ويرحم من فقدْناه من قادتها الأوفياء. اللّهم آمين.. يا ربَ العالمين، وكل عام وأنتم أهلنا بالكويت بخير وصحة وسعادة.