عززت المملكة والكويت علاقات التعاون المشترك بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج الفنية ، وذلك خلال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الكويتي، وذلك في مقر وزارة الخارجية بالرياض أمس ، برئاسة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومعالي وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بدولة الكويت الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح. ورحب سموه في بداية الاجتماع بوزير الخارجية الكويتي والوفد المرافق له، متطلعاً إلى نتائج إيجابية تلبي تطلعات قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين، وقال: " إن ما توليه القيادة الكريمة من اهتمام بالغ لكل ما يدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، هو دليل على عمق هذه العلاقة التاريخية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والعلاقة المتميزة مع الشيخ مبارك بن صباح الجابر الصباح – طيب الله ثراهما – وصولاً إلى العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ". وأشار سموه إلى أن هذا الاجتماع دلالة واضحة على الرغبة الصادقة من كلا البلدين لتطوير العلاقات وتنويعها، والسعي الدؤوب لتكريس التعاون الثنائي في شتى المجالات ذات المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة، مضيفاً:" إن أمننا واحد، ومصالحنا مترابطة، وأهدافنا مشتركة، ونعتبر تفعيل هذا المجلس عاملاً قوياً لرفع مستوى التنسيق، والتشاور القائم بيننا سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف تجاه مجمل القضايا التي تهم بلدينا في المنطقة والعالم، وهو ما سيدفع بقوة نحو تعميق ما يربط بلدينا من قواسم مشتركة ". ووقع وزير الخارجية ووزير الخارجية بدولة الكويت على اتفاق تعاون بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة دولة الكويت في مجال الشباب، ومذكرة تفاهم بين البلدين في مجال الرياضة، ومذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، كما جرى التوقيع على برنامج تعاون فني في مجالات التقييس المختلفة بين الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة العامة للصناعة بدولة الكويت، ووقع وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ مع وزير الخارجية بدولة الكويت، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التربية والتعليم بين البلدين، ومذكرة تعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. آفاق أرحب للتعاون والتكامل الرياض – البلاد تعد مجالس التنسيق بين المملكة والدول الشقيقة نموذجا يحتذى به على صعيد التنسيق المشترك، ووسيلة فعالة لاستمرارية التعاون، وتعزيز العلاقات بشكل محوكم ودائم. وترجمة للعلاقات السعودية الكويتية الراسخة والمتميزة ، يأتي انعقاد المجلس التنسيقي المشترك بهدف تعزيز العلاقات والدفع بها إلى آفاق أرحب. وضمن علاقات المملكة القوية مع الدول الشقيقة ، يظل للكويت مكانة خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وتجسد ذلك في اختيار الأمير محمد بن سلمان للكويت كأول محطة خليجية في زياراته الخارجية بعد مبايعة سموه وليا للعهد، وسعيه الحثيث لتطوير العلاقات والارتقاء بها لصالح البلدين في كافة مجالات التعاون. أيضا يتجلى عمق العلاقات في الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد بدولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح للمملكة، في كونها أول زيارة خارجية له منذ توليه ولاية للعهد، مما يعكس قوة الوشائج تميز العلاقة الثنائية التي توليها دولة الكويت مع المملكة ورغبتها في تعزيزها نحو تطلعات وافاق القيادتين والشعبين الشقيقين. ويهدف المجلس الذي وقع محضر إنشائه في يوليو من عام 2018م، إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان، وتعزيز التعاون والتكامل بينهما في المجال السياسي والأمني والعسكري، وضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة. الرؤية المشتركة لقد عزز المجلس الذي وقع محضر إنشائه عام 2018م، الرؤية المشتركة لتعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان، وتعزيز التعاون والتكامل بينهما في المجال السياسي والأمني والعسكري، وضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة، وإبراز مكانة الدولتين. ووفق الإحصائيات الرسمية ، بلغ حجم التبادل التجاري أكثر من 8,39 مليارات ريال كما بلغت صادرات المملكة إلى دولة الكويت حوالي 7,83 مليارات ريال، والواردات حوالي 1,56 مليار ريال، ويحرص الجانبان السعودي والكويتي إلى رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستوى أعلى. ومع الخطوات القوية لدفع العلاقات والمصالح المشتركة ، تحفظ المملكة بكل تقدير وامتنان، جهود أمير الكويت الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد في انطلاقة المجلس التنسيقي المشترك ، وتثمن بكل التقدير حرص سمو الشيخ نواف على إكمال مسيرة التعاون البنّاء عبر انعقاد المجلس ، وتحقيق كل ما يعزز العلاقات السعودية الكويتية في المجالات كافة. وبانعقاد اجتماع المجلس التنسيقي المشترك، تنطلق العلاقات المشتركة إلى مرحلة جديدة تسهم في تعميق التواصل والتعاون في المجالات كافة ، لمزيد من الرخاء للشعبين الشقيقين ، كما يعكس تميز العلاقات الثنائية نموذجاً مشرفاً يحتذى للأخوة والمصير المشترك عبر العديد من المواقف التاريخية المشرفة بين البلدين.