مع كل خطوة نجدّد الذكرى بفعاليات «يوم التأسيس» تزينها أصالة ماضينا وتاريخنا وتراثنا الخالد. فاحتفال المملكة بذكرى يوم التأسيس، وبمرور (3) قرون على إنشاء الدولة السعودية الأولى عام 1139ه الموافق 1727م. يأتي احتفال العام الحالي بذكرى يوم التأسيس، شاهدًا على إنجازات السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حيث تشير التقديرات الجديدة للإمكانات المعدنية غير المستغلة في المملكة والتي ارتفعت من 1.3 تريليون إلى 2.5 تريليون دولار بزيادة قدرها 90 %. وهذا يعزز الواقع الاقتصادي الوطني... وهذا تؤكده تقديرات صندوق النقد الدولي الذي رفع توقعه لنمو الاقتصاد السعودي إلى معدل 5.5 % خلال عام 2025، مضيفاً بذلك نحو 1.3 % إلى توقعاته السابقة والتي كانت حينها 4،2 %، وأكد محللون أن تلك التوقعات تتوافق مع مختلف البيانات والمعلومات الإحصائية الدقيقة التي تصدر عن الجهات الإحصائية بالمملكة وتتوافق مع التطور الذي يشهده الناتج المحلي للمملكة حيث ينتظر أن يحقق الاقتصاد السعودي مكاسب كبرى وطموحات بلا حدود فالاستدامة واحد من أهم المعايير العالمية والغايات المستهدفة التي تسعى المملكة لتطبيقها في المجالات كافة؛ حيث إن المملكة من أكبر الاقتصادات في العالم التي تسعى لتعزيز دورها في الحفاظ على البيئة وتطبيق الاستدامة والتنمية وتطبيق الحوكمة يكفل حقوق المستثمرين ويحارب الفساد؛ والاستدامة هي مصطلح بيئي يصف كيف تبقى الأنظمة الحيوية متنوعة ومنتجة مع مرور الوقت؛ فالمملكة خطت خطواتٍ واسعة؛ لتحقيق الاستدامة على ضوء برامج ومستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تُعد خارطة طريق لتحقيق الاستدامة في المملكة في حين تستهدف الرؤية تنويع الاقتصاد السعودي، والابتعاد عن النفط من خلال تطوير القطاعات الأخرى، مثل السياحة والطاقة المتجددة والزراعة. فالمملكة تحصلت على المركز الأول بأعلى نمو عالمي في السياحة بعام 2023 واستقبالها أكثر من 5 ملايين سائح وفقاً لهيئة الأممالمتحدة للسياحة التي أشادت بما تقدمه المملكة من جهود إيجابية مميزة. كما يهدف البرنامج الوطني للتحول الصناعي وبرنامج توطين الوظائف وتحسين مناخ الاستثمار، إلى تعزيز التنمية المستدامة، وتوفير فرص العمل المستدامة للمواطنين. بينما تعد الطاقة المتجددة واحداً من الجوانب الرئيسية للاستدامة في السعودية كما أن حكومتنا تستثمر بشكل كبير في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح وتسعى إلى زيادة حصتها في مجموع الطاقة المستخدمة. وتعد مبادرة السعودية الخضراء من بين أهم المبادرات التي تهدف إلى زيادة الوعي بالطاقة المتجددة وتشجيع استخدامها في المجتمع. وتلتزم المملكة بتعزيز الزراعة المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي. كذلك تعمل الحكومة على دعم الزراعة المحلية وتحسين الإنتاجية الزراعية باستخدام التقنيات الحديثة والماء المستدام. في السياق ذاته تسعى السعودية إلى الحفاظ على الموارد المائية من خلال إدارة مستدامة للمياه وتحسين كفاءة استخدامها في الزراعة والصناعة أيضًا تعمل الحكومة السعودية على حماية البيئة والتنوع البيولوجي. وتمتلك السعودية العديد من المحميات الطبيعية والمناطق البرية، التي تحظى بحماية قانونية وتعزز السياحة البيئية. وتشمل المناطق حديقة الأمير سلطان بن عبد العزيز للحياة البرية ومحمية الطائف وغيرها. أهداف الحوكمة وتهدف الحكومة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البرية، من خلال تنفيذ برامج ومشاريع لحماية النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض. وتعد السعودية من الدول الرائدة في مجال التحول الرقمي والاقتصاد الرقمي؛ ما يساهم في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية. كما تعمل الحكومة على تعزيز الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة في جميع القطاعات، لتحسين الكفاءة وتقليل النفايات وتعزيز الاستدامة. يتطلب تحقيق الاستدامة في السعودية تعاونًا بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. كما يجب تشجيع المبادرات البيئية، وتوفير الدعم والتشريعات المناسبة لتحفيز الاستثمار في مشاريع الاستدامة. أما تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة وتشجيع التغييرات الشخصية والثقافية لتحقيق نمط حياة أكثر استدامة، فيتطلب تضافر الجهود لتحقيقه. تؤكد نتائج الميزانية العامة للدولة في الربع الرابع 2023 استمرار الحكومة في استكمال مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والمالية في ظل رؤية 2030 وتحقيق الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل والتي تعزز متانة وقوة اقتصاد المملكة في مواجهة التحديات والتطورات الاقتصادية العالمية. تعزيز الاقتصاد السعودي بالتجارة الدولية التي ارتفعت 162 مليار ريال في نوفمبر 2023، وسجلت الصادرات 95 مليار ريال مقابل 67 مليار ريال للواردات ليحقق الميزان التجاري فائضاً ب28 مليار ريال. كما تولي المملكة ملف الاستدامة أهمية بالغة، وتسعى لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية. علاوة على ذلك، تبذل الحكومة قصارى جهدها؛ للحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية في الوقت الراهن.. المملكة دولة قوية، تتمتع بكل مزايا «الاستدامة» والتطوير والازدهار لضمان نجاح خطط المستقبل، وفقاً لرؤية المملكة 2030 نحو اقتصاد متقدم ومزدهر. فالمملكة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم بعد صياغة مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة والزراعة هو أولوية تطوير المملكة وفق منظومة رؤية 2030، التي شملت كل القطاعات والمجالات، معتمدة على منهجية علمية أثمرت اليوم وطناً قوياً ومزدهراً ينعم بكل مزايا الدول المتقدمة، وبالذات تطوير المجتمع. * عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود ومستشارة في المالية والحوكمة ساره بنت عبدالعزيز المعيذر *