حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين على زيادة الدعم العسكري لبلاده، متعهّدا تحقيق النصر مع دخول الحرب مع موسكو عامها الثالث. وفي كييف ألقى زيلينسكي خطابا عالي النبرة على الرغم من أن قواته في شرق البلاد وجنوبه تعاني نقصا في العديد والعتاد، في حين حقّقت روسيا أول مكاسبها الميدانية منذ نحو عام. متحدّثا خلال قمة لمجموعة السبع التي وصل عدد من قادتها إلى كييف لمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي، قال زيلينسكي إن "دعمهم الحيوي" سيساعد بلاده على الانتصار في ساحة المعركة. وأضاف "تعلمون جيدا أننا نحتاج إلى كل ذلك في حينه، ونحن نعتمد عليكم". محاطا برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذين حضروا إلى كييف، قال زيلينسكي خلال القمة "يمكن لبوتين أن يخسر هذه الحرب". وأضاف "تذكّروا أن الطموحات الإمبريالية والانتقامية لا يمكن التغلّب عليها إلا معا". وفي بيان عقب القمة، دعت مجموعة السبع مانحي كييف إلى مزيد من التمويل لتعويض عجزها المالي. سوناك يطالب بمصادرة أصول موسكو المجمّدة ومع دخول الحرب عامها الثالث، أدت عرقلة إقرار حزمة مساعدات أميركية ب60 مليار دولار إلى نقص في الذخيرة لدى الأوكرانيين، في حين تسعى موسكو لتحقيق مزيد من المكاسب الميدانية بعد سيطرتها على أفدييفكا. والسبت سعى زيلينسكي وقائد جيشه إلى تحفيز الداعمين العسكريين والماليين لبلاده. وفي كلمة ألقاها في مطار غوستوميل العسكري قرب كييف الذي شهد معركة مع القوات الروسية في الأيام الأولى للغزو، أعلن زيلينسكي "إننا نقاتل من أجل ذلك. منذ 730 يوما من حياتنا. وسننتصر، في أفضل يوم من حياتنا". وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إنه واثق بأن النصر سيتحقق "لأن النور ينتصر دائما على الظلام". وأمس الأحد أكدت روسيا أن قواتها اتخذت مواقع أفضل قرب أفدييفكا ودونيتسك بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين الجيش بالتوغل أكثر داخل أوكرانيا مع مرور عامين على بداية الحرب الشاملة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية صد القوات الأوكرانية بالقرب من ثلاث بلدات في منطقة دونيتسك والتمركز في مواقع أفضل بالقرب من أفدييفكا التي سقطت في أيدي روسيا في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت الوزارة إن القوات الروسية صدت سبعة هجمات مضادة أوكرانية في المنطقة. وأوضحت أنه تم تدمير إجمالي 77 طائرة مسيرة أوكرانية. ولم يتسن لرويترز بعد التحقق من الروايات المتعلقة بساحة القتال من أي من الجانبين. كما قال وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني أولكسندر كاميشين الأحد إن بلاده زادت إنتاجها من الأسلحة إلى ثلاثة أمثال العام الماضي، وإن 500 شركة تعمل حاليا في قطاع الدفاع في البلاد. وتبحث كييف عن سبل لتعزيز دفاعاتها ضد الغزو الروسي المستمر منذ عامين بما يشمل تعزيز إنتاج وابتكار الأسلحة محليا. وأضاف كاميشين خلال مؤتمر في كييف بثه التلفزيون أن 100 شركة حكومية و400 شركة خاصة منخرطة في هذا الجهد وأن أوكرانيا تخطط هذا العام "لزيادة إنتاج الذخيرة زيادة كبيرة". وفي خطاب منفصل، قال ميخايلو فيدوروف وزير التحول الرقمي الأوكراني إن 90 بالمئة من الطائرات المسيرة المستخدمة في ساحة المعركة ضد القوات الروسية أُنتجت في أوكرانيا. وأشار إيهور كليمينكو وزير الداخلية الأوكراني خلال المؤتمر إلى عدم عبور سلاح واحد الحدود من أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال عامين من الغزو الروسي الشامل. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية الروسية تصدت مجددا لعدة هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية خلال الليل. وأعلنت وزارة الدفاع في موسكو، عبر قناتها على تطبيق تيليغرام، صباح الأحد، أن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق منطقة بيلغورود الروسية قرب الحدود وأربع طائرات أخرى فوق البحر الأسود. ولم يتسن في البداية التحقق من المعلومات بشكل مستقل. وحث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أوكرانيا وحلفاءها على "الحفاظ على بأسها وشجاعتها" وأشادت فون دير لايين "بالمقاومة الاستثنائية" التي أبدتها أوكرانيا. ووقّعت كييف اتفاقين أمنيين مع إيطالياوكندا التي أعلنت أنها ستوفّر مساعدات مالية وعسكرية ب2,2 مليار دولار في العام 2024. وجاء في بيان لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "سنقف إلى جانب أوكرانيا مهما اقتضى الأمر ومهما طال أمده". على صعيد آخر حض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الغرب الأحد على اتباع نهج "أكثر جرأة" في مصادرة الأصول الروسية وإرسال الفوائد المتراكمة حتى الآن نتيجة تجميدها إلى أوكرانيا. وقال سوناك في الذكرى الثانية للغزو الروسي إن على الحلفاء الغربيين الذهاب "أبعد" في عقوباتهم لتقويض ثقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن اهتمام الغرب بأوكرانيا سيتراجع. وأفاد في مقال نشرته صحيفة "ذي صنداي تايمز" "يجب أن نكون أكثر جرأة في مصادرة مئات المليارات من الأصول الروسية المجمّدة".