أعلنت وزارة الدفاع الروسية، امس الخميس، تدمير طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق مقاطعة بريانسك، واعتراض 3 طائرات مسيرة أخرى فوق البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم. ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن وزارة الدفاع قولها في بيان لها إنه "في ليلة السادس عشر من نوفمبر، أُحبطت محاولات لنظام كييف لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام طائرات مسيرة ضد أهداف على أراضي روسيا الاتحادية". وأضافت الدفاع الروسية، أن أنظمة الدفاع الجوي المناوبة دمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق أراضي مقاطعة بريانسك، واعترضت 3 طائرات أخرى فوق البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم. من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن ديفيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا الجديد وصل إلى كييف وقابله لإجراء محادثات في أول رحلة عمل بالخارج بعد توليه المنصب. وقال كاميرون في مقطع فيديو نشره مكتب زيلينسكي إنه أراد أن يؤكد على دعم لندن لكييف. وكاميرون هو رئيس وزراء بريطانيا السابق وتم تعيينه وزيرا جديدا للخارجية يوم الاثنين. وقال زيلينسكي إنه ممتن لهذه البادرة التي جاءت في ظل صراع الشرق الأوسط الذي يرى الرئيس الأوكراني أنه صرف انتباه العالم عن حرب بلاده مع روسيا الدائرة منذ 21 شهرا ولا نهاية لها في الأفق. وأضاف "لا يركز العالم مع حالة الحرب في أوكرانيا وهذا التشتت في التركيز لا يساعد حقا". جاء ذلك في وقت تراقب أوكرانيا عن كثب أي مؤشر على تراجع الدعم المالي والعسكري الغربي الحيوي بالنسبة لكييف بعد إخفاق هجومها المضاد في تحقيق أي انفراجة كبرى. وبريطانيا حليف وثيق لأوكرانيا في الحرب الشاملة التي بدأتها روسيا في فبراير 2022. وقال كاميرون "ما أريد أن أقوله بوجودي هنا هو أننا سنواصل تقديم الدعم المعنوي والدبلوماسي لكم... لكن قبل كل شيء الدعم العسكري الذي تحتاجون إليه ليس فقط هذا العام أو العام المقبل لكن مهما استغرق الأمر". وأضاف أن بريطانيا ستعمل مع حلفائها "للتأكد من أن الاهتمام منصب هنا على أوكرانيا". وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه أجرى محادثات مع كاميرون في مقر الوزارة. وكتب على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "بريطانيا تظل تزود أوكرانيا بثبات بالأسلحة وتزيد من الإنتاج المشترك وتخلص البحر الأسود من التهديدات الروسية". وتحاول أوكرانيا أن يكون هناك ممر شحن آمن من البحر الأسود لإحياء صادراتها عبر البحر في تحد لتهديدات من موسكو التي انسحبت في يوليو من اتفاق توسطت فيه الأممالمتحدة كان يسمح بصادرات بعض الحبوب رغم الحرب. ولم يذكر البيان الأوكراني متى جرت المحادثات. وهناك تدابير أمنية صارمة مطبقة بسبب حرب ما يعني أن تفاصيل الزيارات التي يقوم بها مسؤولون أجانب كبار لا يتم الكشف عنها في بعض الأحيان إلا بعد مرور بعض الوقت. إلى ذلك خفضت أوكرانيا أقساط التأمين على السفن التي ترسو في موانئ البحر الأسود، على الرغم من الحرب الروسية المستمرة والخطر الذي تتعرض له السفن التي تحاول العبور. وقال رئيس الوزراء دينيس شميهال إن الخطوة التي اتخذت الأربعاء تمت مع شركات التأمين البريطانية، ومن المنتظر أن تدعم صادرات الحبوب من أوكرانيا. وقالت وزارة الاقتصاد الأوكرانية إنه كانت هناك تغطية لخطر الحرب بقيمة 50 مليون دولار لكل سفينة، بالإضافة إلى 50 مليون أخرى للحماية وتأمين المسؤولية تضاف لكل رحلة إلى أوكرانيا. ويضمن بنكا "أوكريكسمبنك" و"أوكرجازبنك" الحكوميان الأوكرانيان المبالغ، بينما توفر شركتا إعادة التأمين البريطانيتان "مارش مكلينان" و"لويدز اوف لندن" التغطية. ويشارك بنك "دي زد" الألماني أيضا في الاتفاقية. وأفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، الخميس، بأن القوات الروسية واصلت هجماتها على القرى النائية ببلدة أفديفكا المتنازع عليها في دونيتسك، خلال الأسبوع الماضي. ويكاد يكون من المؤكد أن روسيا تحاول تطويق هذه البلدة. وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن بلدة أفديفكا تشهد قتالا مستمرا منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وتحظى بأهمية سياسية بالنسبة لروسيا، بسبب قربها من مدينة دونيتسك. وأشار التقييم إلى أنه من المرجح أن التقدم الأخير جعل القوات الروسية قريبة من مصنع أفديفكا لفحم الكوك والكيماويات الذي تسيطر عليه أوكرانيا، وهو عبارة عن مجمع صناعي مترامي الأطراف، يقوم بإنتاج فحم الكوك ومجموعة متنوعة من المواد الكيماوية، ويشغل موقعا تكتيكيا رئيسيا شمال البلدة. ويهيمن المصنع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى أفديفكا، وفي حال قامت القوات الروسية بتأمينه، فإن إعادة إمداد المدينة سوف يصبح صعبا بشكل متزايد بالنسبة لأوكرانيا، بحسب التقييم. ومع ذلك، فإن المنشأة الصناعية توفر لأوكرانيا ميزة دفاعية محلية، ومن المحتمل أن تتكبد القوات الروسية خسائر كبيرة في أفرادها إذا حاولت مهاجمة المنشأة. وتنشر وزارة الدفاع البريطانية تحديثا يوميا بشأن الحرب، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 من فبراير عام 2022 . وتتهم موسكولندن بشن حملة تضليل بشأن الحرب .