قال الجيش الإسرائيلي ومسلحون فلسطينيون أمس الأحد: إن اشتباكات اندلعت بين الجانبين في أنحاء قطاع غزة منذ السبت، وذلك في وقت يسعى فيه وسطاء إلى تحقيق توافق حول وقف محتمل لإطلاق النار يتيح إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حركة حماس، لكن آفاق التوصل إلى أي هدنة تبدو غير مؤكدة، وتقول إسرائيل إنها تعتزم في الوقت نفسه توسيع حملتها للقضاء على حماس، في حين تتمسك الحركة بموقفها المطالب بوقف دائم للحرب الدائرة منذ ما يقرب من خمسة أشهر. حملة اعتقالات في الضفة.. وظروف صعبة في المخيمات وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت عدة مناطق في القطاع بينما توغلت الدبابات في بيت لاهيا، ويخوض جنود إسرائيليون ومسلحون فلسطينيون معارك متواصلة في حي الزيتون بمدينة غزة في شمال القطاع الذي اجتاحته إسرائيل في بداية الحملة العسكرية. وقال مسعفون إن 86 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية منذ السبت. فيما قال الجيش الإسرائيلي إن جنديين قتلا في معارك بجنوبغزة وإن جنوده قتلوا أو أسروا عددا من المسلحين الفلسطينيين في حي الزيتون وأماكن أخرى. وشرقي غزة استشهد سبعة فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح أمس، جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الزيتون. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بشكل متزامن منازل مكتظة بالأطفال والنساء في حي الزيتون شرق مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة 62 بجروح مختلفة. في سياق متصل، واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال قصفها العنيف لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين. وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم ال 142 على التوالي إلى 29692 شهيداً، والجرحى إلى نحو 69879 جريحاً؛ معظمهم من النساء والأطفال. من جهتها وثقت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 7225 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأفادت الهيئة في تقرير لها أمس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت 15 فلسطينيًا خلال عمليات اقتحام لعدة مناطق في الضفة الغربية خلال الساعات الماضية، من بينهم أسرى محررون وأطفال. وفي الضفة الغربية اعتقلت القوات الإسرائيليّة منذ مساء السبت، 15 فلسطينيا على الأقل، بينهم صحفي وأسرى سابقون. ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أمس، "توزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل، ونابلس، وأريحا، وجنين، ورام الله، مشيرة إلى أن "قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين". ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن مسؤولين لم تسمهم، تقارير عن إطار لإعادة حوالي ثلث الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة وعددهم نحو 130 رهينة خلال هدنة مدتها ستة أسابيع تشمل شهر رمضان، ولم يرد تأكيد رسمي من أي من الجانبين. وقال مسؤولون فلسطينيون إن حماس تصر على أن يشمل أي اتفاق وقف إسرائيل للهجوم وسحب قواتها، ولوحت إسرائيل بأنها تعتزم التوغل في واحدة من آخر البلدات التي تحتفظ فيها حماس بكتائب لم تتكبد خسائر في صفوفها. واستؤنفت محادثات في الدوحة تهدف للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة ستعقبها جولة أخرى في القاهرة بمشاركة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومن حركة حماس، بحسب ما نقلت قناة فضائية مصرية الأحد عن مصادر مطلعة. ونقلت القناة عن مصادر مصرية "استئناف مفاوضات التهدئة بقطاع غزة، من خلال اجتماعات على مستوى المختصين تعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، وأخرى تعقبها في القاهرة". وتابعت نقلا عن المصادر أن "مباحثات الدوحةوالقاهرة تجرى بمشاركة مختصين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى وفد من حركة حماس". وكانت القاهرة شهدت في وقت سابق من هذا الشهر محادثات على مستوى عال بين وفود أميركية وقطرية وإسرائيلية سعيا لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة لم تفض إلى أي نتائج تذكر. وندد مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة ب"الحصار المفروض على غزة" من جانب إسرائيل. وقال إن ذلك يمكن أن "يمثل استخداما للمجاعة وسيلة في الحرب" وهو ما يشكل "جريمة حرب"، ويتزايد القلق يوما بعد آخر في رفح حيث يتكدس ما لا يقل عن 1,4 مليون شخص، نزح معظمهم من القتال، في حين يلوح شبح عملية برية واسعة النطاق يعد لها الجيش الإسرائيلي، وأعلنت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وقوع أكثر من 70 غارة خلال الساعات الأخيرة في دير البلح (شمال) وخان يونس ورفح ومدينة غزة وجباليا، وقال حسن حمد قشطة بعد قصف دمر مبنى في رفح "كنت في الدار فوق حين سمعت انفجارا قويا، نزلت فوجدت السواد يلف كل ما حولي، لقيت شهداء وإسعافا.. لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة كله، نحن مستهدفون في كل مكان". ويزداد الغضب في مخيّم جباليا للاجئين، حيث شارك العشرات في تحرّك عفوي احتجاجا على ظروف المعيشة. وحمل طفل لافتة كُتب عليها "لم نمت من الغارات الجوية لكننا نموت من الجوع"، وفي المخيم، قال أحمد عاطف صافي لوكالة فرانس برس "نحن في حرب مجاعة". بدورها، قالت إحدى ساكنات المخيم "لا يوجد طحين ولا زيت ولا ماء شراب. الموت أحسن وأشرف". في جباليا أيضا، انتظر أطفال وهم يحملون حاويات بلاستيكية وأواني طهو بالية للحصول على قليل من الطعام، إذا توافر. واضطر سكان في شمال قطاع غزة إلى تناول بقايا ذرة فاسدة وأعلاف حيوانات غير صالحة للاستهلاك البشري وحتى أوراق الشجر لسد جوعهم. وقالت وزارة الصحة في غزة إن رضيعا عمره شهران يدعى محمود فتوح توفي بسبب "سوء التغذية". وحذّرت منظمة إنقاذ الطفولة (سايف ذا تشلدرن) الخيرية من أن "خطر المجاعة يُتوقع أن يتزايد طالما استمرت حكومة إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات إلى غزة" وكذلك الحصول على المياه والخدمات الصحية وغيرها.