بعد استهدافها بصاروخ من ميليشيا الحوثيين في اليمن، لا تزال سفينة شحن مهجورة تطفو في مياه خليج عدن، في انتظار إمكانية قطرها إلى جيبوتي الأسبوع الحالي، بحسب ما قال مشغّل السفينة. وتضررت سفينة الشحن "روبيمار" التي ترفع علم بليز وهي مسجّلة في بريطانيا، وتديرها شركة لبنانية وتحمل أسمدة قابلة للاحتراق، في هجوم صاروخي تبناه المتمردون الحوثيون. وقالت شركة "بلو فليت غروب" المشغلة للسفينة إنه تم إجلاء طاقمها إلى جيبوتي، بعدما أصاب صاروخ جانب السفينة، ما تسبب في دخول المياه إلى غرفة المحرك وانحناء مؤخرها. وأوضح الرئيس التنفيذي ل"بلو فليت" روي خوري أن صاروخاً ثانياً أصاب سطح السفينة دون التسبب في أضرار جسيمة. وأعلن المتمردون الحوثيون، مسؤوليتهم عن الهجوم على السفينة، قائلين إنها "معرضة للغرق" في خليج عدن بعد تعرضها "لإصابة بالغة". وأضاف خوري أن السفينة لا تزال طافية وشارك صورة التُقطت الأربعاء أظهرت مؤخرها في الماء. ولفت خوري إلى أنه "سيتم قطر السفينة إلى جيبوتي لكن القاطرة لم تصل بعد. يجب أن تصل في غضون يومين إلى ثلاثة أيام". وعند سؤاله عن احتمال غرقها، قال خوري "لا يوجد خطر في الوقت الحالي ولكن هناك احتمال دائماً". وأكد موقع "تانكر تراكرز" لتتبع السفن أن السفينة "روبيمار" لم تغرق، لكنه حذر من أن السفينة كانت تُسرب زيت الوقود. وألحق الهجوم على السفينة "روبيمار" أكبر ضرر حتى الآن بسفينة تجارية منذ بدأ الحوثيون في 19 وفمبر الماضي مهاجمة سفن، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة. وقالت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي، إن آخر ميناء توقفت فيه السفينة كان الإمارات، وكانت متجهة إلى بيلاروسيا. وأوضحت الهيئة في بيان، أن طاقمها المؤلف من 24 فرداً، يضم 11 سورياً وستة مصريين وثلاثة هنود وأربعة فلبينيين. وأضافت في البيان، الذي نشرته عبر حسابها على موقع "إكس" أن "السفينة تحمل على متنها 21999 طناً مترياً من الأسمدة"، وهو "أمر خطير للغاية". ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى تجنّب المرور في البحر الأحمر، الذي تمرّ عبره 12% من التجارة البحرية العالمية، لتلتف حول جنوب أفريقيا. هجوم يتسبب بنشوب حريق أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان، بأن هجوماً صاروخياً استهدف سفينة شحن تبحر في خليج عدن قبالة السواحل اليمنية، ما تسبب بنشوب حريق على متنها. وقالت وكالة "يو كاي أم تي أو" التي تديرها القوات البحرية الملكية إن "سفينة هوجمت بصاروخين، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها"، مشيرة إلى أن "قوات التحالف تستجيب" للحادثة. من جهتها، أشارت وكالة "أمبري" للأمن البحري إلى أنها تلقت بلاغاً عن "تعرّض سفينة شحن عامة مملوكة من بريطانيا وترفع علم جمهورية بالاو، لهجوم بصاروخين على بعد نحو 63 ميلاً بحرياً إلى جنوب شرق عدن في اليمن". ولفتت "أمبري" إلى أن السفينة "يبدو أنها كانت متجهة من ماب تا فوت في تايلاند، في اتجاه البحر الأحمر". ولم تتبنّ أي جهة على الفور هذا الهجوم الذي يأتي بعد سلسلة ضربات شنها المتمردون الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.. وفي محاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق كان آخرها الأحد. وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".