نُذر تصعيد في القدس قبيل رمضان فظائع وفواجع تدك رفح استشهد وأصيب عدد من المواطنين بينهم أطفال ونساء، في غارات شنها طيران الاحتلال وقصف مدفعي طال مناطق متفرقة من قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان متواصل لليوم ال 132 على التوالي. وأفادت مصادر صحية باستشهاد واصابة عدد من المواطنين، بينهم اطفال ونساء جراء قصف الاحتلال لموقع شرق دير البلح، وفي استهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية منزلا في النصيرات وسط القطاع . وتعرضت منطقة القرارة شمالي شرقي خان يونس جنوبي القطاع لإطلاق نار من طائرات الاحتلال المروحية، تزامنا مع إطلاق نار كثيف شرق المغازي وكانت وزارة الصحة أفادت في وقت سابق، باستشهاد 3 مواطنين وإصابة 10 آخرين داخل مجمع ناصر الطبي برصاص القناصة الإسرائيلية. كما استشهد 6 مواطنين بينهم أطفال ونساء، في غارة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مركبة مدنية في شارع الجلاء شمال مدينة غزة. واستشهد مواطن وأصيب آخر، في قصف لطائرات الاحتلال المُسيّرة استهدف محيط مسجد علي بن أبي طالب في حي الزيتون بمدينة غزة. وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 133 شهيدا و162 إصابة خلال ال24 ساعة الماضية. نتنياهو يرفض صفقة التبادل الوفد الأمني الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد، دافيد برنياع، توجه مساء الثلاثاء إلى القاهرة للمشاركة في محادثات حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، حاملا "تفويضا مقلصا جدا"، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل. وأضاف هرئيل، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "لم يمنح الوفد صلاحيات لإجراء مفاوضات حقيقية حاليا، وحتى أن رئيس مركز الأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي، نيتسان ألون، لم يسافر إلى مصر" مع الوفد. في موازاة ذلك، يعبر نتنياهو عن مواقف متشددة حيال صفقة كهذه. فهو يرفض مطالب حماس، ويعلن أن الجيش الإسرائيلي سيواصل التوغل في القطاع، وخاصة في خانيونس، ويستعد لاحتلال رفح، بادعاء زيادة الضغط على حماس في محاولة لتحرير رهائن إسرائيليين. ووصف هرئيل، مواقف نتنياهو بأنها "خليط من رسائل"، بعضها موجه لاحتياجات سياسية داخلية وبعضها الآخر موجه إلى حماس والحلبة الدولية، "وخلاصة ذلك واضحة: وجهة نتنياهو نحو استمرار الحرب"، وذلك لأن نتنياهو "لا يأبه حاليا بتحرير المخطوفين، مقابل وقف إطلاق نار لفترة طويلة وتحرير أسرى فلسطينيين كثيرين، رغم احتجاجات ومطالب عائلات المخطوفين". ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، شريطا مصورا قصيرا جدا يظهر فيه رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، يسير داخل نفق في بداية الحرب على غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن نشر هذا الشريط ليس إلا "إلهاء متعمد، هدفه صرف أنظار الجمهور الإسرائيلي المتعطش لانتصار". ووفقا لهرئيل، فإنه ظهرت مشكلة جديدة في قطاع غزة. فقد أصبح موظفي الأممالمتحدة يتخوفون من إدخال شاحنات إلى القطاع، "لأنه بغياب حماس، تنهب عائلات إجرامية محلية المساعدات ولا تصل إلى السكان المحتاجين". وأضاف، أنه لا تزال هناك عشرات الكيلومترات من الأنفاق في منطقة خانيونس، التي "لم يدمرها الجيش الإسرائيلي"، فيما تهدد إسرائيل بتوغل بري في رفح. وأشار هرئيل، إلى أن الإدارة الأميركية لا تحاول منع العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، وإنما تطالب بإجلاء النازحين الذين نزحوا إليها، الذين يقارب عددهم 1.3 مليون نازح، قبل التوغل البري في رفح. "ومن شأن الاستعدادات لعملية عسكرية بهذا الحجم أن تستغرق وقتا، إضافة إلى أن من شأن حلول شهر رمضان أن يضع مصاعب أمام عملية عسكرية مكثفة، في فترة أكثر حساسية في أنحاء العالم العربي والإسلامي". تطويق واختراق وتغلغل على بعد أمتار من منازل المقدسيين، في بلدة أم طوبا جنوبالقدس سيقام الحي الاستيطاني الجديد "نوفي راحيل" الذي سيضم 650 وحدة سكنية بمبادرة مشتركة بين دائرة "حارس أملاك الغائبين" التابعة لوزارة القضاء الإسرائيلية وشركة عقارية يسيطر عليها نشطاء يمينيون. ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية فإن "نوفي راحيل" هو الحي الرابع الذي روجت له دائرة "حارس أملاك الغائبين" في شرقي القدس في السنوات الأخيرة. وبحسب المنظمات، التي تراقب البناء في المستوطنات فإن الأحياء ال4 ستضم نحو 3000 وحدة سكنية جديدة لليهود في شرقي المدينة، تم الترويج لها بشكل استثنائي وحصلت على موافقات سريعة في جهاز التخطيط، خاصة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول المنصرم. وأشارت صحيفة هآرتس إلى تقرير أعدته منظمتا "عير عميم" و"بمكوم" الحقوقيتان الإسرائيليتان وجاء فيه أن لجان التخطيط روجت منذ السابع من أكتوبر الأول المنصرم ل17 مخططا هيكليا لليهود في شرقي القدس بواقع 8434 وحدة سكنية. تطويق واختراق وتشتيت الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي، قال إن حي "نوفي راحيل" هو أحد الأحياء الاستيطانية التي تندرج تحت مظلة المشروع الأمني الأشمل، الذي يطلق عليه "التطويق والاختراق والتشتيت". ولخص التفكجي، هذا المشروع بالقول إن التطويق يتم من خلال محاصرة البلدات المقدسية بالشوارع الاستيطانية والمستعمرات، وفصلها عن بعضها لتصبح معزولة تماما، ثم تبدأ سياسة الاختراق المتمثلة بالبناء الاستيطاني داخل البلدات العربية، والانتقال إلى مرحلة التشتيت بتحويل كل بلدة في شرقي القدس إلى حي ضمن المستوطنات الإسرائيلية. وحول تسارع وتيرة المصادقة على مخططات الأحياء الاستيطانية الجديدة في شرقي القدس، أوضح التفكجي أن الجمعيات اليمينية تستغل مشروع "تسجيل وتسوية الأراضي" الذي أعلنت عنه الحكومة الإسرائيلية منتصف عام 2018، وتبحث هذه الجمعيات عن أراض تدّعي أن ملكيتها تعود لليهود قبل عام 1948 وتحاول بناء أحياء جديدة عليها. وعن إمكانية توسع حي "نوفي راحيل" الجديد الذي سيقام على مساحة 12 دونما ونصفا (الدونم يساوي ألف متر مربع) أكد التفكجي أن ذلك وارد عبر محاولة مصادرة مزيد من الأراضي "للمصلحة العامة" أو لإقامة مدرسة أو حديقة. استغلال الحرب بدوره قال الباحث في الشأن المقدسي فؤاد أبو حامد، إن المستوطنات الجديدة تهدف إلى فصل الأحياء الفلسطينية في جنوبالقدس عن بعضها، وإلى الحد من تطورها وتوسعتها. ومن الأمثلة على هذه المستوطنات تلك التي ستقام في حي "أم ليسون" لفصله عن جبل المكبر، بالإضافة لمستوطنات "تلال أرنونا" و"جفعات شاكيد" و"قناة الماء" و"جفعات همتوس" التي ستُفصل من خلالها بلدات القدس عن بعضها من جهة، وبلدات القدسالجنوبية مثل صور باهر وأم طوبا وبيت صفافا عن مدينتي بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا جنوبا، من جهة أخرى. وأضاف الباحث المقدسي أنه منذ السابع من أكتوبر وتحت ستار الحرب، صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء على أكثر من 9 آلاف وحدة سكنية للمستوطنين في مستوطنات جديدة وأخرى قائمة في مدينة القدس، ضمن إجراءات تنظيمية سريعة تستغرق عادة سنوات للانتهاء منها. وتطرق أبو حامد، إلى خطورة التوسع في هذه الأحياء الاستيطانية، التي تختلف في طبيعتها عن المستوطنات الكبيرة كونها تقام في قلب الأحياء المقدسية أو ملاصقة لها تماما، فتحد من توسعها وتُسهّل السيطرة الأمنية والسياسية عليها. وختم الباحث حديثه بالقول، إن بلدتي صور باهر وأم طوبا المتلاصقتين محاطتان بالمستوطنات وبالجدار العازل من كل الجهات، إذ تحدهما من الشمال مستوطنة "أرمون هنتسيف" ومن الشمال الغربي مستوطنة "تلال أرنونا" ومن الجهة الجنوبية مستوطنة "هار حوماه" ومن الجهة الشرقية الجدار العازل بمحاذاة حي وادي الحمص. ويفترض أن يُنشأ الحي الاستيطاني الجديد "نوفي راحيل" بين هاتين البلدتين المقدسيتين الواقعتين جنوبالمدينة على مقربة من بلدتي بيت صفافا وشرفات، اللتين ستقطع الأحياء الاستيطانية الجديدة التواصل معهما أيضا، ومع بلدة جبل المكبر المنكوبة بالمستوطنات والمشاريع الاستيطانية. السرقة الكبرى وأصدرت منظمتا "عير عميم" و"بمكوم" الحقوقيتان الإسرائيليتان في شهر نوفمبر المنصرم، تقريرا حمل عنوان "السرقة الكبرى للأرض" وتطرقتا فيه إلى الجهود التي بذلتها إسرائيل مؤخرا لتسجيل ملكية الأراضي في شرقي القدس، وهو ما اعتبرته الجمعيتان التهديد الأكثر خطورة، الذي يواجه السكان الفلسطينيين ويحمل في طياته احتمالات التهجير الجماعي والسلب. واعتبرت المنظمتان أن إجراء تسجيل الأراضي "التسوية" هو الأكثر إثارة للقلق لأنه سيتم بموجبه تسجيل الممتلكات الفلسطينية التي استولى عليها المستوطنون في "الطابو" بطريقة لا رجعة فيها تقريبا. وتمكنت المنظمتان الحقوقيتان من تحديد 201 كتلة (موقع أو تجمع) في شرقي القدس تم إطلاق مشروع تسوية الأراضي فيها، وأكثر من ثلث هذه الكتل تقع في بلدة بيت حنينا شمال المدينة. وتابعت المنظمتان كُتلا تتكون من 5 آلاف دونم، ووجدت أن 75% منها يخدم مصالح الدولة أو المستوطنين بشكل مباشر، وأنه لا يمكن الإشارة إلى كتلة واحدة يتم تطويرها بشكل واضح لصالح السكان الفلسطينيين. وتتسم عملية تسوية ملكية الأراضي بانعدام تام للشفافية حسب التقرير، لأن الدولة تقوم بالترويج لتسوية حقوق الملكية بشكل عام دون إخطار السكان الفلسطينيين. وتطرقت المنظمتان إلى استخدام إجراءات تسوية حقوق الملكية، من أجل تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم من خلال عدة آليات قانونية أبرزها تطبيق قانونين تمييزيين هما: قانون "أملاك الغائبين" الذي أُقرّ عام 1950، وقانون "المسائل القانونية والإدارية" الصادر عام 1970. قتل مدنيين حاولوا الاتصال قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه وثق تعمد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي "قتل مدنيين فلسطينيين منهم صحفيون، خلال محاولتهم التقاط بث الاتصالات والإنترنت للتواصل مع ذويهم أو جهات عملهم". وأضاف المرصد في بيان له، أن الاحتلال "قتلهم من خلال استهدافهم المباشر بالقنص، وإطلاق النار من طائرات مسيرة في مختلف مناطق قطاع غزة". وأشار إلى أنه "وثق خلال أقل من أسبوع استشهاد ما لا يقل عن سبعة مدنيين في شمال غزة، بعد استهدافهم بشكل مباشر من طائرات مسيرة للجيش الإسرائيلي، في منطقة البشير في تل الزعتر بمخيم جباليا، في أثناء محاولتهم الاتصال بشبكة الانترنت للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم". وأوضح المرصد، أنه "نتيجة تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلية محطات الإرسال الخاصة بشبكات الهاتف المحمول، وتدمير مقاسم الاتصالات الفلسطينية، يلجأ المدنيون الفلسطينيون إلى أماكن مرتفعة في محاولة لالتقاط إشارة اتصالات لشبكات بديلة لتشغيل الإنترنت على بطاقات إلكترونية، إلاّ أن القوات الإسرائيلية تستهدف هؤلاء المدنيين بشكل متعمد". وبحسب المرصد، فإن "الاستهدافات الإسرائيلية للمدنيين خلال محاولتهم التقاط إشارة الاتصالات والإنترنت، تركز على المناطق المحاصرة، التي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، الأمر الذي يعرقل التغطية الصحافية لتلك الانتهاكات ويحول دون قدرة السكان على نقلها". صعوبة في دفن الشهداء مع استمرار القصف العنيف (أ ف ب) طفل قتله القصف على مخيم الشاطئ في غزة (رويترز)