كلمة حق قالها أحد الكتاب الذي يملك قلماً مميزاً ومنصفاً معلقاً على أسئلتي له والتي كانت تدور حول ما قد يحاك ضده من الفاسدين، ابتسم بثقه واطمئنان وقال: ستبقى الحقائق والوقائع الدامغة الحبر الذي نكتب به، وستظل أوجاع الناس المداد الأنقى لقلمي وهناك أمور يخفيها بعض الموظفين والمسؤولين تحتاج إلى الكشف لتكتمل الصورة، وأحمد الله أنه ثبت بإني كنت في المسار الصحيح، والحقيقة أنني قد عزمت من البدايات بأني لن أحابي أحداً، ولن أجامل أبداً، وأحمد الله بأن ما كنت أكتبه كان يعبر عن هموم المواطنين ويعبر عن معاناتهم، وربما كان بمثابة شجرة سنديان، جذورها متغلغلة في عمق الحقيقة. أما المصلحة العامة فهي المشعل الذي يضيء لنا معالم الطريق، ونبراسنا للدفاع عن الحق، والذود عن الحقيقة، وعن الوطن، والمواطن. وأردف قائلاً: ونحن في ظل الشفافية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، سنشير إلى مواطن الخلل والتقصير، وسنكشف الزيف والخداع، والتباهي الكاذب. ولن يثنينا غضب أحد، ولن يزعجنا تعليق من هنا أو تلميح من هناك، فالنهر الذي يحمل الخير والنقاء، يحفر مجراه بهدوء وتؤدة، لأنه يفيض بحب الأرض، ويهبها روحه، فتنبت من كل زوج بهيج، أما الغثاء فإلى اضمحلال، وزوال، وفناء، ولا دوام إلا للحب والخير، والمجد للإنسان، والفداء للأوطان. وأنا بدوري أغتنمها مناسبة، لأقول من جديد، سنذكر بالخير صاحب الفعل الطيب، ونشيد بالثقاة، ونرفع صوت المجد للبناة الأمناء الذين يعملون في صمت، ولا ينتظرون الثناءات أو المكافآت، لن نخشى لومة لائم في الإشارة للهنات والمثالب، والتجاوزات، والسلبيات، وسنقف مع قيادتنا سداً منيعاً بوجه الفساد، ونفضح الفاسدين. حتى وإن استدعى الأمر ذكر الأسماء الصريحة، ونسمي الأشياء بأسمائها، ولو كانت منفرة وقبيحة، فكل ذلك لا يمنع من كسب ثقة الناس ومحبتهم بفعل الخير، والعمل الجاد في خدمة الوطن والمواطنين.