دعت أوكرانيا الدول الغربية إلى تزويدها بأسلحة وذخائر تحتاج إليها بشدة بعد هجوم روسي جوي "كبير" تسبّب بمقتل خمسة أشخاص على الأقل. استهدفت الضربات الروسية خصوصاً العاصمة كييف حيث سقط حطام صاروخ على مبنى سكني، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعين آخرين. تزامناً ذكّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا حلفاء بلاده بوعودهم. واعتبر أن وضع تجديد التمويل الأميركي لكييف "مربك" فيما يقاوم النواب الجمهوريون إقرار حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا. إلى ذلك حضّت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي امس على اتّخاذ "خطوات عاجلة" لزيادة إيصال القذائف المدفعية التي تشدد كييف على حاجتها إليها للدفاع عن خط الجبهة في مواجهة روسيا. وطلب كوليبا من الاتحاد الأوروبي التوقيع على "عقود طويلة الأمد" مع شركات" أوكرانية دفاعية، و"إعادة توجيه العقود الحالية لتسليم قذائف إلى أوكرانيا" و"زيادة واردات الذخيرة من بلدان أخرى". من جهته اعلن مستشار الأمن القومي للبيت الابيض جايك ساليفان الاربعاء خلال زيارة لمقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل أن الولاياتالمتحدة "تستطيع وستواصل" تقديم المساعدة العسكرية الى اوكرانيا. وقال ساليفان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ "لا بديل من التزام الولاياتالمتحدة تقديم مستوى من الموارد يتيح لأوكرانيا أن تمتلك المدفعية وأنظمة دفاع جوي وقدرات اخرى تحتاج اليها". واعلن ستولتنبرغ بدوره أن "توافق (الكونغرس الاميركي) على مواصلة دعم اوكرانيا في مستقبل قريب" هو أمر "اساسي". وقال في حضور ساليفان إن دعم اوكرانيا "ليس عملا خيريا، بل يتصل بأمننا"، مضيفا أن "انتصارا روسيا سيضعفنا ولن يشجع موسكو فحسب، بل أيضا الصين وايران وكوريا الشمالية". جاءت الضربات الروسية الأربعاء بينما يجري مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل زيارة للعاصمة الأوكرانية. واضطر بوريل على غرار العديد من مسؤولي الدول الغربية الذين زاروا كييف خلال الحرب المستمرة منذ عامين، إلى التوجه إلى ملجأ في فندقه لدى بدء القصف . ودعا بوريل الأوروبيين إلى مساعدة أوكرانيا "مهما كلف الأمر". واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي الخميس الماضي في بروكسل على تقديم مساعدات إضافية بقيمة 50 مليار يورو على مدى أربع سنوات. وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن ست مناطق في أوكرانيا استُهدفت بالهجوم الروسي ، وهو الأكبر منذ نهاية يناير ونُفذ بإطلاق صواريخ ومسيّرات على دفعات عدة. وسُجّلت هجمات صاروخية وبمسيّرات أيضا في شمال شرق وجنوب البلاد كما في منطقة لفيف غربا، على بعد مئات الكيلومترات من خط الجبهة. وقال مسؤولون إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في القصف على المبنى السكني في كييف بينما لقي شخص حتفه في منطقة ميكولاييف الجنوبية. وأفاد القائد الأعلى للجيش الأوكراني فاليري زالوجني بأن روسيا استخدمت مسيّرات وصواريخ كروز وأخرى بالستية وأخرى مضادة للطائرات. وأوضح أن روسيا أطلقت ما مجموعه 20 مسيّرة و44 صاروخا في الهجوم الذي وقع صباحا، بينما أسقط سلاح الجو الأوكراني 15 من المسيرات و29 صاروخا. وفي وقت لاحق الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها شنت هجوما جويا بالصواريخ والمسيّرات ضد منشآت "تصنيع عسكري". وأكدت أنها حققت جميع أهدافها. ونفت موسكو مرارا استهداف مناطق مدنية في أوكرانيا رغم وجود العديد من الضربات الموثّقة على مبان سكنية وتأكيد الأممالمتحدة أن 10 آلاف مدني قتلوا منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، علما بأنه من المرجح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير. وأدى الهجوم على المبنى السكني المكوّن من 17 طابقا في حي غولوسييفسكي في جنوب كييف إلى تحطّم النوافذ في عدة طوابق بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الواجهة المدمّرة. وذكر وزير الداخلية إيغور كليمينكو بأنه تم إجلاء حوالى 60 شخصا. و دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تحويل جميع الأصول الروسية المجمدة إلى بلاده، التي تتعرض لهجوم من موسكو منذ ما يقرب من عامين. وفي خطابه المصور إلى الأمة مساء الأربعاء، قال إن الوقت قد حان "لإلحاق أقصى قدر من الخسائر الممنهجة بروسيا. وينطبق هذا على وجه الخصوص على الأصول الروسية المجمدة، سواء للحكومة الروسية أو للأفراد المرتبطين بها".