اليوم الذهاب إلى العلاج أو طلب الاستشارة ليس علامة ضعف، ولا شيء يدعو للخجل، ولكنه استبصار واعٍ بالحاجة إلى المساعدة واكتشاف قدراتك وإمكاناتك حتى تتمكن من العودة إلى المسار الصحيح... وأيضاً ليس من المهم أن يفهم الشخص أنه عند طلب المشورة أو المساعدة بأن الحالة وصلت إلى الحضيض أو أن تكون لديك حالة صحية عقلية متقدمة حتى يتمكن من الاستفادة من العلاج.. فقد يكون هناك شيء يزعجنا في الوقت الحالي، أو أننا بحاجة إلى بعض المساعدة والتوجيه في مجالات معينة من الحياة مثل رفع استحققنا وتوكيد ذاتنا وأيضاً احترام ذواتنا، أو تحسين تواصلنا وعلاقتنا، أو التخلص من مشكلات الماضي التي عادت إلى الظهور. اليوم يمكنك التحدث إلى المعالج النفسي حول أي شيء تمر به إذا كان له تأثير سلبي على حياتك فإذا وجدت أنك تعاني من مشكلات عاطفية متكررة تتداخل مع حياتك اليومية، فقد تستفيد من الذهاب إلى العلاج.. وربما قد تكون تشعر بالقلق بشكل عام أو تشعر بالإرهاق من كل شيء أو لديك إفراط في التفكير، وشعور وكأنك غير قادر على الانفصال عن أفكارك.. وكذلك قد ينتابك شعور بالضعف والبكاء أكثر من المعتاد.. وتغضب بسهولة وتكافح من أجل تنظيم عواطفك.. وأيضاً لديك رغبة في النوم أكثر أو أقل من المعتاد، وتعاني من تناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد.. وأيضاً يمكنك التحدث مع المختص عندما تتجنب الاختلاط بالآخرين، وعندما تشعر بعدم الاهتمام بالأنشطة أو الهوايات التي كنت تستمتع بممارستها وتكافح من أجل الذهاب إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة، وتشعر باليأس وكأنه لا يوجد مخرج.. أو قد تستخدم المؤثرات العقلية مواد مثل الكحول لمساعدتك على قضاء يومك.. أو تراودك أفكار بإيذاء نفسك أو تشعر وكأنك لا تريد البقاء في الحياة بعد الآن. اليوم مهما كان السبب إذا كانت هذه المشكلات أو المشاعر لها تأثير سلبي على صحتك وتؤثر على قدرتك على العمل في حياتك اليومية، فمن المهم أن تحصل على الاستشارة أو العلاج.. فالمساعدة تستخدم تقنيات مثبتة بالتجارب العيادية ومبنية على الأدلة لاستكشاف مشكلاتك ومساعدتك على العودة إلى المسار الصحيح... وكذلك ستزودك بالمهارات وآليات التكيف مدى الحياة، مما يعني أنك قادر على استخدام هذه الأدوات في المستقبل إذا شعرت أنك قد تواجه صعوبات.. كما أن فرصة التحدث بصراحة مع شخص مؤهل لا يصدر أحكاماً أو نصائح ويحافظ على سريتك يعد مفيدًا بشكل خاص إذا كنت تعاني من الصمت لفترة طويلة أو لا تشعر أنه يمكنك الانفتاح مع الأصدقاء أو العائلة بشأن ما تمر به.. كما يمنحك العلاج مساحة آمنة للتعامل مع مشكلاتك مع شخص موضوعي ومحايد ومتعاطف. اليوم تحسين علاقاتك مع الآخرين بمن في ذلك أحباؤك وزملاؤك يمكن أن يساعدك على تطوير المزيد من الوعي الذاتي حتى تعرف كيف يمكن أن تؤثر سلوكياتك على الآخرين، وقد يمكّنك أيضًا من التواصل بشكل أفضل مع الآخرين.. أيضًا، إذا كانت مشكلاتك نابعة من مشكلات تتعلق بالعلاقة أو الأسرة، فيمكن أن يساعدك العلاج على حلها والمضي قدمًا بطريقة صحية لتحسين تقديرك لذاتك.. كما يمكن أن يساعدك على تحديد أهداف لمستقبلك ويمكّنك من اتخاذ خطوات استباقية للأمام مما يؤدي ذلك إلى زيادة ثقتك بنفسك وقدرتك على تحمل مسؤولية مشاعرك ورفاهيتك.. كما أن فرصة معرفة المزيد عن نفسك قد يشمل ذلك معرفة كيف ساهم ماضيك في تشكيل هويتك الحالية، ولماذا تشعر بالطريقة التي تشعر بها؟ وما محفزات مشاعرك؟ إن تطوير فهم أكثر شمولاً لنفسك يمكن أن يساعدك على إدراك مشاعرك، وسبب ظهورها، وكيف يمكنك التعامل معها بشكل أفضل في المستقبل.