رحلت عنا والدتي منيرة محمد العبدالقادر إلى -رحمه الله- ذكرها كالعبق الزاكي في قلوب من عرفها، فقد أفضت إلى ما قدمت من أعمال صالحه، فهي في ضيافة أكرم الأكرمين تنعم بما ذخرت في حياتها لهذا اليوم، أصابها المرض في مستهل سنينها الجميلة، فضعف وهج ضوئها المنير. وبقيت لسنوات تستنهض بريق الحياة، حتى أتاها أمر الله وانتقلت إلى مستقر رحمته، تعلمت منها دروسا في الصبر والتحمل وقوة الإرادة، فبالرغم من جلل مصابها بالمرض، إلا أنها كانت مدرسة في الصبر واحتساب الأجر والحمد والشكر. رحلت ففاض الحزن، فكتبت وفاءً صديقتها أسماء الفوزان: ضجت مسامعنا وألمنا الخبر.. إذ قد رحلت إلى ديار الراحلين أيا منيرة كم لفقدك من ضرر.. ودعاؤنا يارب ألحقها بالمنعمين في دار خلد في جنان عاليات.. حيث الملائكة والأحبة والنبيين يبكيك أهلك بل وجارك والصديق.. فلقد تركت ذكراً يخلد في العالمين أحبت الجود والعطاء ومساعدة الآخرين فأحبها الناس؛ وخير دليل على ذلك جموع المحبين والمعزين والداعين لها. إلى جنات الخلد يامن تزهر الأرض بطيب قلبها وتصفو الحياة بصفاء نفسها وجميل أخلاقها. حزنت القلوب، فبكت العيون ولا يسعنا إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون). أسأل الله أن يجمعنا وإياها في مستقر رحمته.