* فجر الإيطالي مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي الأول في مؤتمره الصحفي قنبلة من النوع الثقيل شديدة الانفجار بحديثه حول استبعاد مجموعة من اللاعبين، أو تجاوز أسماءهم عند إعلان القائمة، إذ قد يكون الأمر مقنعا ومبررا إذا كان السبب بداعي الإصابة أو لرؤية فنية، لكن ما تحدث به المدرب خطير وخطير جدا حاضرا ومستقبلا، ويصنف أنه عقوق بحق الوطن من قبل هؤلاء اللاعبين الذين سماهم المدرب، وعائق كبير ومحبط للمشروع العالمي الحديث والكبير للكرة السعودية ورياضة الوطن بشكل عام، ولا يقدم على هذا التصرف الاستفزازي الاستهتاري إلا لاعب مستهتر بالفعل وعاق لوطنه، ولا يعي واجباته، وأن الهدف من صقل موهبته والصرف عليه ودعمه وتشجيعه منذ أن كان في درجة البراعم بناديه إلى أن وصل للفريق الأول هو إعداده لخدمة منتخب الوطن، والتشرف بالدفاع عن ألوانه وليس التخلي عنه والتفرغ للرحلات السياحية. * الوطن وولاة أمره خط أحمر، وكل مواطن يستدعى لخدمته يجب أن يلبي النداء والشرف له سواء كان المواطن عسكريا أو مهندسا أو طبيبا أو لاعب كرة أو يمتهن أي مهنة، فعند النداء يجيب بالسمع والطاعة للوطن وولاة أمره، وليس بالتهرب وفرض شروط أو التحجج بعدم الراحة في المعسكر، وما معنى تبرير عدم الراحة، وهل الجنود على سبيل المثال الذين على حدود الوطن بين الجبال أو في العراء تحت لهيب الشمس أو البرد القارس يجدون راحة؟، أو نفس الراحة التي يجدها اللاعب في فندق خمس نجوم حيث السكن الفاخر والمسابح والمطاعم، ناهيك عن المكافآت المالية المجزية لكنه الوطن الذي امتزج ترابه الطاهر بدماء شهدائه الزكية، ومع ذلك لم ينسحب أحد أو يتخاذل في الدفاع لأنه الوطن الذي أعطى كل شيء بعد الله الأمن والأمان وسعة الرزق والخير الوفير. * ظاهرة الاعتذار وإملاء الشروط في خدمة الوطن والدفاع عن ألوانه هي خذلان كبير ما بعده خذلان، وعقوق وخطأ لا يغتفر، وما حدث من هؤلاء اللاعبين ربما يصنف أنه يحدث لأول مرة في العالم، إذ لم نسمع من قبل أن هناك لاعبين رفضوا اللعب لمنتخبات أوطانهم إلا في ظروف معينة، ولا تتوافق مع حجم الولاء للوطن وتلبية الدعوة للدفاع عن ألوانه دون شرط أو قيد، وإن مرت هذه الظاهرة مرور الكرام ولم يعاقب هؤلاء بحزم ويكونوا عبرة لغيرهم فإن القادم سيكون أمر وأسوأ، وسيسير على نهجمهم لاعبون كثر في المستقبل، ولن نستغرب إذا طالب لاعبون في منتخب الشباب أو حاليا في الأولمبي نفس الطلبات من المدرب سعد الشهري الذي لن يرفض طلبات رأى صحتها في موافقة مدرب المنتخب الأول مانشيني وافق عليها. * اشتراط اللعب أساسيا أو التبرير بعدم الراحة أعذار غير مقبولة ولا يجرؤ هؤلاء اللاعبون أن يتحدثوا بها حتى مجرد الحديث مع رؤساء ومدربي فرقهم، فهناك العقاب ينتظرهم استغناء وحسم وتدريبات انفرادية وخلافها وفقدان لوظيفة ومرتب عال، ولم يدرك هؤلاء أن الوضع مع منتخب الوطن والدفاع عن ألوانه غير، ومختلف وهو شرف وطموح أكبر بكثير من المنافع الشخصية الوقتية والسفرات السياحية، وأن ما فعلوه هو زعزعة لمعسكر المنتخب وهو يشارك في بطولة قارية يسعى فيها الأخضر لاستعادة أمجاده والتربع على عرشها من جديد. * في النهاية تحدث المدرب بحرقة، وعلق وتبقى دور الاتحاد السعوي لكرة القدم الذي يفترض أن يقول كلمته القوية بعد دراسة مستفيضة ويعاقب كل مقصر في حق الوطن ولا يجعل الأمر يمر مرور الكرام، وأن هؤلاء اللاعبين آمنوا العقوبة فأساؤوا الأدب مع وطنهم وجعلوا الإعلام في العالم ومواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بخبر لاعبي المنتخب السعودي وعلى لسان مدربهم الإيطالي مانشيني يتهربون من خدمة منتخب بلادهم، وهنا لا بد من تطبيق النظام وعدم إتاحة المجال لأي تدخل عاطفي أو ميول لمنع العقاب المفترض لمثل هكذا أخطاء وعقوق وتقصير بحق هذا الوطن الكبير الذي تقودها قيادة حكيمة ونادرة تسهر الليالي في سبيل إسعاد المواطن ورفاهيته وتدعم بقوة معنويا وماديا كل قطاعاته من أجل تطويرها ووصولها إلى أعلى المستويات بما فيها الرياضة، وتحديدا كرة القدم الذي أعدت له مشروعا عالميا حديثا وصرفت عليه ميزانية ضخمة استقطبت من خلالها أفضل محترفي كرة القدم في العالم والأجهزة التدريبية والطبية واللياقية وحتى الإدارية الخبيرة لكي ينجح هذا المشروع الكبير الذي لن يعيقه ما فعل هؤلاء اللاعبون الذين خذلوا الجميع بتصرفهم الخاطئ، وعلى الإعلام بمختلف فئاته المرئي والمقروء والمسموع والإلكتروني المشاركة والمسارعة في النقد الهادف البناء الموضوعي لهذا الأمر بما يتفق ومصلحة الوطن، بعيدا عن تأثير العاطفة والميول بالدفاع عن المخطئ وتبرئته وصرف الأنظار بأمور ومواضيع بعيدة!