بعد نشرها آلاف العسكريين في جميع أنحاء البلاد، تواصل حكومة الإكوادور حملتها الحازمة ضد العصابات الإجرامية المرتبطة بتهريب المخدرات التي ترهب البلاد منذ أربعة أيام، وستتلقى دعما من الولاياتالمتحدة "للعمل معا". ونشر أكثر من 22400 عسكري في دوريات برية وجوية وبحرية وعمليات تفتيش وعمليات شاملة في السجون مما يدل على أن حكومة الرئيس الجديد دانيال نوبوا ليست مستعدة للاستسلام لمحاولات الترهيب من قبل العصابات الإجرامية. وقال وزير الدفاع جيان كارلو لوفريدو الخميس على وسائل التواصل الاجتماعي محذرا "أرادوا زرع الخوف لكنهم أيقظوا فينا شعورًا بالغضب. اعتقدوا أنهم سيخضعون بلدا بأكمله ونسوا أن القوات المسلحة مدربة على الحرب". وفي حربها ضد العصابات، ستتلقى الإكوادور دعما من الولاياتالمتحدة. فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن الجنرال لورا ريتشاردسون رئيسة القيادة الجنوبية الأميركية وعددا من كبار المسؤولين المدنيين سيزورون البلاد في الأسابيع المقبلة "ليدرسوا مع نظرائهم الإكوادوريين طريقة العمل معًا بفعالية لمواجهة التهديد الذي تشكله المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية". من جهة أخرى، عرض الرئيس الإكوادوري على البرلمان رفع ضريبة القيمة المضافة من 12% إلى 15% من أجل تمويل "النزاع المسلح الداخلي". وقدم نوبوا الخميس للجمعية الوطنية حيث يشكل الحزب الحاكم أقلية، مشروع القانون الذي ينص على أن "الهدف منه هو معالجة النزاع المسلح الداخلي والأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها الإكوادور والتي أدت إلى تفاقم الوضع المالي الصعب بالفعل". وأمام البرلمان الذي وافق من قبل على مبادرات للرئيس، 30 يوما لاتخاذ قرار بشأن هذا الاقتراح. * حراس مسجونون - تقوم الشرطة والجيش بدوريات مكثفة في الشوارع لكن الوضع أكثر حساسية في السجون حيث تحدثت إدارة السجون الخميس عن احتجاز 39 من موظفيها رهائن في سبعة سجون، ليصل العدد الإجمالي إلى 178 بين حراس وموظفين إداريين. وقالت إدارة السجون أيضا أن سجناء يطلقون النار على القوات المسلحة من السجون أيضا. وأعلن الرئيس دانيال نوبوا الخميس أنه ينوي بهدف معالجة مشكلة اكتظاظ السجون، إعادة 1500 سجين كولومبي إلى الحدود، مشيرًا إلى "اتفاقيات دولية" في هذا المجال. وترفض كولومبيا هذا الإجراء الأحادي وتؤكد أن هذا يمكن أن يؤدي عمليا إلى إطلاق سراح هؤلاء السجناء. وتضم الإكوادور 36 سجنًا بسعة قصوى تصل إلى 30200 شخص. وكشف إحصاء أجري في 2022 أن هذه السجون تضم 31300 معتقل بينهم 3200 أجنبي. وعلى الرغم من استئناف النشاط ببطء في المدن الرئيسية في البلاد، ما زال عدد كبير من المتاجر مغلقا ووسائل النقل العام بطيئة، وتعقد الجامعات والمدارس فصولاً افتراضية، وأصبح العمل عن بعد هو القاعدة عمليا. استؤنف البث من التلفزيون العام في غواياكيل (جنوب غرب) ظهر الخميس بعدما هاجمه مسلحون خلال بث مباشر الثلاثاء واحتجزوا صحافيين رهائن وجرحوا اثنين من الموظفين. وقال مذيع وقد بدا عليه التأثر "شكرًا لكم جميعا على رسائل الدعم التي أرسلتموها! ... شكرا للشرطة والجيش على عملهم الاحترافي الذي لا تشوبه شائبة". اندلعت موجة العنف مع هروب أدولفو ماسياس زعيم عصابة تشونيروس والملقب "فيتو" من سجن غواياكيل الذي يخضع لحراسة مشددة، وحدوث تمرد في عدد من سجون البلاد، مما أثار ردا قاسيا من الرئيس دانيال نوبوا (36 عاما) الذي انتخب الخريف الماضي بناء على وعود باعادة الأمن في البلاد. وأعلن أصغر رئيس في تاريخ الإكوادور الإثنين حالة الطوارئ لمدة ستين يوما في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في السجون التي أصبحت مراكز عمليات لمهربي المخدرات. وأكد نوبوا الأربعاء "نحن في حالة حرب ولا يمكننا الاستسلام لهذه المجموعات الإرهابية". وأضاف "نحن نقاتل من أجل السلام الوطني، ونقاتل أيضًا ضد مجموعات إرهابية تضم اليوم أكثر من عشرين ألف عضو". وتخوض هذه المنظمات حروبا ضد بعضها البعض لتسيطر على أراض لكنها متحدة في مواجهة الدولة. وكان "فيتو" هرب من قبل من سجن يخضع لحراسة شديدة في 2013، قبل أن يُلقى القبض عليه مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر. وتصدر اسمه عناوين الصحف مطلع آب/أغسطس بعد اغتيال مرشح رئاسي تحدث عن تلقيه تهديدات بالقتل من زعيم "تشونيروس". وأصبحت هذه العصابة التي يبلغ عدد أفرادها نحو ثمانية آلاف حسب خبراء، اللاعب الرئيسي في تجارة المخدرات المزدهرة في الإكوادور. * مطاردة الوشوم - تنشر كل يوم مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر عمليات قتل وحشية لأفراد قوات الأمن وعمليات نهب وهجمات مفترضة. ونفت الشرطة صحة هذه الصور التي تثير خوف السكان. وقالت السلطات إن حصيلة القلى بلغت 16 شخصا. وفي غواياكيل أخطر مدينة في البلاد، ظهر عدد قليل من المارة في الشوارع الخميس، بينما أعادت الإدارات المحاطة بسياج من جميع الجوانب فتح أبوابها، كما ذكر مراسل لفرانس برس. وقال موقع "بريميسياس" الإخباري إن قوات الأمن تشن "حملة مطاردة للوشوم" إذ تدقق في الوشوم على أجسام الأشخاص لتحديد انتمائهم إلى أي عصابة. وتشهد الإكوادور التي كانت بلدا آمنا أعمال عنف بعدما أصبحت نقطة تصدير رئيسية للكوكايين المنتج في البيرو وكولومبيا المجاورتين. وقد شهدت ارتفاعا في جرائم القتل بنسبة 800 بالمئة بين 2018 و2023، وارتفاعا في معدلاتها من ستة إلى 46 لكل مئة ألف نسمة. في 2023، سجّلت في الإكوادور 7800 جريمة قتل وضبطت 220 طنا من المخدرات.