أكد اقتصاديون ل"الرياض"، أن استحواذ المملكة على 52% من إجمالي الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام 2023م، يؤكد متانة الاقتصاد السعودي وسيطرته على اقتصادات المنطقة وقدرته على تحقيق نمو استثنائي في جميع قطاعاته الاقتصادية، وتنافسيته العالية وقدرته الفائقة في جذب الاستثمارات النوعية. في الوقت الذي كشف تقرير عن تصدر المملكة نظراءها بالمنطقة، بوصفها الأعلى من حيث قيمة الاستثمار الجريء في عام 2023م الذي شهد تنفيذ استثمارات بقيمة قياسية بلغت 5.2 مليارات (1.4 مليون دولار) في شركات ناشئة سعودية، محققًا نموًا بنسبة بلغت 33% مقارنة بعام 2022، رغم تراجع الاستثمار الجريء إقليميًا وعالميًا، ومتجاوزة حاجز المليار دولار للسنة الثانية على التوالي. وأكد التقرير الصادر عن MAGNiTT منصة بيانات الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة، وبرعاية من SVC، أن المملكة استحوذت على الحصة الأكبر التي بلغت 52% من إجمالي الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2023 مقارنة ب30% في عام 2022، كما شهد عام 2023 رقمًا قياسيًا للصفقات الضخمة (التي تتجاوز 100 مليون دولار) في المملكة التي بلغت 879 مليون دولار (3.3 مليارات ريال) عبر أربع صفقات، مع استحواذ صفقات الشركات السعودية على 76% من إجمالي الصفقات الضخمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2023. وبين التقرير أن قطاع التقنية المالية في المملكة كان الأعلى من حيث قيمة الاستثمار الجريء وعدد الصفقات في عام 2023، حيث استحوذ القطاع على 51% من إجمالي الاستثمار الجريء في المملكة بقيمة 704 ملايين دولار (2.6 مليار ريال) عبر 30 صفقة. وقال الرئيس التنفيذي عضو مجلس إدارة SVC الدكتور نبيل كوشك: "إن استمرار منظومة الاستثمار الجريء بالمملكة في نموها المتسارع خلال السنوات الماضية لتصل إلى رقم قياسي جديد في عام 2023، وتصدرها للمشهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إنجاز تاريخي غير مسبوق، يأتي انطلاقًا من سعي المملكة نحو تحقيق رؤية 2030 وإيمانًا بأهمية تعزيز ريادة الأعمال وتحفيز الاستثمار في الشركات الناشئة، حيث تم إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج التي أثمرت تطوّر مشهد الاستثمار الجريء في السعودية بسرعة غير مسبوقة". وأشار كشك، إلى أن استحواذ المملكة على الحصة الأكبر من إجمالي الاستثمار الجريء في المنطقة في عام 2023 يؤكد جاذبية السوق السعودي، ويعزز بيئتها التنافسية، ويرسخ قوة اقتصاد المملكة كونه أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الإصلاحات الاقتصادية والاستثماريّة وفي هذا الشأن قال ل"الرياض" فضل البوعينين، عضو مجلس الشورى، لم يكن مستغربا تصدر المملكة نظراءها بالمنطقة، بوصفها الأعلى من حيث قيمة الاستثمار الجريء واستحواذها على نسبة 52% من إجمالي الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2023 مقارنة ب30% في عام 2022. وهو تطور مهم يعكس حجم الإصلاحات الاقتصادية والاستثماريّة الشاملة التي كانت جزء من مستهدفات رؤية 2030 والحراك الاقتصادي، إضافة إلى استكمال البيئة التشريعية وتسهيل إجراءات اصدار التراخيص والدعم الذي توفره الحكومة للقطاع الخاص بصفته شريك رئيس في التنمية، ما ساهم في رفع تنافسية السوق السعودية وقدرتها على جذب الاستثمارات الجريئة، إضافة إلى ذلك، فالحكومة باتت محفزة لقطاع الاستثمار الجريء ومشاركة أيضا فيه من خلال الصناديق المتخصصة التي توفر الدعم، أو الشراكة الاستثمارية المباشرة خاصة في القطاع المالي والتكنولوجي. وأكد البوعينين، أن هذا الإنجاز التاريخي يحسب للمملكة وللحكومة التي تعمل بكفاءة لتحقيق مستهدفات الرؤية وتحفيز المشروعات الناشئة والمبادرات النوعية، ومن المهم الإشارة إلى المبادرات والبرامج التي تم إطلاقها وساهمت في تعزيز الاستثمارات عموما والاستثمار الجريء على وجه الخصوص. وأوضح جمال بنون، محلل اقتصادي، ان المملكة أولت الاستثمار الجريء أهمية بالغة قبل عدة سنوات، من خلال الاستثمار المباشر في هذه القناة الاقتصادية، مشيراً الى أن المملكة خصصت رأس مال ضخم للغاية، ووضعت أولوية للاستثمار في المجالات التقنية والبرامج الالكترونية، لافتا الى ان المملكة حرصت على الاستثمار في هذه القطاعات، نظرا لوجود الإمكانيات المالية والسيولة اللازمة، فيما قد يكون القطاع الخاص لا يحبذ الاستثمار في هذه المجالات الاستثمارية، باعتبارها من الاستثمارات الجريئة وذات مخاطر عالية، ويرى أن المملكة من خلال الاستثمار الجريء تمكنت من تحقيق الكثير من المكاسب عبر التركيز على التقنيات المالية والتطبيقات، وكذلك في الابتكارات المتنوعة، لافتا الى ان المملكة استطاعت تحقيق نجاحات على المستوى العالمي لتتجاوز منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، مشيراً الى أن المملكة تعتبر من الدول الرائدة في الاستثمار الجريء. وذكر بنون، أن الاستثمار الجريء (Venture Capital) عبارة عن شكل من أشكال تمويل الأسهم الخاصة يدعم فيها المستثمرون الشّركات النّاشئة لتكون لها أرباح طويلة المدى، لافتا إلى أن مجالات الاستثمار الجريء بمثابة عجلة استثمار تسمح لروّاد الأعمال بالتّحصّل على المال لازدهار الشركات علي المدى القصير، وتسمح للمستثمرين بزيادة الثروات علي المدى البعيد. وقال سعد ال ثقفان، عضو مجلس ادارة جمعية الاقتصاد السعودية، إن حصول المملكة على القيمة الأعلى من حيث الاستثمار الجريء في عام 2023م نتاج ما قامت به المملكة من برامج مختلفة في جميع القطاعات لإحداث تغيرات هيكلية في الاقتصاد وتعديلات تشريعية لجعل الاقتصاد السعودي جاذب للاستثمارات والأعمال الناشئة، وهذا ما تحقق بالفعل مع وصول حجم الاستثمار الجري الى رقم قياسي جديد، والمتوقع له ان ينمو بشكل كبير في السنوات المقبلة، ولذلك آثار اقتصادية سوف تتحقق عبر المساهمة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وخلق الوظائف ودخول أعمال جديدة في قطاعات جديدة وواعدة. يذكر أن SVC هي شركة استثمارية تأسست عام 2018م وتابعة لبنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أحد البنوك التنموية التابعة لصندوق التنمية الوطني، وتهدف الشركة إلى تحفيز واستدامة تمويل الشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة من مرحلة ما قبل التأسيس إلى ما قبل الطرح الأولي للاكتتاب العام عن طريق الاستثمار بالصناديق والاستثمار بالمشاركة في الشركات الناشئة. جمال بنون سعد ال ثقفان فضل البوعينين