في 25 من إبريل عام 2016م، أطلقت المملكة العربية السعودية رؤية 2030، وهي رؤية طموحة عبر ثلاث ركائز رئيسة مجتمع حيوي الذي يسعى إلى توفير الرفاهية والازدهار للمواطنين وزيادة اعتزازهم بتاريخهم وتراثهم من خلال توفير نمط حياة صحي مستدام وأنظمة رعاية صحية واجتماعية فعالة، اقتصاد مزدهر بحيث ينعم الجميع بفرص متعددة للنجاح عبر بيئة عمل داعمة للقطاعات والاستثمار في التعليم استعدادًا لوظائف المستقبل، ووطن طموح يلتزم بالكفاءة والمسؤولية تديره حكومة فعالة عالية الأداء تتسم بالشفافية وتخضع للمساءلة على جميع المستويات. تعد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 خارطة طريق ذات استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة والتحول الاقتصادي، وخلال السبع سنوات الماضية، شهدت المملكة نجاحات كبيرة في تحقيق ركائز الرؤية من خلال العديد من الإنجازات المبتكرة الواعدة. ففي مجال التنمية الاقتصادية شهدت السعودية تنوعاً هائلاً في مصادر الدخل، أدى إلى انخفاض الاعتماد على النفط وارتفاع نسبة الناتج المحلي. وشهدت القطاعات الأخرى مثل السياحة والترفيه والصناعة والتقنية تعزيزاً اقتصادياً فريد. وعلى ضوء ذلك تم تأسيس مشاريع ضخمة بإطلاق العديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى: مثل مشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية، ومشاريع الطاقة المتجددة مما ساهم في تحقيق نمو اقتصادي زاخر. وفيما يتعلق بالتحول البيئي والاستدامة اتخذت مملكتنا إجراءات رئيسة للحفاظ على البيئة وتطوير مواردها الطبيعية، وتم تنفيذ خطة شاملة لتحسين جودة الهواء والمحافظة على الموارد المائية وتعزيز حماية البيئة ولعل مبادرة الرياض الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر أكبر دليل على المساهمة البارزة في تحقيق ذلك التحول مما سوف يؤدي إلى انخفاض الانبعاثات الكربونية. وفي مجال الخدمات الحكومية شهدت المملكة العديد من التحسينات والتطويرات، حيث تم إطلاق العديد من الخدمات الإلكترونية التي سهلت على المواطنين والمقيمين الحصول على الخدمات الحكومية بإطلاق مبادرة (التحول الرقمي)، والتي تهدف إلى رقمنة جميع الخدمات الحكومية في جميع القطاعات مما حقق تقدم مؤشر التحول الرقمي ونتيجة لذلك تم الارتقاء بالخدمات المقدمة وتعزيز كفاءة العمل الحكومي. وأما نطاق التعليم فقد حققت المملكة تقدمًا كبيرًا في تحسين جودة التعليم، فتم إطلاق العديد من المبادرات لتعزيز التعليم التقني والمهني، وفي تفعيل البحث العلمي والابتكار وتوليد الشغف اتجاههما، والتركيز على الطلبة الموهوبين في استحداث برامج مكنتهم من تمثيل المملكة بالمشاركة في العديد من الأولمبياد عالمية. وفي مجال الصحة تم إطلاق العديد من المبادرات لتحسين جودة الرعاية الصحية والتوسع واستحداث العديد من المستشفيات والمراكز الطبية. وتم إطلاق برنامج جودة الحياة الذي هدف إلى تحسين سبل العيش وزيادة فرص العمل والترفيه مما أسهم في تحسين نمط الحياة وبناء مجتمع مثالي، ومن خلال تطوير البنية التحتية للمدن والمبادرات في مجال التنمية الاجتماعية والتوعية للمجتمع، وإقامة البرامج في مجال الثقافة والتراث أدى أيضاً إلى تفعيل البرنامج. وفي نطاق الرياضة قامت المملكة بتنظيم العديد من البطولات والمسابقات العالمية التي حققت نجاحات مميزة. بالإضافة إلى ذلك، عززت المملكة العلاقات الدولية من خلال توسيع التعاون الدولي في مختلف المجالات، وشهدت السعودية استضافة العديد من القمم المهمة التي لها تأثير على المستوى الإقليمي والدولي وأيضاً استضافة الفعاليات والمؤتمرات العالمية، مما حقق إبراز مكانتها الدولية وتعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي. حقًا سبع سنوات ماضية مبهرة، حققت عدة إنجازات مهمة عبر تنوع اقتصادي كبير، وتنمية البنية التحتية وتطوير القطاعات الصناعية والتقنية والاستثمار في الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة مستدامة والرفاهية للمواطنين والمقيمين. تعكس هذه الإنجازات التزام المملكة بتحقيق رؤيتها الاستراتيجية وتعزز مكانتها الدولية كقوة اقتصادية وثقافية ومما لا شك فيه إن هذه الإنجازات تدل على مدى النجاح الذي حققته الرؤية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وبهمة وإلهام سمو ولي العهد حفظهما الله والإرادة القوية والعزيمة الصادقة للشعب السعودي، وبتكامل وتعاون جميع القطاعات، فإن المملكة العربية السعودية قادرة على تحقيق كامل مستهدفات رؤية 2030.