التنمر كله شر، وفي بعض صوره يصلح أن نسميه (تنمر وحشي) لأنه يؤدي إلى جريمة بلا أدلة ملموسة تستطيع إدانة الجاني، ومن صوره الشائعة في المدارس أن يكون الأهل طرفا في التنمر من خلال تحريض ابنهم على التنمر على زميله في الصف، إلى جانب تشويه سمعة الولد في المجموعات الواتس وبأي وسيلة، بالإضافة إلى جر مشكلات الطالب وجعلها وسيلة ضغط على الإدارة المدرسية. وقد يسهم في صب الغاز على النار تحذير بعض المدرسين لأولياء الأمور من صحبة ابنهم لطالب، وكان الواجب إحالة المشكلة إن وجدت إلى المرشد الطلابي وتبقى الحلول في دائرته لاختصاصه. ونتيجة لهذا النوع من التنمر (الوحشي) تتسع دائرة الخلاف وتصل إلى الأسر وتتجاوز الطالبين الذين كانا سبب الخلاف إلى زملائهما ثم تصبح حديث الصف وأولياء الطلاب وهدر جهود المدرسة، مع أنها في الأصل سهلة الحل خاصة في المراحل العمرية الصغيرة، ويقترب الحل إذا سعى البيت والمدرسة في الحل. وأخيرا فمن يغتاب طفلا أو مراهقا أو طالبا أي كان بهذا النوع من النصائح والتي هي في حقيقتها (تنمر وحشي) نقول له: إما أن تكون جاهلا بطرق التربية والتوجيه والإصلاح أو أنك لا تريد سوى الانتقام والتشفي، وفي كلا الحالين فقد ارتكبت إثما محرما بصريح كتاب الله فلتنزع عن تلك الأفعال المشينة، والتي ينتج عنها إفساد المجتمع، واتق الله وخف من (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).