وفق ما نشر مؤخراً نقلاً عن دراسة شملت أكثر من خمسة عشر ألف طالب في المرحلة الثانوية ومن عدة مناطق، جاء فيها أن " 48 % من طلبة المرحلة الثانوية تعرضوا للتنمر من أقرانهم، وبينت الدراسة أن أشكال التنمر تتنوع بين التنمر اللفظي، والجسدي، ثم الإلكتروني".. في ظني أن التنمر يأخذ أشكالاً وصوراً متعددة فهناك تنمر في مكان العمل، وهناك تنمر في المدارس، وهناك تنمر مسكوت عنه وهو ما يحدث في المنازل من الوالدين بحق أطفالهم ومن الأطفال بحق بعضهم البعض. وهناك تنمر في الطريق يفعله بعض قائدي السيارات.. فعندما تكون في مسارك تقود سيارتك باطمئنان تفاجأ بمن يضغط عليك خلال القيادة ليدفعك لكسر أنظمة المرور أو قطع إشارة أو عندما ينحرف عليك بهدف إخافتك فهذا بخلاف أنه انتهاك لنظام السير والمرور فهو ممارسة قبيحة للتنمر هدفها ترهيبك وإدخال الخوف إليك.. وفي حالة التنمر المدرسي التي أفصحت عنها الدراسة لعلنا نقترح على وزارة التعليم اطلاق مرصد مدرسي للتنمر يرصد حالات التنمر ويفنّد نوعياتها، ويحدد أشكالها، ثم يدرسها ويحللها ويقترح الحلول للحد منها.. وقد تتطور الفكرة فيما بعد إلى إطلاق مرصد وطني للتنمر هدفه رصد كل ممارسة لفظية أو فعلية تدخل في نطاق ظاهرة التنمر.. ويكون هدفه الرصد وجمع معلومات دقيقة عن الظاهرة ثم البحث والدراسة والتحليل وصولاً إلى اقتراح حلول لمواجهتها وبرامج توعية للتوحد منها.. ذلك أنه حتى هناك من لا يعتقد أن ما يفعله بحق زميله أو زميلتها أو بحق أخيه وأخته أو بحق ابنه هي أشكال من صور التنمر التي يعاقب عليها القانون.. كما أن هناك من قائدي السيارات من لا زال يعتقد ويجادل أن ما يفعله أثناء قيادته للسيارة من مضايقة الآخرين وإدخال الخوف في نفوسهم هي من صور التنمر التي يتصدى لها النظام.. فهل نرى مرصد التنمر قريباً؟.