يحق لنا نحن السعوديين أن نسعد بما حققته المملكة من تقدم عالمي في كل المجالات، شهدته مناطق البلاد بلا استثناء، ولمسه المواطن والمقيم والمتابع على أرض الواقع، كما يحق لنا أن نفتخر بقيادتنا وشعبنا اللذين سلكا طريق التغيير والتحديث طوعاً، بالتزامن مع إعلان رؤية 2030 قبل سبع سنوات، وحققا فيه الكثير من التألق والنجاح بشهادة المنظمات الدولية. شعرت بهذا المضمون، عندما استمعت إلى الخطاب الملكي السنوي، الذي ألقاه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، وكان سموه يعدد أمام أعضاء المجلس والمواطنين، سلسلة الإنجازات التي حققتها المملكة فيما مضى من سنوات الرؤية الطموحة، ويبشر بسلسلة أخرى من الإنجازات في قادم السنوات، راسماً صورة زاهية وجميلة لمستقبل المملكة ومكانتها الدولية وسط الدول الكبرى. لا أبالغ إذا أكدت أن الخطاب الملكي السنوي في مجلس الشورى، كان يتابعه الكثيرون في الداخل والخارج، ليس لسبب سوى أنه يعكس سياسة المملكة الداخلية والخارجية، ويشكل خارطة طريق، يسير مجلس الشورى على نهجها بخطى ثابتة، لرسم ملامح المرحلة المقبلة التي يتعامل معها المجلس من خلال المضامين السامية على الأصعدة الداخلية والخارجية الإقليمية والدولية كافة؛ كما أن الخطاب بمثابة دستور يسير على هديه المجلس في أداء رسالته في خدمة الوطن والمواطن، يضاف إلى هذا وذاك أن الخطاب يعكس تقدير القيادة الرشيدة للدور الوطني الذي يقوم به المجلس في اقتراح الأنظمة والقوانين وتطوير البنية التشريعية للجهاز الحكومي والإداري للدولة، بما يواكب متطلبات رؤية السعودية 2030، ويلبي تطلعاتها المستقبلية ومستهدفاتها الوطنية. الخطاب الملكي يؤكد حقائق مهمة، ينبغي الإشارة إليها، (أولاها) أن المملكة تحت مظلة الرؤية، أخذت قرارها بالتغير والتحديث ومواكبة كل جديد، و(ثانيها) أن أي تحديث في المملكة لابد أن يلامس عنان السماء، ويبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون، وثالثها أن المملكة حققت حتى اليوم الكثير من التطلعات المعلنة في الرؤية، التي ما كان لها أن تُبصر النور، لولا الآلية التي اتبعها ولي العهد في تحفيز المواطن على أن يكون عماد هذا التغيير وتحقيق الأهداف المرجوة، و(رابعها) أن ما تحقق من إنجازات ما هي إلا بداية لقصة نجاح سعودية لم تكتمل بعد، وأن لهذه القصة بقية، سترويها ما تبقى من سنوات الرؤية الطموحة. ولم يكن من الصدفة أن يركز ولي العهد في خطابه على الإنجازات الاقتصادية للمملكة، لما لها من تأثير إيجابي على بقية القطاعات الأخرى، خاصة أن هذه الإنجازات جاءت بشهادة من المنظمات الدولية، التي رأت أن آلية التغيير في المملكة تكشف عن دولة متطورة، تتوسط منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تشارك دول العام الأول اهتماماته وملفاته، وأن هذه الدولة قادمة لا محالة إلى صدارة المشهد الدولي، بعزيمة قادتها، وإصرار شعبها.