الإنقاذ الدولية: وقف القتال الطريقة الوحيدة لحماية أرواح الفلسطينيين تواصل إسرائيل الإثنين قصف قطاع غزة بكثافة في اليوم الثمانين من حرب لا تسمح للمدنيين المهددين بمجاعة بالتقاط أنفاسهم على الرغم من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار. وفي وقت مبكر من الإثنين، أسفر قصف عن مقتل 12 شخصا بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط)، حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن عمليات قصف مكثفة جرت ليلا في رفح وخان يونس بجنوب القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما والمطوق بالكامل منذ أكثر من شهرين. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن قصفا في خان يونس (جنوب) أودى بحياة 18 شخصا على الأقل. واستشهد سبعون شخصا على الأقل في غارة على مخيم المغازي للاجئين الأحد، حسب حكومة حماس. وردا على سؤال لفرانس برس، قال الجيش الاسرائيلي إنه "يحقق" في هذا "الحادث" ويحترم القانون الدولي. في الجانب الاسرائيلي، قتل أكثر من 15 عسكريا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وصباح الإثنين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين آخرين مما يرفع إلى 156 حصيلة خسائر قواته على الأرض في غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد "ندفع ثمنا باهظا جدا للحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال". وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد الهجوم غير المسبوق والعنيف الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر الماضي. وحيث ترتفع حصيلة شهداء حرب غزة في كل ساعة، كما تتزايد الضغوط الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بصورة مطردة. وفي الوقت نفسه، يعرب الإسرائيليون العاديون عن المزيد والمزيد من الشعور بالإحباط بسبب الاتجاه الذي تسير فيه الحرب الأكثر دموية حتى الآن ضد حركة حماس. وأفادت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الاميركية في تقرير لها، بأنه رغم ذلك، فإنه مع قرب انتهاء العام، ليس من الواضح ما إذا كانت مجموعة العوامل هذه ستؤدي إلى توقف مؤقت في أعمال القتال التي تتسبب في خسائر بشرية هائلة، وتؤدي إلى تقليص الدعم لأميركا في جميع أنحاء العالم، كما تهدد بالتأثير على نتائج الانتخابات الأميركية المقررة في الخريف المقبل. ويشار إلى أن حصيلة الشهداء في غزة، والتي تفاقمت بسبب واحدة من أكثر حملات القصف المكثفة في تاريخ الحروب الحديثة، وصلت إلى رقم قياسي موحِش يوم الجمعة الماضي، بعد أن تجاوز عدد القتلى ال20 ألفا. كما أشارت الأممالمتحدة إلى أن النساء والأطفال يمثلون نحو ثلثي عدد القتلى الفلسطينيين. وفي أحدث إظهار لمقاومة الدعوات الأميركية لوقف سقوط الضحايا بين المدنيين، قال نتنياهو للرئيس الأميركي جو بايدن، في مكالمة هاتفية أجريت السبت، إن إسرائيل "ستواصل الحرب حتى يتم تحقيق جميع أهدافها"، بحسب ما ذكره مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي. كما سعى نتنياهو إلى تصوير ما اعتبر على نطاق واسع أنه توبيخ علني نادر لإسرائيل من جانب الولاياتالمتحدة، على أنه إظهار للتضامن: وهو قرار إدارة بايدن يوم الجمعة بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يطالب بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، أن الدعم القوي لإسرائيل من جانب إدارة بايدن، تراجع قليلا، في ظل تزايد النداءات العاجلة المطالبة بوقف الأعمال العدائية، محليا، ومن بينها قاعدة بايدن في الحزب الديمقراطي، وذلك قبل 11 شهرا من إجراء الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة محتدمة، وبين العديد من حلفاء الولاياتالمتحدة. ومن جانبها، رحبت منظمات الإغاثة بقرار الأممالمتحدة الصادر يوم الجمعة، إلا أنها قالت إنه أقل كثيرا بشكل مؤسف، من تلبية الاحتياجات المطلوبة. ويعيش مئات الآلاف من سكان غزة، الذين نزحوا من بيوتهم بدون ما يكفيهم من الغذاء أو الماء بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي، في ظل البؤس والمرض. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، إن عدم المطالبة بوقف إطلاق النار، هو أمر "غير مبرر". وأكدت لجنة الإنقاذ الدولية ما أعلنته العديد من المنظمات الأخرى، حيث قالت: "نؤكد أن الطريقة الوحيدة لحماية أرواح الفلسطينيين بالكامل، وتمكين الاستجابة الإنسانية الكافية وتوفير أفضل فرصة لإطلاق سراح الرهائن، هي وقف القتال".