في مساء شاعري عنوانه الوفاء ووسط حضور لافت، نظمت جمعية التنمية الأهلية بمركز قَنا بمحافظة محايل عسير أمسية ثقافية بالمركز الحضاري بالشرايا جمعت الشاعر محسن السهيمي والناقد الدكتور عبدالرحمن المحسني وأدارها باقتدار عبدالرحمن الثوباني، في حيثيات الأمسية أن الشاعر السهيمي جاء إلى قَنا مُعلمًا عام (1410ه) فاستهوته إنسانًا ومكانًا فكتب فيها قصائد البدء والدهشة ثم قصائد الفراق ثم قصائد المناجاة وكان آخرها قصيدته (سلام على الفَهْم) المنشورة في الملحق الثقافي بهذه الصحيفة "الرياض" وهي القصيدة التي جعلت الناقد المحسني يشير على السهيمي بإصدار ديوان يجمع شتات قصائده عن قنا وهو الأمر الذي تحقق حينما أصدر أخيرًا ديوانه (قَنا.. قوافٍ وشجن) عن طريق أدبي أبها، وهو ما جعل مثقفي قنا والأهالي يبادلون السهيمي وفاءً بوفاء فكانت هذه الأمسية الثقافية الاحتفائية بالشاعر وديوانه. بدأت الأمسية بحديث السهيمي عن قصته مع قنا التي ما تزال متوهجة منذ (35) عامًا وعن إرهاصات ديوانه، ثم كانت فاتحة الأمسية مصافحة لقَنا بقصيدة جديدة عنوانها (قَنا يَعود الهوى) وجاء فيها: قَنَايَ.. إليكِ يَعُودُ الهَوَى سَلِيهِ: فُؤادُ الفَتَى ما طَوَى؟ قَنايَ.. أتاكِ الفَتَى ظَامِئًا فكنتِ المَعِينَ لهُ فارْتَوَى وقامَ يُغَنِّي بِسَمْعِ الزَّمانِ جَمالَ المكانِ وما قَد حَوَى وظلَّتْ طُيُوفُكِ في ناظِرَيهِ تَلُوحُ فتُذْكِي لهِيبَ النَّوَى وهَا قَد أتاكِ وفي كَفِّهِ كتابُ الوفاءِ بحِبْرِ الجَوَى ثم قرأ عددًا من قصائد الديوان ومنها قصيدة (ارتهان) وجاء فيها: أَتَيتُ أَعزِفُ في لُقياكِ أُغْنِيتِي يَصوغُها الوجدُ ألحانًا على شِفَتِي أتيتُ أحملُ ذِكرى لم تَزلْ حُلُمًا أَضْنى فؤاديَ في صَحوِي وفي سِنَتِي أطوي إليكِ المَدَى والشوقُ يغلِبُني أسابقُ الفجرَ.. أَبغِي فيكِ أمنيتِي مَددتُ كفِّيْ إلى يُمناكِ فابتسمِي هاكِ الفؤادَ وهاكِ البوحَ في لُغَتِي يا موطنًا بَعَثَتْ أشجانُهُ أَلمًا أَضحَى يُلازمُ طولَ الدَّهْرِ قافيتِي مازلتِ بحرًا بِلا شُطآنَ تحضنُهُ تهفُو إليهِ مَدَى الأيامِ أشْرعتِي وختم السهيمي بقصيدة من خارج الديوان عنوانها (سقى اللهُ سَبْتًا) يصف فيها حاله وحال زملائه المعلمين القدامى وهم يزورن قنا مرة كل سنة وفيها: يَمُرُّونَ بالأطْلَالِ.. يُلْقُونَ زَفْرَةً مَعالِمُها مَلْأَى مِنَ الشَّوْقِ والضَّنى وتحتَ ظِلالِ الأيكِ حَطَّتْ رِحالُهُمْ أحاديثُهُمْ ذِكْرَى عَنِ الأمْسِ والأَنا تَحُفُّ بِهمْ أنْسَامُ سَفْحٍ كأنَّهُمْ عصَافيرُ حَقْلٍ شَفَّها الوَجْدُ والمُنَى تَقَضَّتْ سُويْعَاتٌ فَضُمَّتْ لأَمْسِهِمْ وعَادُوا فعَادَ الشَّوقُ حَيًّا.. وما وَنَى ثم كان للدكتور المحسني رؤية عن الشاعر والديوان، وذكر أنه أدرج ثلاثًا من قصائد السهيمي عن قنا في كتابه (قناعسير.. دراسة في حركة الفكر والأدب) وذلك قبل صدور الديوان، وعرَّج على تأثير المكان - قنا نموذجًا - في الإنسان، وذكر أنه تقدم بمشروع ثقافي يرى فيه أهمية الإفادة من النصوص الشعرية التي كُتبت عن قَنا بحيث تُدوَّن في ميادين قنا ومتاحفها. ثم خُتمت الأمسية بالمداخلات، بعدها وقع السهيمي نسخًا من ديوانه للحاضرين والحاضرات.