بصوت واحد هتف العالم باسم الرياض وأغلقت كل الملفات بتتويجها لاحتضان معرض إكسبو 2030، إذ عمت الفرحة العارمة أرجاء الوطن وتوالت برقيات التهاني بمناسبة هذا الفوز من رؤساء الدول العربية والإسلامية والعالمية، فالمملكة فازت بتنظيم المعرض بأغلبية ساحقة (119 صوتاً مقابل 29 صوتاً لكوريا و17 صوتاً لإيطاليا) وذلك من خلال الاقتراع الذي تم في باريس لاختيار المدينة الفائزة باستضافة إكسبو 2030. إن هذا الفوز يعتبر تتويجاً للنجاحات والإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، وهو ما يؤكد على: 1- مكانه المملكة في الخليج والعالم أجمع. 2- العمق الحضاري والثقافي للسعودية. 3- تعزيز فرص الاستثمار والابتكار. ودليل كذلك على قدرة المملكة على استضافة مثل هذه الفعاليات العالمية المهمة. وقد أكد ذلك سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- من خلال برقية بعثها لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله-، مؤكداً له أن هذا الإنجاز هو مصدر فخر واعتزاز لدول الخليج والعالم العربي ويجسد الثقة الكبيرة من قبل المجتمع الدولي بكفاءة المملكة العربية السعودية وقدرتها على تنظيم الفعاليات الدولية. إن من أسباب فوز المملكة العربية السعودية: 1 - قوة الملف السعودي الذي قدمته تحت شعار حقيقة التغيير (معاً نستشرف المستقبل). 2 - كثافة التأييد الدولي للمملكة ونجاحها في حشد عدد كبير من الدول للتصويت لها. 3 - الدور الريادي والمحوري للمملكة والثقة الدولية التي تحظى بها. 4 - جدارة المملكة وقدرتها على الوفاء بما تضمنه الملف من التزامات للدول المشاركة. 5 - تميز الموقع الجغرافي لمدينة الرياض، حيث إنها جسر يربط القارات. وبنظرة شاملة فإنه من المؤكد أن المملكة العربية السعودية ستنجح في تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة المعرض، خاصة وأن سمو ولي العهد قد تعهد بذلك. إن معرض إكسبو يعد المنصة الأهم عالمياً للكشف عن كل ما هو جديد من تطور وابتكار، فمثلاً في معرض لندن تم استعراض ابتكارات الثورة الصناعية وفي معرض باريس شهد أول عرض لماكينة الخياطة في التاريخ. وكذلك في معرض لندن 1876م عرض ألكسندر جراهام بل أول هاتف في العالم، وفي معرض باريس كشف عن جهاز الغراموفون، وفي نيويورك 1939م كشف عن التلفزيون، وفي معرض سياتل 1962م ظهر أول جهاز حاسوب لشركة آي بي إم، وفي إكسبو اليابان 1970م كشف عن الهواتف المتحركة. وبوجه عام فإكسبو يعتبر فرصة جذب اقتصادي للاستثمارات الأجنبية بالإضافة إلى دوره في تعزيز السياحة. وتقوم فكرة معارض إكسبو على جمع الشركات حول العالم لعرض تقنياتها الجديدة في المجالات المختلفة مما يؤدي إلى انتشارها في العالم اجمع. إن من أهم أهداف المملكة العربية السعودية لاستضافة إكسبو الرياض هو تبني الابتكارات وتعزيز التبادل الثقافي، وهذا سيمكن المملكة من تعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص والاستثمار الأجنبي. ختاماً: نقول إذا كان معرض إكسبو دبي قد استقطب أكثر من 24 مليون زائر فإن إكسبو الرياض يتوقع له أن يستقطب أكثر من 40 مليون زائر، وهذا بدوره يعتبر فرصة فريدة للمملكة العربية السعودية لتحقيق تأثير إيجابي على الساحة الدولية. أسأل الله أن يكون المعرض رافداً من روافد التقدم والازدهار لهذه البلاد، وأن يكون داعماً لتطورها، والله الموفق.