ارتفع سعر برنت 4.9 % الى 76.85 دولارًا وغرب تكساس 4.3 % الى 71.58 دولارًا الخميس الماضي، بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى له منذ ستة أشهر يوم الثلاثاء الماضي، مع إعلان الاحتياطي الفدرالي إبقاء سعر الفائدة بدون تغيير ما بين 5.2 % و5.5 %، ليتراجع مؤشر الدولار بأكثر من 2 % الى 101.96، على الرغم أنها مازالت عند أعلى مستوياتها منذ عامين. كما دعم ذلك تراجع مخزونات النفط التجارية الأمريكية بمقدار 4.3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 8 ديسمبر (إدارة الطاقة الأمريكية). ورغم ذلك لم تستطع أسعار النفط مواصلة ارتفاعاتها لتعود مرة أخرى إلى التراجع يوم الجمعة الماضية. لكنها أنهت سلسلة خسائرها التي امتدت على مدى سبعة أسابيع متتالية بمكاسب طفيفة في الأسبوع الثامن، بارتفاع برنت 71 سنتاً الى 76.55 دولارًا وغرب تكساس 19 سنتاً إلى 71.43 دولارًا. فمازالت الأسعار تعاني من زيادة المعروض من خارج أوبك حالياً واحتمالية ارتفاعه مستقبلاً في ظل استمرار نمو الإنتاج الأمريكي الذي يعتبر تحدياً لاستقرار أسواق النفط 2024، مما يشير إلى توقعات هبوطية لأسعار النفط. لذا خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لبرنت من 93 دولارًا إلى 83 دولارًا في 2024، على خلفية المخاوف المستمرة بشأن نمو الطلب العالمي على النفط وارتفاع الإنتاج من خارج أوبك بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً مقابل تخفيض 1.4 مليون برميل يومياً من أوبك+. وأوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقرير ديسمبر، أن نمو الطلب يتباطأ في الربع الرابع بنحو 400 ألف برميل يومياً، خاصة في أوروبا، ومع ذلك عدلت ارتفاع الطلب العالمي على النفط بزيادة 130 ألف برميل يومياً إلى 1.1 مليون برميل يومياً في 2024 والأعلى طفيفاً من توقعاتها السابقة، مشيرة إلى تحسن التوقعات بالنسبة للولايات المتحدة مع انخفاض أسعار النفط. لكن هذه التقديرات تعادل فقط نصف تقديرات أوبك التي تتوقع أن ينمو الطلب على النفط 2.2 مليون برميل يوميًا إلى 104.4 ملايين برميل يومياً في 2024. وعزت أوبك الانخفاض الأخير في أسعار النفط إلى مخاوف الطلب المبالغ فيها والتي تؤثر على معنويات السوق، رغم أن أساسيات سوق النفط لا تزال قوية بما في ذلك الطلب من الصين. إن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي مازال مستمراً واقتربت أكبر اقتصادات مستوردة للنفط في العالم من حالة الركود أكثر مما سبق. وأوضحت وكالة ستاندرد في الأسبوع الماضي، أن المصنعين الأمريكيين مازالوا غارقين في الركود، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر عند 48.2 من 49.4 في الشهر السابق ومازال الاقتصاد في خطر الركود عند 1.4 % في 2024 إذا لم يتم تخفيض أسعار الفائدة بشكلِ حاد. وأوضحت الوكالة أيضاً تزايد المخاطر المرتبطة بنمو الاقتصادي الصيني المنخفض هيكليًا ومستمرًا على المدى المتوسط مع تقلص قطاع العقارات المتوالي والنظرة السلبية لتصنيفها الائتماني. وتوقعت ريستاد إنرجي أن يتضاءل الطلب على النفط في الهند تدريجياً من 290 ألف برميل يوميًا العام الجاري إلى 150 ألف برميل يوميًا في عام 2024 بعد التشغيل الوفير. وهذه الاتجاهات ستنعكس سلباً على نمو الطلب على النفط وزيادة المعروض، لكن التزام أوبك+ بالخفض الطوعي بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً قد يهدئ الأسواق ليستقر سعر برنت في نطاق 75 دولاراً في الربع الأول من العام المقبل.