مع اختتام النسخة الخامسة عشرة من المؤتمر الدولي لمفاوضات الخدمات الجوية (الآيكان 2023)، يبرز سؤال محوري: كيف يمكن للمؤتمرات الدولية أن تؤثر بشكل ملموس على مسار الصناعات الكبرى مثل صناعة الطيران؟ الإجابة تكمن في النجاح الملحوظ الذي حققه الآيكان 2023، بمشاركة 97 دولة وقادة صناعة الطيران العالميين. هذا النجاح ليس مجرد رقم، بل هو دلالة على القدرة الفائقة للمملكة العربية السعودية على توحيد الجهود الدولية وقيادة المبادرات الكبرى في مجال الطيران. من خلال هذا المؤتمر، تستعرض المملكة دورها الريادي في قطاع الطيران المدني، وتؤكد على سعيها الدؤوب لتعزيز قدرات هذا القطاع. الاستراتيجية الوطنية للطيران، التي تهدف إلى جذب استثمارات بقيمة 100 مليار دولار وخلق تجربة سفر استثنائية لأكثر من 330 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030، هي خير شاهد على هذه الرؤية الطموحة. إعلان معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج عن إطلاق مؤتمر مستقل للطيران في الرياض مايو 2024، تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطيران المدني، ما يعكس ليس فقط نجاح النسخة الأولى من المؤتمر، بل يمثل أيضًا خطوة استراتيجية نحو تعزيز الابتكار وتنمية صناعة الطيران على المستوى العالمي. مؤتمر "الآيكان" يمثل أكثر من مجرد تجمع دولي. إنه منصة تمكن الدول من عقد المفاوضات والمشاورات الثنائية ومتعددة الأطراف بشأن الخدمات الجوية، مما يسهم في تيسير إقامة الروابط الجوية وتقديم خدمات أفضل في مجال النقل الجوي. هذا التجمع يعكس أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في صناعة الطيران. في النهاية، يمكننا القول إن الآيكان 2023 والمؤتمرات المقبلة تؤكد مكانة المملكة كمحور رئيسي في صناعة الطيران .