لم يكن فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 مفاجئاً بقدر ما كان مبهجاً، ومترجماً لحالة الفرادة، والاستثنائية، وعبقرية التفوق التي تتمتّع بها بلادنا؛ ذلك أن مكونات التفوّق، والمزايا العظيمة التي تؤطّر الإدارة الاحترافية المدهشة، وتوظيف كل الإمكانات، واستثمار مكامن الإبداع، وقبلها الشغف العميق الذي يسكن كل تفاصيل مشروعاتنا ومنجزاتنا. هذا الدأب العميق، وروح الإصرار والتحدي، وترويض الصعاب هو عنوان المرحلة. فتجربة الوقوف على «المُنجَز الحضاري» و»المُكوِّن الفكري» و»الصوغ الإبداعي» و»الالتماع العقلي»، الذي صاحب رؤية 2030 التي رسمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وباشرها شخصياً، تؤكد عمق الرؤية واستبصار قيادتنا في استحقاقات المستقبل، وما تقتضيه من عمل وجهد وتخطيط واستراتيجيات لتجسيد الواقع الحقيقي للمملكة بما تملكه من مُقدّرات ومزايا وعمق عربي وإسلامي، واقتصادي وسياسي وتاريخي وثقافي وديني، كل هذا تأتّى لها من خلال تبوّئها موقعاً جيوسياسياً مهماً جداً باعتبارها ملتقى الطرق بين ثلاث قارّات. ولقد شهد العالم النقلات التاريخية التي تحققت للمملكة بفضل هذه الرؤية الطموحة بدءاً ب»برنامج التحوّل الوطني»؛ بإنجازاته وخُططه المستقبلية والاستباقية وغيرها من إنجازات، وهذا التحول أثبت بأنه تجربة مُتفوّقة واستثنائية ومدهشة ومذهلة، فقد جسّد الصورة الحقيقية لعبقرية الإنجاز والتفوّق والتجاوز الشاسع المديد لتحوّل المملكة العربية السعودية تحوّلاً يجعل من وطننا حالة تفوّق وحيدة، ونادرة، إن على المستوى الإقليمي، أو المستوى العالمي. هذا البرنامج هو إحدى أذرعة الرؤية العظيمة التي نجني بعض غراسها اليوم، وأحد ملامحه هو فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو وسط منافسة محتدمة، لكن المملكة حصدت فوزاً ساحقاً وبفارق نقطي لافت، هذا الفارق هو أحد ملامح التفوق والفرادة والعبقرية التي تقود صناعتنا للمستقبل بشكل لا نظير له. اليوم أمام هذا الواقع الناصع والمشرق والمُشرّف ينتظرنا عمل كثير، عمل يوازي هذا الاستحقاق ويعكس استشعار جهد ودعم القيادة؛ وأمامنا ملفّات كثيرة لن تغيب عن فطنة وحنكة قيادتنا التي أوصلتنا إلى هذا الموقع المتفوّق الذي أثبت الواقع والإنصاف أنه لا يجدر ولا يليق إلاّ بوطن عظيم حباه الله قيادة عظيمة. والأعوام القليلة المقبلة ستحكي قصّة هذا الوطن المُلهِم، وتاريخ أرض وطننا الذي صانه حُكّامنا، بتوفيق الله ثم بتواشج أبنائه وتلاحمهم مع قيادتهم، ماضين بحب وولاء وبذل وعطاء وتفانٍ لأجل أن يبقى عظيماً شامخاً وشاهداً على أعظم قصة لتوحيد وطن شرّفه الله بأن جعل أطهر بقاعه فيه.