بتطلعات مغايرة، وطموحات تستشرف المستقبل، تسعى المملكة لإعادة صياغة تاريخها العلمي على أسس راسخة ومرتكزات صلبة، عبر تكثيف جهودها للظفر باستضافة "إكسبو 2030"، ذلك المعرض الدولي الذي يُلهم دول العالم لحلول علمية تعالج مشكلاته الآنية والقضاء عليها. الاهتمام السعودي الرسمي بالحدث وتفاصيله فاق كل التوقعات، ليس لسبب سوى أن استضافة معرض إكسبو بات حلم كل دولة حريصة على تطوير نفسها، وتدشين عهد جديد مع العلوم الحديثة والمعرفة الشاملة، وهو ما وعدت به رؤية 2030 قبل نحو سبع سنوات، وها هي تفي بوعدها اليوم، من خلال منافسة دولية على استضافة الحدث العلمي الأبرز على كوكب الأرض. الحلم السعودي باستضافة "إكسبو 2030" لم يبق على تحقيقه سوى خطوة الاقتراع المرتقب التي ستعلن نتائجه اليوم.. ويحدو الأمل جميع السعوديين خاصة، والعرب والمسلمين عامة، بأن تفوز المملكة بتنظيم الحدث، حتى يدرك العالم أن في المملكة قيادة حكيمة، وعقولاً واعدة، وخبرات متراكمة، يمكنها إبهار العالم في المعرض، بتقديم أفكار ملهمة خارج الصندوق، ومناقشة موضوعات تهم البشرية وتؤكد لمن يهمه الأمر أن المملكة التي نالت شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، لهي قادرة على صناعة التميز في استضافة "إكسبو 2030". وزارة الإعلام خطت خطوة تتسم بالذكاء الحاد عندما أقامت "واحة الإعلام" في العاصمة الفرنسة باريس، كي يتم إطلاع الضيوف والصحافة الدولية على ملامح تجربة المملكة وقصتها الكاملة مع التحديث والتطوير، فضلاً عن التعريف بالمشروعات الكبرى التي تقودها المملكة ضمن "رؤية 2030"، وبلغ الذكاء ذروته بأن "الواحة" تُقام قبيل الاقتراع على الدولة المستضيفة ل"إكسبو" ضمن اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس. وتوفر "واحة الإعلام" تجربة تفاعلية متكاملة للضيوف، تُحاكي زيارتهم للمشروعات السعودية الكبرى على أرض الواقع، كما توفر بيئة جاذبة ومحفزة للإعلاميين للحديث عن المملكة بحيادية تامة، ونقل ما اكتسبوه من معلومات وبيانات سعودية للناس حول العالم. مشهد الاستعداد ل"إكسبو" بأكمله يبشر بالخير الوفير، ويعكس إصرار القيادة والشعب على تنظيم الحدث بمواصفات خاصة جداً، ليست بعيدة عن البيئة السعودية والعربية والإسلامية، وصناعة نسخة استثنائية من المعرض الدولي، يتحاكى بها الجميع ويتباهون بها لعقود مقبلة.