حين يريد المرء أن يكون متطوراً في قيادته مبدعاً في إدارته فلابد له أن يمتلك تصوراً معتبراً ورؤية ثاقبة وخبرة جذابة وممارسة أنيقة واطلاعاً متأملاً على تجارب الآخرين الذين أثروا الحياة الإدارية بفن إدارتهم، وامتلكوا ناصية الغد المأمول لرحلة ضياء بخطوات الإبداع وجمال التواصل المعرفي والمهني؛ تنظيماً وتخطيطاً وتوجيهاً ومراقبة، تبث في الأفئدة معنويات متدفقة سمواً وإيجابية، ولعل أهم الكتب التي تأثرت بها كثيراً في حياتي الإدارية هو كتاب "حياة في الإدارة" لمعالي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي - يرحمه الله تعالى - الذي أورد فيه خلاصة تجاربه وسياسته الإدارية والعقبات التي اعترضت مسيرته الإدارية وكيفية التعامل معها والتغلب عليها، حيث يعد هذا الكتاب معيناً وموجهاً وقائداً لمن يريد النجاح والتفوق والإبداع في حياته الإدارية. ولا عجب إن قلت إن نجاح أي دائرة مسؤولة وإقبال الموظف على العمل فيها بكل تفانٍ يستدني غيوم التألق، وهمة تضيء أفق العطاء، وإخلاص تترنم به جهات الوفاء بدهشة شجية ولذة ندية وسيرة تغدو حكاية نجاح فريد مغرد في مرافئ الجمال الفاتن لن يكون إلا من خلال مدير فعال وقائد حكيم يمتلك المهارة والمعرفة والأسلوب الجميل بما يجعله ينثر ورود الأمل والأمان والتحدي المنشود في أرواح زملائه الموظفين؛ لتكون دائرة عملهم منارة إشعاع وبحراً من العطاء وأنغاماً من المنجزات المضيئة.