يعد مشهد الأمن السيبراني في المنطقة العربية، والشرق الأوسط، من أكثر المشاهد التقنية تعقيدًا، فبالرغم من أنه يتسم بالمتغيرات المتلاحقة، والتي تحمل في طياتها الكثير من التحديات، إلا أن تلك المتغيرات تعد في نفس الوقت فرصًا واعدة للنمو. ويعتبر انتشار التقنيات التكنولوجية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي التوليدي، من أبرز نماذج التطور التي أصبحت تلقي بظلالها على كافة جوانب الحياة. وبشأن التطورات المتعلقة بمشهد الأمن السيبراني، قال رشيد العودة، المدير العام لشركة تريند مايكرو بالمملكة: "يوما بعد يوم تتصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي، وبالأخص الذكاء الاصطناعي التوليدي ليشكل ركيزة أساسية في استراتيجيات الأمن السيبراني. وكانت تريند مايكرو من أوائل الشركات التي حرصت على تطوير حزمة من الحلول الأمنية المبتكرة والتي ترتكز على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قمنا بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحلول الأمن السيبراني، مما دعم وعزز بشكل ملحوظ طرق استخدام حلول الأمن الرقمي وجعله أكثر سلاسة من قبل كافة الأفراد والجهات وبدون أي تعقيدات. ولكن يظل من الضروري الانتباه الشديد لما قد تقوم به الجهات الفاعلة الخبيثة من استغلال لهذه التقنيات المتطورة لإنشاء تهديدات سيبرانية أكثر خطورة". وأردف العودة خلال استعراضه لأبرز تطورات المشهد التقني قائلًا: "شهد عام 2023 انتشارًا ملموسًا لمصطلح ومفهوم التأمين السيبراني، - وذلك على غرار المصطلحات الشائعة مثل التأمين الطبي أو التأمين ضد الحوادث -، مما يعد مؤشرًا إيجابيًا على انتشار الوعي بأهمية الأمن السيبراني داخل المجتمع. وفي هذا الصدد لعبت "تريند مايكرو" دورًا رائدًا حيث أطلقت وما تزال تطلق العديد من الحملات التوعوية المعنية برفع مستوى وعي الأفراد والعائلات بأهمية الأمن السيبراني، وذلك للمساهمة في حمايتهم من هجمات القرصنة والتخريب الإلكترونية. كما نحرص أيضًا على تنظيم العديد من المسابقات والفعاليات الرامية إلى تمكين الشباب وصقل معرفتهم بكل ما يخص الأمن الرقمي. " وأشار العودة إلى أبرز التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط قائلًا: "تمر منطقة الشرق الأوسط بالعديد من التحديات المتعلقة بالأوضاع الجيوسياسية في الوقت الراهن، فضلًا عن النهضة العمرانية والتكنولوجية التي تجعلها وجهة وهدف للهجمات السيبرانية التي تشنها الجهات الفاعلة الخبيثة، عن طريق تطوير منهجياتها بشكل معقد وبالتزامن مع التطورات التكنولوجية المتلاحقة." وأوضح العودة أن الإحصاءات الحديثة تؤكد زيادة حجم التهديدات السيبرانية بنسية تقارب 30% مقارنة بالعام الماضي، حيث كشف تقرير شركة تريند مايكرو عن النصف الأول لعام 2023، عن رصد الشركة وحجبها لأكثر من 475 مليون تهديد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. أما على الصعيد المحلي، فقد شهدت المملكة العربية السعودية أكثر من 54 مليون تهديد سيبراني خلال النصف الأول من هذا العام، من بينها أكثر من 22 مليون تهديد عبر البريد الإلكتروني وأكثر من 14 مليون برنامج ضار. وعن جهود تريد مايكرو في مكافحة هذه الهجمات قال العودة:" لقد لعبت تريد مايكرو دورًا محوريًا لتعزيز الأمن السيبراني بالمملكة العربية السعودية، حيث تمكنا من ترسيخ مكانتنا الرائدة في هذا القطاع، من خلال تواجدنا بمقرنا الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالمملكة. هذا فضلًا عن الزيادة الملحوظة في عدد شركائنا الاستراتيجيين والموزعين داخل المملكة، بما يعكس الانتشار الإيجابي والواسع لحلولنا الرائدة وإنجازاتنا اللافتة، ذلك الأمر الذي ساهم بقوة في تعزيز ثقة عملائنا. كما نحرص على المشاركات المثمرة في كافة الفعاليات والمبادرات المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية على الصعيدين المحلي والإقليمي." وأضاف: "تمضي شركة "تريند مايكرو" قدمًا بإجراءات استباقية من خلال توفير مجموعة مبتكرة من الحلول الرائدة التي من شأنها حماية المؤسسات والأفراد ضد التهديدات الأمنية المتزايدة، وفي هذا الإطار نسعى دائمًا إلى مواكبة التحديات التي يشهدها السوق السعودي، وذلك من خلال تبنى استراتيجية توطين النظم العالمية لتتماشى مع متطلبات السوق المحلي. ويعتبر تعاوننا مع "الشركة السعودية للحوسبة السحابية SCCC - علي بابا كلاود" لإطلاق مركز عمليات الأمن كأحد خدمات الإدارة المتقدمة للكشف والاستجابة الموسعة في السعودية، خير دليل على التزامنا بتصميم حلول وخدمات متخصصة في متناول المزودين السعوديين." وفي الختام أشار بن عودة إلى التوقعات المستقبلية قائلًا: "نحن نتطلع إلى آفاق مستقبلية واعدة في مجال الأمن السيبراني، فمن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط نموًا ملحوظًا في هذا المجال خلال السنوات القادمة، لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة والتي تحمل في طياتها ثغراتٍ أمنية، وهو ما تؤكده الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها في مجالات التكنولوجيا الرقمية، وتشير إلية الدراسة الحديثة الصادرة عن شركة «غارتنر»، الرائدة في مجال الدراسات والأبحاث ، من نمو معدلات الإنفاق على المنتجات والخدمات المتعلقة بأمن المعلومات وإدارة المخاطر بنسبة 11.3%، لتبلغ أكثر من 188.3 مليار دولار بنهاية عام 2023. "