أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن على الصين أن تتوقع تصريحات أميركية صريحة قد لا تعجبها بعدما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جينبينغ بأنه "ديكتاتور" بعيد لقائه. وظهر بلينكن المعروف بتحفظه وبضبط النفس، في مقطع فيديو وهو يتجهّم قليلًا من ردّ بايدن خلال مؤتمر صحافي عقب قمة جمعته ونظيره الصيني قرب سان فرانسيسكو الأربعاء. ردًا على سؤال حول رد فعله، قال بلينكن الذي عمل مستشارًا لبايدن لعقود "الرئيس يتكلم دائمًا بصراحة ويتكلم بالنيابة عنّا جميعًا". وأضاف في حديث مع محطة "سي بي إس نيوز"، "من الواضح أننا سنستمر في قول أشياء وسنستمر في فعل أشياء لا تعجب الصين، تمامًا كما أفترض أنهم سيستمرون في فعل وقول أشياء لا نحبها". وكان بلينكن زار الصين في حزيران/يونيو في إطار سلسلة من الاجتماعات الهادفة إلى تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. غداة لقاء بلينكن وشي في بكين، وصف بايدن الرئيس الصيني خلال فاعلية سياسية في كاليفورنيا بأنه "ديكتاتور"، ما أثار غضب الصين. ولدى سؤاله الأربعاء عما إذا كان متمسكًا بتقييمه، قال بايدن "إنه فعلًا (ديكتاتور). أعتبر أنه ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة هي دولة شيوعية تعتمد على نظام حكم مختلف تمامًا عنّا". ولدى سؤالها عن تعليقات بايدن الأخيرة، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ "هذا النوع من الكلام خاطئ جدًا وهو تلاعب سياسي غير مسؤول. الصين تعارضه بشدة". إلى ذلك أعلنت الولاياتالمتحدة أمس إزالة معهد أبحاث صيني من لائحتها للعقوبات التجاريّة، في مقابل التزام بكين مكافحة تهريب الفنتانيل. وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر للصحافة "اتّضح لنا في محادثاتنا مع الصين... أنّ إبقاء المعهد في هذه اللائحة يُشكّل عائقا أمام التعاون لوقف تهريب" المواد الكيماويّة الضروريّة لإنتاج الفنتانيل. أضاف "قرّرنا في نهاية المطاف... أنّ هذه هي الخطوة المناسبة الواجب اتّخاذها" في ضوء "الخطوات التي ستّتخذها الصين لتعقّب" المكوّنات الكيماويّة. كانت وزارة التجارة فرضت عام 2020 عقوبات على معهد أبحاث الطبّ الشرعي هذا، التابع لوزارة الأمن العام الصينيّة، إلى جانب كيانات أخرى، لاعتبارها في ذلك الوقت أنّ المعهد متواطئ في انتهاكات لحقوق مجتمع الأويغور في الصين. ورداً على سؤال عمّا إذا كان ذلك يعني تغييرا في السياسة، قال المتحدّث "يتعيّن على هذه الإدارة اتّخاذ قرارات صعبة" لكن "عبر درس إمكانيّة إنقاذ حياة أميركيّين، من خلال الحصول على هذا التعاون مع الصين بشأن الفنتانيل، رأينا أنّ من المناسب اتّخاذ هذا الإجراء". وأردف "سنراقب مدى احترام الصين الالتزامات التي تعهّدت بها لنا". وخلال قمّة مع نظيره الأميركي جو بايدن الأربعاء في كاليفورنيا، وافق الرئيس الصيني شي جينبينغ على أن يتّخذ، وفقا للأميركيّين "عددا من الإجراءات الجوهريّة من أجل التقليل إلى حدّ كبير من إمدادات" مكوّنات الفنتانيل. ومُخدّر الفنتانيل الذي أدّى الإدمان عليه إلى أزمة في الولاياتالمتحدة، غالبا ما يُنتَج في المكسيك بمركبّات كيماويّة مصدرها الصين خصوصاً.